وصف رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، نفوذ التطرف في قسم واسع من العراق ومواجهة شبح الأزمة الاقتصادية بأنهما تحديان مهمان أمام البلاد، مؤكدًا أن "العراق غير قادر بمفرده من دون دعم أشقائه على حل هذه المشاكل".
وأكد الجبوري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن "المباحثات بين الجانبين تجري وفقا لمطالب مشتركة وشفافة وتقوم على أساس الدور المشترك الذي يلعبه البلدان على صعيد الأمن الإقليمي".
واعتبر أن "هذه العقيدة ناجمة عن الأحداث الإقليمية والتحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة لاسيما انتشار التطرف في المنطقة" مبينا أن "جميع دول المنطقة بحاجة إلى احتواء ظاهرة الإرهاب".
وتطرق إلى عمق العلاقات والارتباط المتبادل ونوع العلاقات بين أصحاب القرار في العراق وإيران، قائلًا: "لقد شهد العام المنصرم أكثر من 200 زيارة بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات التنفيذية والتشريعية"، مشيدًا بجهود المفاوضين الإيرانيين في التوصل إلى الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، معربا عن أمله في أن يخدم الاتفاق إقرار الأمن في المنطقة.
وأشار الجبوري إلى العلاقات المتميزة بين البرلمانين الإيراني والعراقي، قائلًا إنَّ "إبرز محاور مباحثاتنا اليوم تناولت جهود رئيس البرلمان الإيراني لاستضافة العراق اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية المقبل".
وصرَّح رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، بأنَّ إيران "مسرورة للنظام الديمقراطي الموجود في العراق" مؤكدا دعم بلاده له ضد التطرف.
وشدد لاريجاني في المؤتمر الصحافي المشترك على أن "إيران إنما تقدم الدعم والمساعدة للعراق بناء علي طلب الشعب العراقي وحكومته" مؤكدا أن "طهران تقدم دعمها لبغداد في مواجهة المتطرفين بناء على طلب العراق أيضا".
وأشار إلى أن "العراق بلد شقيق وصديق وجار لنا حيث أن الشعبين الإيراني والعراقي تربطهما علاقات أخوية منذ القدم"، منوهًا بأنَّ "إيران مسرورة لأن أصبح العراق اليوم يتميز بوجود نظام ديمقراطي ويتبوأ مكانته الخاصة في المنطقة" مشيرا إلى "دعم طهران للشعب العراقي وحكومته خلال الأعوام الماضية".
واستطرد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران قائلا إنَّ بلاده "هبت لمساعدة الشعب العراقي المسلم أمام المتطرفين الذين كانوا يريدون إيذاءه بناء على طلب الحكومة العراقية" لافتا إلى أن إيران "وقفت دوما إلى جانب الشعب العراقي وحكومته الجديدة حتى في أحلك الظروف حينما حاولت التيارات المتطرفة زعزعة أوضاع العراق".
وشدد على ضرورة أن "يصبح العراق بلدا قويا في المنطقة حيث استطاع شعبه ومختلف الأطياف العراقية والطوائف تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من خلال تضامنه وتراص صفوفه"، وأشار إلى المشاورات التي تجري بين مجلس الشورى الإيراني ومجلس النواب العراقي وأكد أن "العلاقات بين هذين المجلسين ودية وقوية" موضحا أن "الجانبين يناقشان القضايا المهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي".
واعتبر زيارة الجبوري "بأنها ستساهم في المزيد من تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات خاصة السياسية والثقافية والتجارية"، وتابع قائلا: "لقد ناقشنا مع الجبوري العديد من المواضيع المهمة بينها مكافحة التطرف وإرساء الأمن المستقر في المنطقة".
ووصف لاريجاني مباحثاته مع نظيره العراقي لرفع مستوى العلاقات التجارية وتعزيز العلاقات السياسية والثقافية وإيجاد امن مستتب في المنطقة ومكافحة التطرف بأنها متميزة وقال إن "الجبوري قدم تقريرا عن التطورات الإقليمية وعن قرارات تعزيز التناغم وإرساء دعائم الأمن الراسخ".
وفي الختام أعرب عن ثقته في نجاح زيارة الجبوري إلى إيران معبرا عن أمله في أن تقود هذه الزيارة إلى تحسين العلاقات بين البلدين وان تترك تأثيرا ايجابيا على امن المنطقة.
وكان رئیس مجلس النواب سلیم الجبوري وصل أمس الجمعة، إلی العاصمة الإیرانیة طهران في زیارة رسمية يلتقي فيها عدداً من القادة والمسؤولين الإيرانيين.
أرسل تعليقك