توجه مئات الكنديين الاربعاء الى اوتاوا حيث مقر اقامة الحاكم العام لتحية رئيس الوزراء الجديد جاستن ترودو وحكومته الليبرالية اللذين توليا رسميا السلطة بعد 31 عاما على انتهاء ولاية والده بيار اليوت ترودو.
وتسلم جاستن ترودو السلطة بعد مراسم اتسمت بطابع رمزي كبير يعكس قطيعة مع حكم المحافظين.
وخلافا لسلفه ستيفن هاربر الذي كان يتجنب الجمهور ووسائل الاعلام، تولى رئيس الوزراء الجديد مهامه بعد لقاء مع الحشود في حديقة ريدو هول مقر ممثلي التاج البريطاني.
ورفع روبير بوافير المتقاعد الذي كان في الحشد، لافتة كتب عليها "في الوقت المناسب جاستن". وقال بوافير لوكالة فرانس برس "بعد عشر سنوات من المحافظين في السلطة، تغيير في الحكومة امر تاريخي، حكومة اقل تكتما".
وعلى وقع القرب، عبر ترودو مع زوجته صوفي ووزرائه الثلاثين المكان قبل ان يلتقي الحاكم العام ديفيد جونستن.
وكان جونستن ممثل ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية رئيسة الدولة، استقبل قبل ذلك هاربر الذي وصل ليقدم استقالته واستقالة حكومته بعد عشر سنوات على توليه السلطة في اوتاوا.
وكان فوز ترودو الذي اتهمه المحافظون بقيادة هاربر بانه يفتقر الى الخبرة، شكل مفاجأة بحصوله على اغلبية واسعة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 19 تشرين الاول/اكتوبر.
وتمكن ترودو من جذب الناخبين بعدما دفع حزبه الليبرالي باتجاه اليسار، واعدا بخفض الضرائب للطبقات الوسطى وتشريع حشيشة الكيف وانعاش الاستثمارات في البنى التحتية مع عجز في الميزانية لثلاث سنوات، والتعهد بانهاء المشاركة في الحملة الجوية في العراق وسوريا.
واتبع هذا المدرس السابق البالغ من العمر 43 عاما الذي اصبح رئيس الوزراء الثالث والعشرين لكندا اسلوبا مختلفا عن سلفه. فهي المرة الاولى مثلا التي يدعى فيها الجمهور الى ريدو هول لحضور حفل اداء القسم.
وبدأ الحفل الذي دعي اليه رؤساء حكومات سابقون بقرع طبول لهنود اميركا واغان تقليدية للاسكيمو.
وبعدما اقسم "البولاء" لملكة بريطانيا وورثتها، اعلن الحاكم العام ترودو رئيسا للحكومة. وقد بدا عليه التأثر واضحا.
وبعد ذلك اقسم اعضاء الحكومة الثلاثون وهم 15 رجلا و15 امرأة اليمين امام الحاكم العام.
وبعدما وعد بحكومة اصغر، احتفظ ترودو لنفسه بحقبتي الشباب والشؤون الحكومية المكلفة العلاقات بين السلطة الفدرالية والمقاطعات.
وفي مبادرة قوية عين للمرة الاولى امراة من السكان الاصليين وزيرة للعدل وهي المدعية السابقة جودي ويسلون ريبولد. وهذا التعيين يحمل معاني كبيرة لان الحكومة السابقة رفضت دائما تشكيل لجنة تحقيق في حوادث اختفاء وقتل غير مفسرة طالت حوالى 1200 امراة من السكان الاصليين منذ 1980.
ويفترض ان يكون هذا التحقيق الذي كان من الوعود التي قطعها ترودو خلال حملته، من اول الاجراءات التي ستتخذها وزيرة العدل الجديدة.
وستشارك وزيرة البيئة والتغير المناخي الجديدة كاترين ماكينا المحامية الدولية في المؤتمر الدولي حول المناخ في باريس بعد عقد من انسحاب كندا من مكافحة الاحتباس الحراري.
كما عين ترودو ستيفان ديون وزيرا للخارجية. والليبرالي ديون كان وزيرا للبيئة قبل وصول المحافظين الى السلطة وقرارهم بانسحاب كندا من بروتوكول كيوتو.
ومع اربع لقاءات دولية كبيرة بينها مؤتمر باريس بحلول نهاية الشهر الجاري، يواجه رئيس الوزراء الجديد برنامجا مثقلا الى جانب رغبته في دعوة البرلمان للانعقاد قبل عيد الميلاد من اجل اقرار اول ميزانية لحكومته الليبرالية.
ا ف ب
أرسل تعليقك