أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، أن جميع أجهزة الدولة تعمل ضد التطرف الأسود الذي يضرب ربوع الوطن، وتحولت تكتيكاته خلال الفترة الماضية إلى استهداف البنية الأساسية والمرافق الخدمية وتوسع في حربه النفسية ضد المواطنين.
وأوضح السيسي، خلال حديثه الثالث إلى الشعب المصري، مساء الثلاثاء، أن هناك حجمًا كبيرًا من العمل والإنجاز على الأرض، والأهم من ذلك قدرة المصريين على الإنجاز، واعدًا الجماهير بلقاء شهري مباشر.
وبشأن مكافحة الفساد، أكد السيسي أن هناك محورين لمواجهة الفساد؛ المحور الأول المواجهة الأمنية والملاحقة القضائية، والثاني إطلاق حزمة من التشريعات والقوانين والاتجاه إلى التكنولوجيا الحديثة.
وأضاف أنه تم ضبط 344 قضية فساد (رشوى/ واستغلال نفوذ/ واستيلاء أو إضرار بالمال العام/ وتربح/ واستيلاء على أراضي الدولة)، ونتج عن ذلك استرداد الدولة 5.3 مليار جنيه، واسترداد 135 ألف متر مربع من الأراضي.
وبشأن مكافحة التطرف، شدد الرئيس على أن تلك الجهود خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي أسفرت عن توقيف 594 عنصرًا متطرفًا سبق إصدار قرارات من النيابة بتوقيفهم، كما تم توقيف 62 متهمًا وبحوزتهم عبوات متفجرة وأسلحة وذخائر وضبط 122 عبوة ناسفة، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة النارية والخرطوش والذخائر مختلفة الأنواع.
وبشأن الوضع في سيناء، أكد السيسي أن القوات المسلحة والشرطة تمكنتا من تدمير 150 بؤرة متطرفة، وتوقيف 188 عنصرًا من العناصر المطلوبة، لافتًا إلى أنه تم التوسع في تدمير الأنفاق في المنطقة العازلة في رفح، التي وصل طول بعضها إلى 3 كيلومترات، وتم تدمير نحو 80 نفقًا منها، موجهًا التحية إلى أهالي شمال سيناء وجنوبها لإعلان التحدي والوقوف ضد الجماعات التكفيرية، بما يبعث رسالة قوية إلى الجميع.
وتطرق السيسي في حديثه إلى محور الإنجازات والأمل، والذي جاء على رأسه مشروع قناة السويس الجديدة، إذ أكد أنه تم الانتهاء من 100% من أعمال الحفر الجاف لقناة السويس الجديدة، والانتهاء من 65% من أعمال التكريك بأكبر معدل حدث في التاريخ بلغ 7.1 مليون متر مكعب يوميًا، وبإجمالي عدد كراكات بلغ 39 كراكة.
وأشار إلى أنه سيتم افتتاح المجرى الجديد للقناة في السادس من آب/أغسطس المقبل، وتم دعوة رؤساء دول العالم للمشاركة في الافتتاح، وأنه سيتم افتتاح مزارع الاستزراع السمكي على أحواض ترسيب شرق قناة السويس في آب المقبل، ومزارع سمكية في بحيرة البردويل، والمرحلة الأولى من مدينة الإسماعيلية الجديدة.
كما تضمن الحديث عن مؤتمر مصر الاقتصادي، مؤكدًا أنه تم وضع آليات لمتابعة نتائج المؤتمر على مستوى الحكومة والرئاسة، مشددًا على أن النجاح في جذب الاستثمارات موجَّه في الأساس لخلق فرص عمل وتحسين الأحوال المعيشية لمتوسطي ومحدودي الدخل.
وعند حديثه عن العاصمة الإدارية الجديدة، أوضح الرئيس أنه كلف المجلس التخصصي لتنمية المجتمع والمجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية، بتشكيل لجنة مع وزير الإسكان لمراجعة تفاصيل المشروع، وتحقيق الاستفادة القصوى لمحدودي الدخل، مؤكدًا أن هناك جهدًا لإطلاق مجموعة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومنافذ بيع متنقلة للشباب.
