أصدر رئيس البرلمان سليم الجبوري، الجمعة، بيانًا توضيحيا حول زيارته، الخميس، إلى دولة قطر، وأشار إلى أنّ الزيارة التي استمرت ثماني ساعات جاءت بناءً على دعوة رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية، كما أكد عدم لقائه خلالها مع أي شخصية عراقية من داخل أو خارج العملية السياسية.
وأوضح البيان الذي تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أنّ زيارة دولة قطر جاءت بناءً على دعوة رسمية موجهة من الحكومة القطرية، مبيّنًا أنّ الزيارة جاءت لتعزيز تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصًا أنها تمر في مرحلة نضوج دبلوماسي وتبادل سفراء، وتوقيت الزيارة في هذه المرحلة داعم فاعل لتطوير هذه العلاقة وتمتينها لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين.
وشدد على أنّ الزيارة تمت بعد تحاور مسبق بينه وقيادات في الدولة العراقية وليست سرية ولا تحمل طابعا شخصيا، مشيرًا إلى أنّ الإطار العام الذي تمحورت حوله نقاشات الزيارة؛ دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية، واحترام سيادة العراق، والتأكيد أنّ أي مشروع مصالحة ينبغي أن يكون على أراضيه وضمن إطار احترام الدستور، وأكد المسؤولون القطريون حرصهم على هذا المبدأ ودعمهم له.
ولفت إلى ان الزيارة استغرقت ثماني ساعات، جرى خلالها اللقاء مع وزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء وفي حضور وتنسيق السفارة العراقية مشكورة، منوهًا إلى أنّه لم يلتقي أي شخصية عراقية من داخل أو خارج العملية السياسية وليس للزيارة أي علاقة مع أي مؤتمر يتزامن انعقاده مع الزيارة مطلقا.
وأضاف أنّه "على الرغم من تأكيدنا على دقة هذا الأمر؛ فإننا نقول إن الاتصال أو اللقاء مع أي طرف من المعارضة السياسية؛ من صميم واجب رئيس البرلمان لصفته رئيس السلطة التشريعية في البلاد، ومعني في درجة كبرى لدعم مشروع المصالحة الوطنية.
وأبرز أنّ "الزيارة تمخضت عن مخرجات مهمة، منها وعد قطر دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية وحضورها مؤتمر "مكافحة التطرف في العراق"، وتأكيد زيارة رئيس الوزراء القطري إلى بغداد؛ تلبية لدعوة العراق التي أكدنا عليها".
وبين أنّ "هذه الزيارات أكدت لنا بما لا يقبل الشك ان المجتمع العربي يدعم العراق في حربه ضد التطرف"، مؤكدًا أنّ العراق نجح من خلال تواصله مع الأشقاء إلى إقناعهم بقضيته المصيرية في تحقيق سيادته وفي دحر التطرف.
وفي سياق متصل، عزا مصدر مقرب من رئيس الحكومة حيدر العبادي، الجمعة، سبب رفض العراق لـ"مؤتمر قطر" إلى عدم التنسيق مع الحكومة، وفيما أكد توجيه المسؤولين بما فيهم رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى عدم المشاركة فيه، شدد على ضرورة احترام سيادة العراق ودستوره ومراعاة السياقات الرسمية في التعامل معه.
وقال المصدر، في حديث إلى وسائل الإعلام، إن المؤتمر المنعقد في قطر جاء من دون التنسيق التفصيلي المسبق مع العراق؛ لذلك تم رفضه ودعوة الأطراف السياسية لعدم المشاركة فيه، لافتًا إلى أنّ الحكومة أبلغت الدول المهتمة في موقفها وأصدرت توجيهًا إلى المسؤولين المدعوين لعدم المشاركة، كما أبلغت رئيس مجلس النواب العراقي، بذلك، تجسيدًا لوحدة الموقف الوطني.
وأسترسل أنّ رئيس مجلس الوزراء، يرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلد، على الرغم من حرصه، كما الحكومة، على علاقات منفتحة مع دول الإقليم، مشددًا على أنّ العبادي يؤكد ضرورة احترام سيادة العراق ودستوره ومراعاة السياقات الرسمية في التعامل معه.
وشدد على أنّ العراق إذ يثمن مساعدة الدول العربية والإقليمية والدولية لحربه ضد "داعش"؛ لكنه يؤكد عزمه على المضي قدما في المصالحة الوطنية للعراقيين كافة على اختلاف مكوناتهم، ويحرص على التعاون لبناء عراق قوي قادر على تخطي المرحلة إلى مستقبل واعد.
وأعلنت كتله "ائتلاف دولة القانون" في البرلمان العراقي، عن جمع تواقيع أكثر من مائة نائب؛ تمهيدا لإقاله رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري بسبب زيارته لدولة قطر، وأشارت النائبة عواطف نعمة، في بيان لها إلى أنّ زيارة الجبوري إلى قطر تزامنت مع انعقاد مؤتمر لبعض قاده الجماعات المتطرفة وداعمي التطرف في العراق، معتبره الزيارة استهانة بدماء العراقيين.
وزادت نعمة، أنّ هذه الزيارة تعد حنثا لليمين ونقضا لكل الاتفاقات السياسية، والجبوري يعرف مدى خطورة الخطوة التي نفذها؛ ولكن يبدو أنّ الإملاءات الخارجية كانت أقوى منه والتوجيهات التي وصلت إليه من الخارج لضرورة سفره كانت توجيهات صارمة لا تقبل النقاش.
وكان الجبوري وصل، الخميس، إلى قطر، وبحث مع رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني دعم العملية السياسية في العراق وملف المصالحة الوطنية، فيما أكد آل ثاني أنه سيحضر مؤتمر مكافحة التطرف الذي سيعقد في بغداد.
أرسل تعليقك