القاهرة – أكرم علي
وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة "الخارجية" المستشار أحمد أبو زيد، في تعقيب بعثت به الخارجية لـ"سي إن إن"، حول التقرير الذي نشرته الشبكة بشأن الأوضاع الأمنية في مصر في أعقاب ما تردد عن مقتل الرهينة الكرواتي، بأنه أعطى صورة تفتقر لأدنى درجات الموضوعية والحيادية شاملاً معلومات خاطئة ومغلوطة، وأن التقرير ادعى انتشار الفوضى والتطرف وغياب سلطة الدولة في مصر بصورة تدعو إلى السخرية، وتبتعد كل البعد عن الموضوعية والمهنية والصدق.
وجاء تعقيب المتحدث باسم "الخارجية" ليفند كل ما تضمنه تقرير الشبكة الإخبارية بأن سيناء منطقة خارجة عن القانون وسلطة الدولة، وأن الحكومة المصرية فشلت في تنفيذ وعودها بالقضاء على التطرف، وأن وجود ما يسمى بتنظيم "داعش" في مصر أصبح الأقوى بعد مثيليه في العراق وسورية، حيث أكد أبو زيد أن المناطق التي تشهد عمليات متطرفة في سيناء لا تتجاوز 5% من مساحة شبه جزيرة سيناء الآمنة تمامًا، وينعم السائحون الأجانب بكل أشكال الأمن والسلامة في منتجعاتها السياحية.
وشدد أبو زيد على أن ظاهرة التطرف ظاهرة عالمية، وأن وقوف مصر في صدارة الدول التي تحارب التطرف كان يقتضي من وسائل الإعلام الغربية، وشبكة "سي إن إن" واسعة الانتشار على وجه الخصوص، أن تؤكد على أهمية دعم الجهود المصرية وضرورة التضامن مع مصر بدلاً من التقليل من قيمة ما تقدمه من تضحيات وما تبذله من جهود.
وأبدى اندهاشه واستنكاره من محاولات استغلال حادث اختطاف الرهينة الكرواتي للترويج لغياب سلطة الدولة في مصر، في الوقت الذي لم يتم التعامل به بنفس المنطق مع أحداث مماثلة في مجتمعات غربية مثل حادث "شارل إبدو في فرنسا" وتفجيرات "بوسطن في الولايات المتحدة"، والتي لم يتم الترويج وقتها بغياب سلطة الدولة في فرنسا أو الولايات المتحدة، مؤكداً على أن الاهتمام الدولي بمثل تلك الأحداث لا ينبغي أن يفرق بين جنسية الضحايا حيث أن لون "الدم" واحد لدى جميع الأجناس.
وجاء تعقيب وزارة الخارجية لينتقد بشدة بطئ المجتمع الدولي وعدم جديته في التعامل مع دعوات مصر المتكررة بضرورة توحيد وتنسيق الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، وضرورة عدم التمييز بين التنظيمات الإرهابية أياً كانت مسمياتها أو مناطق ممارسة عملياتها، ضارباً المثل بالتحالف الدولي ضد "داعش" والذي تقتصر جهوده على ممارسات هذا التنظيم في سوريا والعراق فقط، في الوقت الذي يرزخ فيه التطرف في ليبيا ولا نجد الجدية المطلوبة في مكافحته.
واختتمت "الخارجية" تعقيبها بأنه من المؤسف أن شبكة "سي إن إن" اختارت أن تسلط الضوء على الضحية بدلا من الجناة في هذا التوقيت شديد الحساسية، الذي تخوض فيه مصر مواجهةً شاملة ضد التطرف على كافة المستويات الرسمية والشعبية والفكرية والدينية.
وذكر الكاتب البريطاني تيم ليستر في مقال نشر على شبكة "سي إن إن" عملية القتل للمهندس الكرواتي، توميسلاف سالوبيك على يد جماعة مرتبطة بتنظيم "داعش" تبعث برسائل خطيرة على أكثر من صعيد، وأن تنظيم "داعش" سيحاول الاستفادة من عمليات قتل الأجانب بكل طريقة ممكنة، وهو يدرك مدى فظاعة الاستغلال الإعلامي لأعماله المرعبة هذه أكثر بكثير من سائر عملياته، ذراع داعش الأمنية باتت تمتد إلى مناطق تتجاوز شبه جزيرة سيناء لتصل إلى الصحراء الواقعة غرب البلاد ومناطق أخرى لا تبعد كثيرا عن العاصمة القاهرة، حيث تعرض سالوبيك للاختطاف في 22 يوليو/تموز الماضي.
أرسل تعليقك