وأعلن الرئيس بحث خطة لإنشاء مدينة لصناعة الأثاث في دمياط للمرة الأولى، على مساحة 350 ألف فدان تكون مجهزة بشكل متكامل بتخطيط الدولة وبالتنسيق مع الشركات العالمية لجلب المعدات اللازمة، بهدف تدشين 500 مصنع حديث والخروج بإنتاج ضخم جدًا داخل مصر أو في الخارج.
كما أوضح إنجاز دراسة خاصة بـ1200 قرية الأكثر احتياجًا لاهتمام الحكومة، وستتكلف مشاريع تنمية القرية الواحدة نحو 40 مليون جنيهاً، وأنه عقد لقاءات مع مبادرتي "أمل" و"اسمعونا" ومنظمات المجتمع المدني للتحرك خلال 4 أشهر للعمل داخل 100 قرية، وتم تخصيص 500 مليون جنيه في هذا الاتجاه، وسيتم خلال هذا الشهر إطلاق أول قافلة إنسانية للقرى التي تم رفع كفاءتها، وتوزيع 10 آلاف رأس ماشية على الأسر الأكثر احتياجًا في هذه القرى قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وحذر الرئيس المصري من محاولات الإضرار بالتلفزيون المصري، معتبرًا إياه "أمن قومي لا يسمح بالمساس به".
وبشأن ملف الإسكان، أكد الرئيس السيسي أن وزارة الإسكان انتهت خلال الشهور العشرة السابقة من بناء وتسليم 70 ألف وحدة سكنية لمتوسطي الدخل بإجمالي استثمارات 5.9 مليار جنيه، وجاري الانتهاء من 174 ألف وحدة سكنية أخرى قبل نهاية العام الجاري بإجمالي 25 مليار جنيه، ونسب تنفيذ محاور المشروع القومي للطرق تراوحت بين 21 – 47.5 %.
وبشأن أزمة الكهرباء، أوضح السيسي أنه يتابع معدلات تنفيذ الخطة العاجلة لمواجهة أزمة الكهرباء خلال شهور الصيف لإضافة قدرات كهربية تصل إلى 3600 ميغا وات تبدأ في الدخول إلى الشبكة القومية اعتبارًا من أول حزيران/ يونيو المقبل.
وفيما يتعلق بقضايا البترول، أشار الرئيس إلى أنه تم تنفيذ مشاريع بحوالي 31.3 مليار جنيه للتنقيب والتكرير ومشاريع البيتروكيماويات وتنمية حقول الغاز، لافتًا إلى أنه تم توقيع 56 اتفاقًا جديدًا للتنقيب عن البترول والغاز.
وتطرق الرئيس إلى أزمة بيع أنابيب الغاز بطرق غير مشروعة، مؤكدًا سعي الدولة إلى توصيل الغاز إلى جميع المنازل، مطالبًا الحكومة بإيصاله إلى مليون و200 ألف أسرة خلال الخطة الجديدة.
وأضاف الرئيس: ومن أجل تطبيق منظومة كاملة لفتح منافذ توزيع السلع الأساسية بأسعار مناسبة، سيتم إدخال 20 ألف منفذ تحت إشراف وزارة التموين، وعمل 4000 منفذ آخر، بالتعاون مع القوات المسلحة، وإطلاق 500 عربة مجهزة بالمبردات للشباب، لتقديم تلك الخدمة بتكلفة مالية مناسبة على مدار العامل بالكامل.
وفي مجال الصحة، أكد الرئيس أنه التقى ممثلي بعض الشركات العاملة في مجال إنتاج أدوية فيروس سي، وطلب منهم زيادة معدلات الإنتاج بنحو مليون جرعة علاج سنويًا بتكلفة مالية مناسبة، ولاسيما لاستهداف المرضى الشباب.
وعلى الصعيد الأفريقي، بيّن الرئيس أن مصر استعادت مكانتها وعلاقتها المتميزة مع أبناء قارتها السمراء، مشددًا على حضوره مؤتمر القمة الأفريقية المقبل في جنوب أفريقيا الشهر المقبل، موجهًا التحية إلى رئيس وزراء إثيوبيا هايله مريم ديساليغنه على توقيع اتفاق إعلان المبادئ بشأن سد النهضة.
أرسل تعليقك