أكد القادة والزعماء العرب في ختام أعمال القمة العربية التي انعقدت أمس الاثنين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية والرئيسية لدى العرب، معتبرين في بيانهم الختامي أن "اعتقاد البعض أن القضية الفلسطينية تراجعت في أولويات العرب بفعل الأزمات المتجددة هو ما شجع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في سياسة الاستيطان"، مجددين "الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية، ونظام الضمانات الشاملة، والدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وشدد القادة العرب على الالتزام بتطوير آليات مكافحة الإرهاب أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية.
وأشار الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، في كلمته الختامية، إلى أن “القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك حتى يوجد حل عادل ودائم لها قائم على القرارات الدولية وعلى مقترحات المبادرة العربية”.
ودعا إلى أن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بضمانات دولية ملزمة وتجميد الاستيطان وإيقاف مسلسل العنف ضد الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنهم تشكل شروطا ضرورية للتوصل إلى حل نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن القمة العربية، التي استضافتها العاصمة الموريتانية نواكشوط، أثبتت أن "العرب ليسوا كيانا ميتا". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين "أبوالغيط"، ووزير خارجية موريتانيا، اسلكو ولد أحمد أزيد بيه، في ختام أعمال القمة العربية الـ27، مساء اليوم الإثنين، بنواكشوط.
وأضاف أبوالغيط، أن "القمة العربية عقدت في ظروف غير عادية لأن موريتانيا تمكنت خلال ثلاثة أشهر ونصف الشهر، في أن تنظم قمة ناجحة دون أية سلبيات، مما يدل على القدرة التنظيمية الجيدة للغاية".
وأوضح، أن نواكشوط أطلقت على القمة العربية عنوان "قمة الأمل" لإعطاء الأمل للشعوب العربية، لافتا أن العالم العربي ألمّ به في السنوات الأخيرة الكثير من المآسي التي تبعث على الحزن، ولكن قمة موريتانيا "أثبتت أن العرب ليسوا كيانا ميتا".
وفي البيان الختامي للقمة، أبدى القادة العرب ترحيبهم بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الجاري يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية وفق إطار زمني.
وجدد القادة العرب الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية، ونظام الضمانات الشاملة، والدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ورحب المؤتمرون، في هذا السياق، بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني، وفق إطار زمني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
ودعا القادة العرب الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية، كما ناشد القادة العرب الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.
وفي الملف العراقي أكد القادة العرب على دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم “داعش” الإرهابي.
ورحب المؤتمرون بالتقدم المحرز على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، كما شدد على تضامن القادة العرب مع جمهورية السودان في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها وصون سيادتها الوطنية والترحيب بعملية الحوار الوطني الجارية والجهود المتصلة بتفعيل مبادرة السودان الخاصة بالأمن الغذائي العربي كأحد ركائز الأمن القومي العربي.
وأعرب القادة العرب عن حرصهم على إرساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبوء الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي توطيداً لعرى الأخوة وحفاظاً على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية.
ولفت القادة الانتباه إلى ضرورة صيانة وحدة الثقافة والتشبث باللغة العربية الفصحى رمز الهوية العربية والعمل على ترقيتها وتطويرها بسن التشريعات الوطنية الكفيلة بحمايتها وصيانة تراثها وتمكينها من استيعاب العلم الحديث والتقنية الدقيقة. وأشار المجتمعون إلى تكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها والاسراع في تنفيذ مشاريع التكامل العربي القائمة وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية وإيجاد آليات لمساعدة الدول العربية الأقل نمواً وتأهيل اقتصاداتها، وكذلك والتقليل من المخاطر البيئية وفقاً لمرجعيات قمة باريس الأخيرة حول المخاطر البيئية.
ولفت القادة العرب إلى دعمهم جهود الإغاثة الإنسانية العربية والدولية الرامية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين ولتطوير آليات العمل الإنساني والإغاثي العربي واستحداث الآليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم.
وجدد القادة الدعوة إلى إلزام إسرائيل الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي واخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخرى ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الأمن القومي العربي والأمن الإقليمي وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
يذكر أن القادة العرب اختصروا قمتهم في نواكشوط بيوم واحد، بعد أن كان من المقرر عقدها ليومين، ويعزو العديد من المراقبين ذلك إلى الحضور الضعيف والمتمثل بغياب عدد من القادة والزعماء العرب.
وحضر القمة كل من أمير قطر وأمير الكويت ورؤساء السودان واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر، فيما أوفد الملك عبدالله الثاني رئيس وزرائه هاني الملقي إلى نواكشوط.واعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حضور القمة العربية وكلف المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بترأس وفد مصر في اجتماعات القمة العربية التي تستغرق يومين. وتداولت وسائل إعلام فلسطينية أنباء عن غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القمة نظراً لوفاة شقيقه في قطر منذ يومين وتوجهه إلى هناك للعزاء.
أرسل تعليقك