أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، تطابق الأفكار الفلسطينية والفرنسية، التي تهدف إلى خلق ديناميكية جديدة للمفاوضات، تأخذ بالاعتبار التجارب التفاوضية السابقة، من خلال استخلاص العبر والدروس منها.
وأضاف الرئيس عباس، خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، "نحن ملتزمون بهذه الأفكار التي من شأنها العمل على إطلاق عملية السلام وبدء المفاوضات لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة جغرافيا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ضمن مفهوم حل الدولتين".
ويسعى فابيوس إلى إحياء عملية السلام التي انهارت عام 2014 من خلال مجموعة دعم دولية تتشكيل من دول عربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن الدولي
واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محادثات عن مبادرة سلام تقودها فرنسا الأحد بالقول "إن القوى الأجنبية تحاول أن تملي على إسرائيل اتفاقا مع الفلسطينيين".
وأبرز وزير الخارجية رياض المالكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير فابيوس، أن الرئيس عباس ثمَّن الاهتمام الفرنسي المتواصل بتقديم أفكار خاصة لتفعيل عملية السلام المتوقفة بسبب رفض "إسرائيل" تنفيذ التزاماتها، وعدم الوفاء بها.
وأضاف المالكي أن الرئيس استمع إلى شرح من فابيوس حول طبيعة الأفكار الفرنسية، وأعرب عن شكره على هذا الالتزام والجهد، وتابع "نؤكد ترحيبنا بكل هذه الأفكار، ومستعدون لتقديم كل ما هو مطلوب منا كفلسطينيين من أجل إنجاح جهود فابيوس".
وأشار الوزير المالكي إلى أن الاجتماع تطرق إلى العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها، موضحًا أنه "سيكون هناك اجتماعات للجنة الوزارية المشتركة الفلسطينية-الفرنسية، واتفقنا على عقدها في العاشر من أيلول المقبل، لتعزيز العلاقات الثنائية، وبحث جهود الحكومة الفرنسية لتأسيس مدرسة فرنسية في رام الله".
ولفت إلى أنّ الرئيس عباس أطلع الضيف الفرنسي، على جهود تشكيل حكومة فلسطينية جديدة لتوحيد الصف، مبينًا أن "الحكومة ستكون ملتزمة بمبادئ اللجنة الرباعية التي تحدثنا عنها باستمرار".
وأوضح د. المالكي أن اجتماعا عقد في القاهرة السبت، بين وزير الخارجية الفرنسي والأطراف العربية ذات العلاقة، وكانت هناك أسئلة واستفسارات حول طبيعة الأفكار الفرنسية، و"ما سمعه الوزير منا هو تشجيع كامل لهذه الأفكار، وكيفية الاستمرار فيها".
وأكّد فابيوس أن "الهدف من هذه الزيارة هو تقديم الأفكار الفرنسية لأصدقائنا وشركائنا، للبحث عن السلام والأمن، فالقضية الفلسطينية-الإسرائيلية مهمة جدا، لذلك نريد البحث عن الأمن لدولة إسرائيل، وفي الوقت ذاته يجب أن نعطي الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة".
وأضاف "التقيت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني، وممثلين عن الجامعة العربية، وأنا هنا الآن في رام الله، والتقيت الرئيس عباس، وسألتقي المسؤولين الإسرائيليين لتقديم هذه الأفكار والاستماع لردود الأفعال عليها".
وأشار إلى أنّ "للقضية الكثير من الانعكاسات والآثار على المنطقة ودول العالم، فإذا بقيت القضية الفلسطينية دون حل فإن ذلك سينعكس سلبيا من خلال تنامي العنف التطرف، وهذا ما يقلقنا جميعا".
واستطرد "جئت لتقديم بعض الأفكار، والاستماع إلى ردود فعل الأطراف المعنية، للمساعدة في استئناف المفاوضات للوصول إلى السلام، فالأطراف هي التي يجب عليها التفاوض، لذلك نعمل على استئنافها".
وأضاف فابيوس: "نود أن تكون هناك مواكبة دولية لهذه المفاوضات، سواء عبر مجموعة أو آلية معينة، خصوصًا في الأمتار الأخيرة للمفاوضات، لتعمل هذه المجموعة أو الفريق على اجتياز هذه الأمتار الصعبة الأخيرة التي كانت المفاوضات تقف عندها في السابق، لأن التضحيات كبيرة حسب رأي الأطراف المعنية، وبالتالي هناك حاجة لمساعدة دولية".
وأعرب عن شكره للرئيس عباس، على دعمه لهذه الأفكار، مشددا على ضرورة الاستمرار في البحث عن حل لصنع السلام، وتابع "فرنسا من البلدان التي لا تستسلم، وهناك روابط بين كل هذه المشاكل، لذلك من المهم جدا العمل على استئناف الحوار، ونحن لسنا محل أي طرف، وهدفنا الوحيد هو السلام والأمن".
وبيّن "هناك آراء مختلفة لدى الطرفين، يجب أن نجد حلولا توافقية لها، وفرنسا قدمت بعض هذه الاقتراحات التي طرحناها مع أصدقائنا في الجامعة العربية، لكن المسألة أننا نناقش الأفكار ونسمع الردود، لبدء مفاوضات جادة".
وتابع "سيكون هناك اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لبحث هذا الموضوع، وسألتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لبحث هذه الأفكار، وإطلاعهم على ردود الفعل، وسنقترح أفكارا لتحقيق هدفنا الرئيسي وهو إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات"
وحذر وزير الخارجية الفرنسي من فشل الجهود الدولية لتحقيق السلام، وأضاف "هناك خطر اشتعال المنطقة، وانفجار للعنف، لذلك إذا أردنا أن ننجح يجب علينا مناقشة هذه الأفكار دون أي حكم مسبق عليها، وأهمها السعي لتحقيق السلام والأمن، وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة والأمن لإسرائيل، لذلك علينا استخلاص العبر من الماضي والاستفادة من التجارب السابقة لتحقيق السلام".
وأوضح فابيوس عدم وجود اتصالات مع "حماس"، وتابع "نحن نتواصل مع الذين نبذوا العنف وقبلوا الاعتراف بإسرائيل، وحالما يتم تشكيل حكومة، القواعد تبقى ذاتها، لذلك يمكن أن ينضم إلى الحكومة أشخاص يعترفون بشكل فردي أو جماعي بنبذ العنف".
أرسل تعليقك