أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، قائمة المرشحين النهائية لجائزة الكرة الذهبية، والتي انحصرت بين نجم نادي برشلونة، متصدر الدوري الاسباني الحالي، الارجنتيني ليونيل ميسي، وزميله البرازيلي نيمار دا سيلفا، ونجم ريال مدريد، الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وتأتي هذه الترشيحات بعد عاصفة من التصريحات والتوقعات التي صبت في ميزان نجم البرسا الثالث لويس سواريز، الذي قدم هو الآخر اداء رائعا رفقة فريقه، وحقق معه الثلاثية التاريخية، لكنه لم يجد السبيل لجائزة الفيفا التي عادة ما تفاجئ العالم بمرشحيها النهائيين.
وقدم سواريز في الموسم الماضي أجمل صورة للمهاجم التقليدي، القادر على استغلال أنصاف الفرص، مما أعاد إلى الذاكرة أسطورة البرازيل الخالدة رونالدو الظاهرة، فمنذ بزوغ نجم سواريز مع ليفربول ومن قبله مع أياكس لكن بتغطية إعلامية أقل، اعترف جميع متابعيه أنه الأفضل في مركزه دون منازع رغم كثرة المهاجمين.
الأمر الذي وضع اختيار كريستيانو رونالدو ضمن دائرة الشكوك، على الرغم من الكم الهائل الذي سجله لحساب ناديه ريال مدريد، وعلى العكس غريمه التقليدي ليونيل ميسي الذي كان من المتوقع تواجده بالقائمة بل وفوزه بها ايضا باعتراف الدون.
لكن بالرغم من أهدافه الغزيرة، إلا أن الدون لم يقدم شيئا لخزائن النادي الملكي بل خرج خال الوفاض تماما، الأمر الذي أجبر إدارة الميرينغي على إقالة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وتعيين الإسباني رافاييل بينيتيز، الأمر الذي رأه البعض كبش فداء ليس أكثر.
ما تقدم، جعل تساؤلات عديدة تظهر على سطح الترشيحات، حول أحقية كريستيانو رونالدو بالتواجد في القائمة النهائية للكرة الذهبية بدلا من سواريز صاحب الرباعية مع برشلونة؟.
وبلغة الأرقام قدم رونالدو موسما وصفه هو شخصيا في مقابلة سابقة بالأفضل له طوال مسيرته، حيث سجل 10 أهداف في دوري الأبطال مناصفة مع ميسي ونيمار، وخطف لقب الهداف الأفضل اوروبيا برصيد 48 هدفا بفارق 5 أهداف عن غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
بينما على الطرف الآخر يقف سواريز بأرقام متواضعة لكن بفاعلية أكبر من الدون، حيث سجل 16 هدفا في الدوري الإسباني رغم فترة العقوبة التي قضاها بعيدا عن الملاعب حتى الجولة التاسعة، بينما يملك في رصيده أوروبيا 7 أهداف مؤثرة منها هدفين في مانشستر سيتي وثلاثة في باريس سان جيرمان وهدف في يوفنتوس وآخر في أبويل نيقوسيا.
نستخلص من أرقام النجمين أن الدون على المستوى الفردي يتفوق على سواريز بأشواط كبيرة، لكن النجم الأوروغوياني يتفوق على كريستيانو على صعيد الألقاب التي حصد منها أربعة في موسمه الأول في برشلونة، وعلى المستويين المحلي والأوروبي.
وفي حسابات المنتخبات نجد أن سواريز لم يقدم شيئا مع منتخب بلاده الأوروغواي، وذلك بسبب العقوبة التي فرضت عليه من الفيفا بعد عضه المدافع الإيطالي جورجيو كيليني، حيث وصلت العقوبة للايقاف عن اللعب مع منتخب بلاده 9 مباريات رسمية وايضا الايقاف 4 أشهر عن مزاولة اي نشاط رياضي.
بينما على الطرف الأخر شارك رونالدو مع منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2016 التي ستقام في فرنسا، وسجل الدون 5 أهداف حاسمة لمنتخب بلاده ليتأهل مباشرة إلى البطولة الأوروبية بفضل أهداف الدون دون شك.
واصبح صاروخ ماديرا اول لاعب برتغالي، يسجل هاتريك في التصفيات الاوروبية امام ارمينا، وهاتريك في شباك السويد بتصفيات مونديال 2014.
لكن بالعودة في صفحات التاريخ نجد أن قائمة المرشحين للكرة الذهبية لطالما كانت مخالفة للتوقعات واحيانا مخالفة للغة المنطق فأحيانا ينظر للجانب الفردي واحيانا للجماعية والألقاب، الأمر الذي يدعم وجود الدون في القائمة استبعاد سواريز بالرغم من أحقيته بلغة الألقاب.
وشهد موسم 2009 - 2010 أولى الضربات لهذه الجائزة، حيث توج ميسي بالكرة الذهبية رغم تحقيقه للقب الدوري فقط، بينما كان شنايدر رفقة إنتر ميلان وتحت قيادة مورينيو يحقق الثلاثية التاريخية وايضا ساهم بنسبة عالية بقيادة هولندا إلى نهائي كأس العالم لكنه خسره أمام إسبانيا.
ليترشح في النهاية ميسي وأنيستا وتشافي، رغم خروج البرغوث مبكرا من كأس العالم، إلا أنه حصل على الكرة الذهبية بوجود أبطال العالم تشافي وأنييستا آنذاك وبرصيدهم نفس إنجازات ميسي على مستوى النادي لكن بفارق يعتبر أكثر تأثيرا وهو كأس العالم (اللقب الأغلى على مستوى العالم).
وبالعودة أكثر في التاريخ نجد أن النجم التشيكي بافل نيدفيد وأسطورة نادي يوفنتوس الإيطالي تعرض لهذا الظلم، حيث رغم تحقيقه لكل شيء مع السيدة العجوز، الأمر الذي توجه بجائزة فرانس فوتبول، إلا أن جائزة الفيفا ذهبت للفرنسي زين الدين زيدان، ليخرج بتصريح مثير، قال فيه: "يبدو أن الفيفا لا يتابع إلا الدوري الإسباني"، في إشارة واضحة لمدى غضبه من عدم تحقيقه اللقب.
وبالعودة للحاضر، فإن البعض من المتابعين والمحللين والنقاد أصبحوا يدخلون عامل الدخل الإعلاني والرعايات ضمن مقاييس الفيفا لاختيار نجوم الكرة الذهبية، الأمر الذي أبقى ميسي ورونالدو ضمن المرشحين الثلاثة بشكل شبه دائم منذ بزوغ نجمهما، لما يمثلانه من واجهة إعلامية قوية على عكس الأوروغوياني لويس سواريز.
وبناء على هذه المعطيات نرى أن إختيار الفيفا يضع سواريز في قائمة المظاليم، لكنه أيضا يشفع وجود رونالدو في القائمة النهائية، فوجود ميسي في قائمة 2010 واستبعاد شنايدر وظلم أنييستا وتشافي وكذلك الحال لزيدان ونيدفيد، وايضا ديكو في 2004 الذي حقق دوري الأبطال وكان يعتبر الأفضل في العالم من وجهة نظر الجميع إلا أن الفيفا وضع الجائزة بين يدي البرازيلي رونالدينيو، الأمر الذي يؤكد دون أدنى شك أن حسابات الكرة الذهبية قد تخرج عن المنطق في احيان كثيرة، مما يعني ضرورة وجود مظاليم جدد في القائمة وسواريز أحدهم.
أرسل تعليقك