صنعاء- طارق نصر
نجح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الخميس، في جمع وفدي الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين وحليفهم صالح، في لقاء مشترك، بعد سلسلة من اللقاءات المنفردة التي عقدها مع كل وفد على حدة، في مساع تهدف إلى إيجاد صيغ توافقية بينهم.
وكشفت مصادر مقربة من محادثات الكويت، أن اللقاء الذي عقد الليلة تم بحضور رؤساء الوفدين وبمشاركة ثلاثة أشخاص فقط من كل طرف، وأوضح ولد الشيخ أن الجلسة كانت مثمرة، وأنها تهدف إلى التعمق في البحث عن حل سياسي شامل ينهي النزاع ويريح اليمنيين، مضيفًا "أن جلسة الخميس المباشرة انطلقت بأجواء إيجابية، وبناءة تعكس التزام الطرفين بالسعي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل".
وأوضحت المصادر أن الوفدين المشاركين في مشاورات الكويت قدما للمبعوث الأممي إلى اليمن رؤية كل منهما حول الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، وأن وفد الحكومة اليمنية قدم رؤيته متضمنة تفاصيل عن حجم السلاح بأنواعه الخفيف والمتوسط والثقيل الذي استولت عليه الميليشيات من مخازن الجيش، إضافة إلى المعدات والتجهيزات من عربات وناقلات، وتفاصيل عن الآلية التي ترى الحكومة أنها مناسبة لتسليم السلاح. وبالرغم من تباين رؤى الوفدين حول جدول الأعمال ورفض وفد الحوثيين وصالح الالتزام بنقاط الحوار المعدة سلفًا من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وهو ما أدى إلى تعليق الجلسات المشتركة، إلا أن ولد الشيخ لم ييأس ولجأ إلى الجلسات المنفردة مع طرفي الحوار، لينجح أخيرًا في جمع الوفدين على طاولة واحدة في ثامن أيام الحوار.
وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سبق وأن عرض على أطراف الحوار إطارًا عامًا يجمع المحاور التي تشتمل على الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، وتمكن خلال الأسبوع الأول من الحوار التوصل إلى اتفاق بشأن جدول الأعمال، وإلزام الوفدين اليمنيين بتوقيع ميثاق شرف، يتعلق بالإعلام وعدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية وحصرها به شخصيًا.
وفي اليمن، قصفت ميليشيات "الحوثيين وقوات صالح"، الخميس، أحياء سكنية من مدينة تعز وسط اليمن، ما أدى الى جرح العشرات من المدنيين بينهم أربع أطفال. وذكرت المصادر بأن الميليشات الانقلابية شنّت هجوماً على موقع تابع لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في محيط معسكر اللواء 35، أسفر عنه مقتل جنديين، وإصابة 4 آخرين.
وشهدت جبهة "مريس" في مدينة الضالع جنوب اليمن، معارك قتالية ومواجهات عنيفة، بين الانقلابين من جهة وقوات الشرعية من جهة أخرى.وقالت مصادر ميدانية “ان قوات الشرعية استطاعت، صد هجوم مباغت عليها من مسلحي التمرد، وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وأفادت المصادر بأن المقاومة في جبهة مريس، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار خروقات المليشيات الانقلابية للهدنة، وأن الرد على ذلك سيكون قوياً ومزلزلاً.
وفي مديرية بيحان في مدينة شبوة جنوب شرق اليمن، داهمت قوة مسلحة تابعة للمليشيات الانقلابية، أحد المستشفيات وقامت باعتقال أحد الأطباء.من جهة أخرى، نظمت لجنة وقف إطلاق النار والأعمال الإنسانية، في مدينة مأرب شمال شرق اليمن، مؤتمراً صحفياً ، استعرضت من خلاله تقريراً مفصلاً حول الخروقات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وصالح، خلال الفترة من 10 الى 25 ابريل/ نيسان الجاري.
وبلّغت خروقات الانقلابيين، بحسب تقرير اللجنة، 233 خرقا في جميع مواقع وجبهات مأرب.وذكر التقرير بأن الخروقات التي قامت بها المليشيات تمثلت بإطلاق صواريخ بالستية، وقصف مدفعي، وصواريخ كاتيوشا، بمختلف العيارات وأنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة”. وأورد التقرير أن عدد ضحايا الخروقات من صفوف قوات الشرعية بلغ 27 شخصاً، فيما جُرح ما لا يقل عن 126آخرين.
أرسل تعليقك