الصراع في سورية والعراق خلق فجوة مالية قدرها 82 مليون دولار للصليب الأحمر
آخر تحديث GMT03:47:07
 العرب اليوم -

المنظمة تحذّر من زيادة رحلات اللجوء إلى أوروبا حال استمرار العجز

الصراع في سورية والعراق خلق فجوة مالية قدرها 82 مليون دولار للصليب الأحمر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصراع في سورية والعراق خلق فجوة مالية قدرها 82 مليون دولار للصليب الأحمر

اللجنة الدولية للصليب الأحمر
دمشق - نور خوام

كشف المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ICRC" روبرت مارديني، أن المنظمة تحتاج بشكل عاجل إلى أموال لتغطية العجز الذي لم يسبق له مثيل في الميزانية بسبب الصراع الدائر في سورية والعراق، محذرا من أنه في حالة عدم تلبية الاحتياجات في المنطقة سيقوم المزيد من اللاجئين برحلات هجرة خطرة إلى أوروبا.

وأشار مارديني إلى أن الفجوة المالية في تمويل العمليات في سورية والعراق والأردن ولبنان تنذر بالخطر، حيث وصلت الفجوة المالية إلى 82 مليون دولار في أواخر أيلول/ سبتمبر عام 2015، مضيفا "تعتبر المساعدات الإنسانية أمر لا غنى عنه في سورية والعراق والدول المجاورة، وكانت هذه المساعدات ممولة بالكامل ولكن في هذا العام فهي ليست ممولة بالكامل".

ويأمل مارديني في أن يحاول المانحين سد هذه الفجوة بحلول نهاية العام، مشيرًا إلى وجود بعض الإشارات الإيجابية من بريطانيا وحكومات أوروبية أخرى.

وتعتبر منظمة الصليب الأحمر من أقدم المنظمات الإنسانية في العالم، وتعد بمثابة صورة مصغرة للنظام الإنساني العالمي الذي يمر تحت وطأة أزمات متعددة في ظل تقليص الميزانيات الوطنية في العديد من البلدان بسبب تدابير التقشف، وحتى عند زيادة مستويات التمويل فإنها ربما لا تلبى كافة الاحتياجات العالمية.

وأضاف مارديني أنه "وبرغم أن عام 2015 كان أكبر عام حصلنا فيه على دعم بعض الجهات المانحة، إلا أننا الآن لدينا أكبر عجز من أي وقت مضى"، وتقدر اللجنة الدولية أنها ستتطلب ميزانية هذا العام تقدر بـ1.65 مليار دولار، وهو رقم قياسي للمنظمة التي تحتاج أكثر من 123 مليون دولار كتفقد نقدي شهريا للحفاظ على عملياتها الإنسانية، حيث نمت الميزانية التي تحتاج المنظمة بما يقرب من 50% في الأعوام الخمس الماضية.

وأشار إلى أنه في حالة عدم تلبية احتياجات المنظمة، سنضطر إلى استخدام الاحتياطي النقدي المقدر بـ308 مليون دولار، موضحا أنه يأمل عدم استخدام هذه الأموال وادخارها للقيام بالعمليات أثناء الأزمات.

وبيّن أن المنظمة تعمل بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، كما تحسن وصول المنظمة إلى سورية تحسنا كبيرا واستطاعت مضاعفة عدد العمليات المنفذة عبر الخطوط الأمامية خلال العام الماضي، وبرغم هذه الأمور الإيجابية إلا أن مارديني، لفت إلى صورة قاتمة للاقتصاد والبنية التحتية المتداعية في البلاد والوضع القاسي بصفة خاصة في المدن المحاصرة مثل المعضمية في ريف دمشق، التي زارتها اللجنة الدولية عدة مرات.

وذكر مارديني "لقد صدمنا عندما علمنا أن الناس هناك ليس لديهم كهرباء لمدة عامين والناس هناك يأكلون العشب ويشربون المياه من المستنقعات، كنا قادرين على مساعدتهم ولكنهم يحتاجون مساعدات كبيرة ونحن بحاجة إلى الذهاب إلى هناك مرة أخرى".

وتابع "في المناطق التي يسيطر عليها داعش حيث تصعب إمكانية الوصول، استطعنا تنفيذ بعض العمليات من خلال التواصل الإداري مع التنظيم"، مشيرا إلى تسليم العكازات والمعدات الطبية وتنفيذ مشاريع المياه في الرقة.
ويتواجد في سورية حوالي 12 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية مع وجود نصف مليون شخص يعيشون في مناطق محاصرة، ويقدم الصليب الأحمر مياهًا نظيفة لخمسة ملايين شخص وكذلك الطعام والخدمات الصحية، وأفاد مارديني بأن هذه الأعمال تأتي في إطار محاولة تقديم بديل للناس عن الرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.
وأردف "عند تقديم الخدمات العامة للسكان فأنت تعطى لهم بديل للبقاء، وهناك معايير أخرى بالطبع، ولكن على الأقل نحن نساعد الناس في اختيار البقاء بالقرب من منازلهم، ويأمل السوريون والعراقيون العاديون في العودة إلى بلادهم والحصول على حياة كريمة، وأفضل حل لمواجهة هذه المشكلة هو التصدي لها في البلاد ويشمل ذلك عملا سياسيا يجب القيام به إلا أن المساعدات الإنسانية لا غنى عنها".

ودعا مارديني جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، مؤكدا أن غياب الحل السياسي يجعل هذه القواعد أكثر أهمية، مضيفا "القانون الدولي الإنساني ليس مجرد حبر على ورق لكنه يمكن أن يقلل المعاناة الإنسانية إذا تم العمل به".

وقتل اثنين من منظمة الصليب الأحمر هذا الشهر أثناء السفر في قافلة إلى اليمن، وعلقت المنظمة سفر فريقها إلى اليمن مؤقتا ولكنها تأمل في استئناف العمليات الكاملة قريبا، وأفاد مارديني عند سؤاله عن هجرة اللاجئين إلى أوروبا بأن هجرة ملايين السوريين إلى لبنان والأردن دليلا بارزا على القدرة الاستيعابية لهذه البلدان.

وأضاف "في لبنان لدينا أكثر من 1.1 مليون لاجئ في بلد تعدادها 4 مليون فرد، وهناك 25% من سكان هذا البلد يتعافون بالكاد من نتيجة الحرب الأهلية الخاصة بهم، وهناك 200 ألف أو 400 ألف لاجئ في أوروبا، وربما تؤدي الأزمة إلى عمل سياسي أكثر حسما، ويعتبر هذا تذكير صارخ للمجتمع الدولي على أن هناك مشكلة لم تحل بعد، وربما تعد هذه فرصة لاتخذا قرارات سياسية أكثر جرأة لوضع حل بدلا من تمويل المنظمات الإنسانية فقط".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع في سورية والعراق خلق فجوة مالية قدرها 82 مليون دولار للصليب الأحمر الصراع في سورية والعراق خلق فجوة مالية قدرها 82 مليون دولار للصليب الأحمر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab