الاتفاق النووي الجديد خطوة نحو مستقبل أفضل لشباب إيران
آخر تحديث GMT00:56:01
 العرب اليوم -

يأملون منه تخفيف العزلة السياسية والعبء الاقتصادي

الاتفاق النووي الجديد خطوة نحو مستقبل أفضل لشباب إيران

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاتفاق النووي الجديد خطوة نحو مستقبل أفضل لشباب إيران

الرئيس الإيراني حسن روحاني
طهران ـ مهدي موسوي

لاقى الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الست العظمى، قبولًا شعبيًا لدى الإيرانيين، وخصوصًا عقب اختيار طريق المفاوضات عوضًا عن العقوبات المفروضة على طهران.

وأكد أول مراسل بريطاني يزور طهران ديفيد بلير، أن الاتفاق الجديد يشجع الأجيال الجديدة على الحلم بمستقبل أكثر إشراقًا لإيران التي أصبحت أكثر حرصًا على إنهاء عزلتها الدولية.

وأعرب الإيرانيون عن أملهم في أن يشكل الاتفاق النووي مع أميركا نقطة تحول لبلادهم، الأمر الذي يمثل لشباب طهران المتعلمين خطوة كبيرة لتخفيف العزلة السياسية، والهروب من عبء العقوبات الاقتصادية، مما يشكل فرصة لتجديد الحياة نفسها.

وأفاد مستشار الأعمال نسيم، البالغ من العمر (32 عامًا): " كنت سعيدًا جدًا بسماع خبر التوصل إلى الاتفاق النووي، لأنني أعتقد أن الحياة ستكون أفضل في إيران، كما سيكون جيد بالنسبة لجميع الشباب."

وعلى مدى العقد الماضي، عانى ملايين الإيرانيين من الطبقة المتوسطة من ركود الاقتصاد القومي، الذي ازداد سوءًا بسبب تطبيق أنظمة العقوبات الخانقة على الإطلاق.

ويمثل احتمال اقتراب هذه الفترة الكئيبة من نهايتها الكثير بالنسبة للإيرانيين أكثر مما قد يتفهمه الغربيون، ويناقش المعلقون في أميركا أو بريطانيا الاتفاق النووي من خلال معانٍ إستراتيجية جافة، على عكس الواقع الذي يعيشه الإيرانيون الذين يتحدثون عن فترتين قبل وبعد توقيع الاتفاق في فيينا في 14 تموز / يوليو.

ويعاني نسيم على سبيل المثال من أن رزقه على المحك، بعد أن استغنى رئيسه في العمل عن 10% من القوى العاملة في الشركة في العام الماضي وحده، وهو الشيء المشترك الذي يحدث مع العديد من الشركات الأخرى.

وأكدت شقيقته الكبرى ناغمية، التي تعمل لحساب شركة أقالت نصف موظفيها منذ عام 2012، أن معظم أصدقائها من بين الصفوف المتزايدة من المتعلمين العاطلين عن العمل.

وأوضحت ناغمية البالغة من العمر (36 عامًا): "نعلم أننا من المحظوظين الذين يملكون وظائف، فمعظم أصدقائنا لا يعملون، وليس من اختيارهم، ويشعر 90% من معارفنا بالسعادة بشأن الاتفاق النووي، حيث يتوقع الجميع أن الأمور ستتغير، وأن الوظائف الجديدة ستأتي في المستقبل".

ويدرك أي زائر بسرعة كيف أثرت العقوبات والركود الاقتصادي سلبًا على المتعلمين والشباب الإيراني الطموح، حيث ترك عدد لا يعد ولا يحصى من خريجي الجامعة دراستهم في الجامعة، لتحمل المهمة الشاقة للعثور على وظيفة في الاقتصاد الإيراني الذي بذلت أقوى دول العالم قصارى جهدها لعرقلته، وساعد عبء إيران نفسها من الفساد الداخلي وسوء الإدارة على تعزيز المسعى المدمر لفرض العقوبات.

وتعتبر الخيارات التي تتوفر أمام الخريجين للعثور على وظيفة في الاقتصاد الرسمي واضحة، فإما العودة إلى الجامعة والحصول على شهادة الدراسات العليا لمدة عامين آخرين، في حالة تمكن الأسر من تقديم الدعم لهم، ويهاجرون بالآلاف، أو يعملون كسائقي سيارات الأجرة العائلية، وهي عبارة عن سيارات عائلية تستخدم لكسب مبالغ ضئيلة، وتنقل الناس في الشوارع المزدحمة إلى طهران، بينما يمتهن الآخرون وظائف بسيطة ومؤقتة في المحلات التجارية.

ولا يستمتع الخريجون بأية مزايا للضمان الاجتماعي أو يحصلون على فرص تدريب من الدولة، ويسكن أكثر من 14 مليون شخص في المدينة شققًا ضيقة، مليئة في كثير من الأحيان بالعديد من الأجيال من العائلة نفسها.

ويعاني الناس من أسعار الإيجارات المرتفعة، حتى أصحاب الوظائف يجدون صعوبة في تأمين أماكن سكن، ويعيش الآباء والأمهات والأطفال والأجداد والأقارب معًا في نهاية المطاف.

ويمكن أن تتلخص الكآبة في المدينة على جداريات برج طهران، والتي غالبا ما تعرض الشعارات المفضلة للنظام، ومن ضمن هذه الجداريات التي تغطي مبنى بأكمله على الطريق السريع المكون من ست حارات، جدراية تعارض العلم الأميركي، حيث تتحول النجوم فيه إلى صفوف من الجماجم والخطوط الحمراء إلى قنابل المتساقطة، وتحمل شعار "فلتسقط الولايات المتحدة الأميركية".

وتقدم الحدائق العامة أمثلة سريالية للفن العام، ومن ضمنها نموذج لسيارة بلاستيكية قديمة باللون الوردي والأبيض، وأخرى تحمل منحوتة لرياضة القفز بالزانة، أما المنحوتة الأخيرة فهي لرجل مسن بلحية بيضاء يركب على رأس بقرة سوداء.

وتكتظ الطرق المستقيمة الطويلة بالحركة في كل مكان ، بما في ذلك الحافلات التي تفصل بين الجنسين، حيث تجلس المرأة في الخلف، والرجال في المقاعد الأمامية.
وتمتلئ حافلات النقل، لدرجة أنه من المستحيل تحديد عدد الركاب الذاهبين إلى العمل، وعدد العاطلين عن العمل وعدد الطلاب، أو عدد سائقي سيارات الأجرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق النووي الجديد خطوة نحو مستقبل أفضل لشباب إيران الاتفاق النووي الجديد خطوة نحو مستقبل أفضل لشباب إيران



GMT 03:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 176 صحفيا في قطاع غزة بعد عام من الحرب

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام

GMT 05:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 15:00 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مفضلة لعشاق الطقس الدافئ خلال الشتاء
 العرب اليوم - وجهات سياحية مفضلة لعشاق الطقس الدافئ خلال الشتاء

GMT 15:07 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الدارجة للأثاث المنزلي المودرن في 2025
 العرب اليوم - الألوان الدارجة للأثاث المنزلي المودرن في 2025

GMT 04:20 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد قد يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر

GMT 17:09 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 3.1 درجة يضرب جنوب إيطاليا

GMT 04:17 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أمن المغنية تايلور سويفت يثير الجدل في بريطانيا

GMT 07:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 12:30 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يتوصل لاتفاق على تجديد عقد فيرمين لوبيز

GMT 07:55 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها

GMT 16:33 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الاتحاد الآسيوى يعلن إقامة مباراة قطر وإيران فى أبو ظبى

GMT 11:19 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بكين تخطط لتوسيع نطاق رحلات الطيران على ارتفاعات منخفضة

GMT 11:46 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة كورماك نجم ليفربول السابق

GMT 10:07 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تطلق قمرا جديدا مخصصا لتقديم خدمات الإنترنت للأرض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab