القذافي وكاسترو يشتبكان بسبب خلاف حول الاتحاد السوفيتي
آخر تحديث GMT02:42:04
 العرب اليوم -

خلال جلسة في مؤتمر دول عدم الانحياز عام 1973

القذافي وكاسترو يشتبكان بسبب خلاف حول الاتحاد السوفيتي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القذافي وكاسترو يشتبكان بسبب خلاف حول الاتحاد السوفيتي

القذافي وكاسترو يشتبكان بسبب خلاف
تونس - كمال السليمي

وجد الرئيس التونسي بورقيبة والعقيد القذافي نفسيهما في المعسكر نفسه يعليان الصوت للطعن في القوتين العالميتين سواء روسيا أو أميركا، فيما أدان فيديل كاسترو الميل المتزايد في حركة عدم الانحياز إلى "نسيان الخدمات الاستثنائية التي قدمها الاتحاد السوفييتي لهم والفجوة العميقة بين الإمبريالية الأميركية والاتحاد السوفيتي".

وبدأ الجدل في جلسة ليلة الثامن من أيلول / سبتمبر 1973 في مؤتمر دول عدم الانحياز عندما قدم العقيد القذافي خطابًا طويلًا وساذجًا وغير مترابط دعا فيه دول عدم الانحياز إلى أن تسعى لتحقيق أهداف الثورة الليبية.

ووجد الرئيس بورقيبة المريض القوة للتحدث لأكثر من ساعة ونصف حول ضرورة إدراك دول عدم الانحياز، أن تخفيف حدة التوتر بين القوتين العظمتين جلبت منافع قليلة لدول العالم الثالث.
وأفاد بورقيبة خلال خطابه: "بعد أن كنا ضحايا للحرب الباردة، نشهد اليوم حالة من الغزل بين القوتين، تعمل الولايات المتحدة بقوتها ومصادرها لتحسين النمو الاقتصادي للاتحاد السوفيتي بدلًا من العالم الثالث".
واسترسل متحدثًا عن غرور القوتين العظمتين ونفقاتهما للتسلح وتبذير مجتمعاتها الاستهلاكية في حين أنهم كانوا كل الوقت يسمحون للعالم الثالث فقط "بالعيش الكفاف".

وساد التوتر جو المؤتمر، خصوصًا عندما اعتلى فيديل كاسترو المنصة بعد بورقيبة وأعلن على الفور أن كوبا كانت "بلدًا اشتراكيًا ماركسيًا لينينيًا شيوعيًا"، وقبل أن يتمكن من المتابعة انطفأت الأنوار، وعلق كاسترو بطرافة: "هذا تخريب إمبريالي".

وكان الرئيس الجزائري بومدين والذي يكن القليل من التعاطف تجاه موقف كاسترو الموالي لروسيا شعر ببعض الحرج من هذا الخطأ الفني بعد عودة الأنوار ثانية، ونجح العقيد القذافي بالتسلل خارجًا وبهدوء في الظلام، إلا أن الرئيس بورقيبة أوقفه أثناء تسلله في اللحظة التي عادت فيها الأضواء.

وطالب كاسترو دول عدم الانحياز أن تعود إلى رشدها وتعرف من أعدائها ومن أصدقائها، مشيرًا إلى أن نظرية "الإمبرياليتين" ليست سوى فكرة خطيرة تسوقها أميركا، وبالرغم من أن كاسترو لم يشر إشارة مباشرة إلى الصين، إلا أنه قاوم بشكل مباشر وجهة نظر الكثيرين هناك، والتي تدعمها بكين بأن حركة عدم الانحياز تمثل قوة لمكافحة الفقر ليجدوا مكانًا أفضل لأنفسهم في عالم تهيم عليه كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين.

وحث كاسترو دول عدم الانحياز لتكون أكثر قدرة على تمييز عضويتها والبحث عن الكيف وليس عن الكم وقبول وجهة النظر السوفيتية بأن العالم مقسوم بين "ملائكة تقدميين ماركسيين لينينيين" و"شياطين إمبرياليين ورجعيين".

وفي الوقت الذي أنهى كاسترو خطابه صاح الأمير الكمبودي سيهانوك من مقعده متسائلًا: "لماذا؟ إذا كانت روسيا نبيلة إلى هذا الحد لماذا تعترف بلون نول بدل أن تعترف بحكومته؟".
وكان هذا السؤال بلاغيًا ولم يكن لدى كاسترو أي إجابة، إلا أن الأمير وضع أصبعًا على واحدة من الأسباب التي تجعل الكثيرين يعتقدون بوجود تواطؤ بين موسكو وواشنطن ويتساءلون عن حسن نية الاتحاد السوفيتي.

وأدلى العقيد القذافي في وقت لاحق، أن لا مكان لكوبا في منظمة دول عدم الانحياز وصرّح: "ليس لدينا اعتراض على ما يفعله كاسترو في بلاده، لكن كوبا دولة شيوعية ونحن نعترض على عضويتها في دول عدم الانحياز"، وذلك كرد على دفاع كاسترو عن الاتحاد السوفيتي.

وسعى الزعيم الليبي مرارًا وتكرارًا إلى التمييز بين الاشتراكية والشيوعية، وشرح معبرًا: "القران هو مصدر الاشتراكية الليبية وليس الماركسية اللينينية".

وأصر القذافي كما الحال في خطابه أمام المؤتمر في اليوم السابق، أن هناك فرقًا صغيرًا بين أميركا والاتحاد السوفييتي، وأنه كان من الخطأ الاقتراح "كما فعل كاسترو" بوجود كتلتين واحدة شيوعية والأخرى رأس مالية.
 
وتابع القذافي: "الرأسمالية ليست رأسمالية والشيوعية ليست شيوعية، وعلى الدول الحرة أن تبقى بعيدة عن كلتيهما على حد سواء، الحرية تعني الحرية الاقتصادية وحرية الخيار السياسي وملكية الدولة لمواردها والثورة الثقافية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القذافي وكاسترو يشتبكان بسبب خلاف حول الاتحاد السوفيتي القذافي وكاسترو يشتبكان بسبب خلاف حول الاتحاد السوفيتي



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab