لندن - أ ف ب
في سن يحال فيها البريطانيون إلى التقاعد، لم يبدأ الأمير تشارلز بعد بمزاولة مهامه الملكية التي يعد لها العدة منذ فترة طويلة.
ويحتفي ولي عهد إنكلترا الذي يقوم حاليا بزيارة الهند بعيد ميلاده الخامس والستين الخميس. وهو سيمثل والدته البالغة من العمر 87 عاما للمرة الأولى في قمة الكومنولث التي تطلق فعالياتها الجمعة في سريلانكا.
وفي أيار/مايو الماضي، قام ولي العهد الأكبر سنا في العالم بمعاونة امه في البرلمان، في خطوة كانت الأولى من نوعها.
وتنعكس هذه المسؤوليات المتزايدة التي تلقى على عاتق الأمير تشارلز في ازدياد شعبيته التي تراجعت خلال فترة طويلة إثر فشل زواجه بديانا أم ولديه وليام وهاري.
وقد ولى عهد الفضائح التي كانت تثيرها علاقته الخارجة عن إطار الزواج بكاميلا ثم الصدمة الناجمة عن مقتل اميرة الشعب في حادث سير، فبعد 16 عاما بات الجد تشارلز أكثر ارتياحا بعد ان نجح في جعل البريطانيين يتقبلون علاقته بكاميلا.
ولفتت بيني جونر وهي إحدى القيمات على إعداد سيرة ولي عهد إنكلترا إلى أن "الطريق كان جد طويل لاستعادة مودة الشعب".
وهي تابعت قائلة لوكالة فرانس برس "من الواضح أنه في حال أفضل. فبعد زواجه بكاميلا، بات أسعد بكثير وأكثر مرحا".
وهو قد ألقى خطابا مؤثرا خلال فعاليات اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية توجه فيه إلى "الماما جلالة الملكة" ودعا خلاله الحشود إلى ترديد اسم والده الذي كان في المستشفى في تلك الفترة.
لكن هل يرغب فعلا هذا المدافع عن شؤون البيئة في اعتلاء عرش إنكلترا؟
فقد صدر مقال في مجلة "تايم" من إعداد الصحافية كاثرين ماير تحت عنوان "الأمير المنسي" جاء فيه أن أحد المقرين من الأمير قال إن ولي عهد "يريد القيام بأكبر عدد من النشاطات الخاصة قبل أن تنغلق أبواب السجن عليه".
ولم يلق هذا المقال الذي تناقلته الصحف البريطاينة استحسان قصر باكينغهام الذي دحض بشدة ان يكون أمير ويلز ينظر هذه النظرة إلى مهامه الملكية. وأكدت صاحبة المقال من جهتها أنها لم تقصد القول إن تشارلز متحفظ تجاه مهامه الملكية، لكن أنه يخشى بكل بساطة أن تأخذ هذه المهام من الوقت الذي يكرسه للقضايا العزيزة على قلبه.
فتشارلز يرعى مجموعة من الجمعيات الخيرية التي تنشط في مجالات متنوعة من النشاطات الفنية إلى تلك التي تساعد الشباب الذين يواجهون صعوبات. وهو أيضا رجل أعمال يدير منطقة كورنويل جنوب غرب إنكلترا التي تتمتع بشروط ضريبية ميسرة.
وهو، بخلاف والدته التي تحرص على حيادها السياسي، لا يتوانى عن الإعراب عن قناعاته، أكان في ما يخص انتقاد تصميم معماري معاصر أو التحذير من مساوئ الكائنات المعدلة جينيا أو مخاطر التغير المناخي.
لكن منتقديه يحملون عليه تدخله المفرط في شؤون السياسة، وقد حاولت صحيفة "ذي غارديين" اليسارية سدى أن تحصل على الرسائل التي أرسلها إلى أعضاء في الحكومة في العامين 2004 و 2005.
وفي سن التقاعد، يحق لتشارلز الحصول على راتب تقاعدي من الجيش الملكي الذي خدم في صفوفه. وهو أعلن عن نيته تخصيص هذا المبلغ المالي لمنظمة تعنى بمساعدة الكبار في السن.
أرسل تعليقك