مدينة تدمر ضاقت بها الأرض فصعدت إلى السماء
آخر تحديث GMT06:53:05
 العرب اليوم -

مدينة تدمر ضاقت بها الأرض فصعدت إلى السماء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدينة تدمر ضاقت بها الأرض فصعدت إلى السماء

مدينة تدمر
الرياض – العرب اليوم

لم تختف مدينة تدمر أثناء حروب الروم، ولا الفرس، ولا غزوات الحثيين والهكسوس، ولم تتأثر بثلاثة زلازل كبرى ضربت بلاد الشام منذ بنائها، حيث بقيت حاضرة تضج بالحياة في كل العصور والحضارات التي مرت على هذه البلاد، صمدت أمام كل التقلبات المناخية والطبيعية والسياسية والبشرية، وظلت أوابدها شاهدة على تاريخ موغل في القدم. تنقلت بين الحضارات والثقافات، وبقيت في مكانها، تكلمت جميع اللغات واعتنقت جميع المعتقدات، وحافظت على نفسها وخصوصيتها، وهيبة آثارها، احتفظت بمسرحها وأعمدتها الشهيرة، ومعابدها التي تنتمي لحضارات متعددة، ومدافنها التي تحتوي اختراعات مبكرة في الكيمياء والهندسة، وفي فن النحت والرسم.
انضمت لقائمة التراث الإنساني منذ عام 1980، وتحظى باهتمام عالمي، وهي معروفة في العالم كله باسمها الأصلي "تدمر" أو باسمها اللاتيني "بالميرا". واسمها الأصلي "تدمر" كلمة تعني بالآرامية "التي لا تقهر"، وهذا ما حصل قبل أيام فعليا، فبعدما عاثت "داعش" فسادا في تدمر، وخربت وحطمت آثارها، ونهبت وسرقت وباعت موجودات متحفها، وأعدمت بطريقة وحشية مدير آثارها العالم الشهيد خالد الأسعد، صعدت تدمر إلى السماء، لتدور إلى الأبد حول نجم الراعي، في دلالة بليغة وجديرة بالتوقف والانتباه. ففي هذه الظروف التي تمر بها سورية، والجرائم التي ترتكبها داعش في تدمر تحديدا، أعلن الاتحاد الفلكي العالمي عن مسابقة عالمية لاختيار أسماء لأجرام سماوية مكتشفة حديثا، وهدف الاتحاد العالمي من هذه المسابقة هو أن التقنيات الحديثة (الإنترنت وسهولة التواصل البشري) تسمح أخيرا أن يشارك النوع البشري بكامله في اختيار أسماء النجوم والكواكب التي تحيط بنا، بعد أن كانت هذه المهمة محصورة لآلاف السنين في أشخاص محددين، هم الكهنة في الحضارات القديمة، والعلماء في العصور الحديثة، وقد صار ممكنا الآن أن يصبح هذا الأمر شعبيا يشارك به البشر جميعا. وقد كانت هذه المسابقة مخصصة لاختيار أسماء 14 نجما و31 كوكبا، وقد شارك فيها مليون ونصف المليون مصوت من 182 بلدا في العالم، وكان معظم المشاركين من المختصين والمهتمين بالفلك، وهذا التصويت يشكل خطوة أولى ستؤسس لنمط جديد من علاقة البشر بالعلوم، فمن المؤكد أن التصويت القادم سيشهد مشاركة أكبر فأكبر.
 
نجم الراعي يبعد عن الأرض 45 عاما ضوئية، وكتلته تعادل أقل بقليل من نصف كتلة الشمس، اللافت في هذا التصويت هو المفارقات الكثيرة التي يحملها، فتدمر عروس الصحراء، والتي تقع في قلب البادية الشامية، وتحيط بها المراعي من كل صوب طيلة قرون، أصبحت كوكبا يدور حول نجم الراعي، والنجم يحمل الاسم ذاته في اللغات الأخرى، فاسمه (Errai) مشتق حرفيا من الاسم العربي. وتدمر التي صمدت في وجه أقسى الظروف، تعاني اليوم الإرهاب الداعشي، ومن خطر اختفاء معالمها بفعل التدمير والنهب والتخريب، تنجو بـ"اسمها على الأقل".
 
 
حازت تدمر على أعلى نسبة تصويت
• 274 اسما مرشحا
• 600 ألف صوت لـ"تدمر" من كل أنحاء العالم
• 45 بلدا رشحت أسماء شملت
     • علماء 
     • مدن قديمة 
     • شخصيات أسطورية   
• أسماء مشاهير  فاز منها:
19 ترشيحا
6 أوروبا 
4 أميركا الشمالية 
1 أميركا اللاتينية
6 آسيا والمحيط الهادئ
1 سورية 
1 المغرب

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة تدمر ضاقت بها الأرض فصعدت إلى السماء مدينة تدمر ضاقت بها الأرض فصعدت إلى السماء



GMT 02:41 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يرد على منتقدي نفوذ إيلون ماسك

GMT 03:31 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تُؤكد أن إيران باتت في أضعف نقطة لها منذ عقود

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab