نشر تنظيم "داعش" المتطرف صورًا جديدة لمجموعة من المتطرفين في عرض عسكري لمناسبة تخرجهم ملوحين بالرايات السود، ويحملون بنادق "AK47" ويغطون وجوههم بأقنعة سوداء، قبل أن يصدر أمر بركوب حافلة للتوجه إلى خط المواجهة.
وارتدى عشرات المتطرفين في الصور الجديدة الأقنعة السوداء بعد تخرجهم من المدرسة التي يديرها "داعش" في مدينة الرقة شمال سورية، ويظهرون في الصور وهم يلوحون ببنادق "AK47" وأعلام التنظيم، ويعتقد بأنَّ الصور الملتقطة لهذا الصف المتطرف لعام 2015 قد جرى تنظيمه في مدينة الرقة.
ورغم أنهم يرتدون أقمشة سوداء بدءًا من الرأس إلى أخمص القدمين، تغطي الأقنعة وجوههم، ومن الواضح أنَّ الغالبية العظمى من الخريجين هم من المراهقين الذين تم غسل أدمغتهم والاعتقاد بأنهم "مجاهدون"، بينما الحقيقة هي أنهم سيكونون تغذية للمدافع.
ويعتقد بأنَّ الصور قد اتخذت في مكان ما في مدينة الرقة العاصمة المسماة للتنظيم والتي تغطي مساحات شاسعة من الأراضي شمال سورية وغرب العراق، كما تظهر الصور عشرات المسلحين يجلسون على مقاعد فيما يبدو أنها قاعة دراسية، في حين يحملون لافتات تقشعر لها الأبدان والرايات السود تحمل شعار "داعش" وهم يلوحون بها .
ولا تعطى الدرجة العظمى والمحاضرة النهائية للخريجين المتطرفين، قبل إرسالهم للخروج إلى القتال في مختلف المحافظات المعروفة باسم "الولايات" الواقعة تحت سيطرة "داعش"، ويظهر المقاتلون وهم يلوحون بأعلامهم بعد كلمة لقائدهم الكبير الذي ألقى خطابًا للاحتفال بالتخرج.
ويظهر صورة أخرى المقاتلون وهم يحملون أسلحتهم ويسيرون خارج المكان ويلوحون بأعلامهم، وتظهر صور غيرها المسلحين وهم يتجمعون نحو ما يبدو أنها الحافلة المدرسية، والتي بلا شك ستوصلهم إلى واجهة القتال في منطقة خارج مدينة الرقة.
وتعود أهمية المقاتلين الجدد لـ"داعش" في أنَّ الغالبية العظمى منهم تستخدم على أنها دروع خلال الهجمات، أو لتنفيذ بهجمات انتحارية، خصوصًا من بين المراهقين والمقاتلين الأجانب، كما توكل لآخرين مهام أخرى بعيدًا عن خط المواجهة وفرص عمل دنيوية مثل حراس أو عمال النظافة للمراحيض والتي هي مهن بعيدة كل البعد عن الصور الدعائية التي تصور على أنها حياة المجد والشرف لـ"داعش".
وتأتي الصور تزامنا مع فرار آلاف السوريين من محافظة إدلب خلال عطلة نهاية الأسبوع، خوفا من الانتقام الحكومي بعد يوم من تمكن مقاتلي المعارضة من الاستيلاء عليها والتي تعد نقطة قوية للتنظيمات التابعة لتنظيم "القاعدة" شمال غرب البلاد.
يُذكر أنَّ إدلب التي يبلغ عدد سكانها حوالي 165،000 نسمة، هي ثاني عاصمة تسقطها المعارضة بعد الرقة، وهي الآن أحد معاقل المتطرفين، ويؤكد الاستيلاء عليها من قبل عدد من الفصائل بقيادة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" تنامي قوة الجماعات المتطرفة في سورية، والذين يسيطرون حاليًا على ما يقارب نصف مساحة البلاد.
وكانت "جبهة النصرة" قد استطاعت السيطرة على ريف إدلب منذ 2012 قرب الحدود مع تركيا ولكن استطاعت قوات الأسد البقاء في إدلب طوال فترة الصراع، والآن المدينة في أيدي المتمردين الذين اقتحموا المباني الحكومية وقطعوا الملصقات الخاصة بالرئيس الأسد، ويخشى الكثير من السكان أن القوات الحكومية سترد بقسوة.
وأكد الناشط السوري مؤيد زريق من محافظة إدلب عبر "سكايب"، أنَّ "السكان يهربون من المدينة إلى القرى والبلدات المجاورة"، وأضاف "إنَّ الوضع كان هادئا نسبيًا في المدينة أمس على الرغم من القصف الحكومي".
وصرَّح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا رامي عبد الرحمن، بأنَّ "بعض الناس مازالوا يفرون من المدينة".
وأضاف ناشطون من المديرة "إنَّ قوات الأمن السورية قتلت أكثر من عشرة معتقلين قبل الانسحاب من مركز الاعتقال في المدينة، وجرت عمليات القتل قبل فترة وجيزة من اقتحام المتمردين ما يسمى المجمع الأمني في إدلب السبت الماضي".
وبث المركز الإعلامي في ادلب تسجيلًا مصورًا، لما قال عنه "إنَّه لـ12 جثة على الأقل ملطخة بالدماء داخل غرفة في مديرية الاستخبارات العسكرية".
وأكد المرصد أنَّه تم العثور أيضا على 15 رجلًا مقتولًا رميًا بالرصاص داخل المجمع، فضلًا عن 53 معتقلا آخرين، بينهم امرأتان تم إطلاق سراحهم".
يُشار إلى أنَّ أكثر من 220 ألف شخص قد قتلوا في الصراع الدائر في سورية، منذ أن بدأت انتفاضة الربيع العربي في آذار/ مارس 2011 وتحولت إلى تمرد ضد الحملة العسكرية للقوات الحكومية.
هذا ويواصل "داعش" حربه على القبور، إذ شنَّ المتطرفون حملة على الموتى وباشروا تهديم القبور وتحطيمها في أحد المدافن السورية، كأنه لم يعد كافيًا الاغتصاب والقتل لنحو أربعة ملايين شخص مظلوم تحت سيطرة "داعش" يعانون القمع والوحشية في سورية والعراق، الآن الوحشية تطال الأموات.
ويدّعي "داعش" أنَّ شواهد القبور والمقابر هي "شكل من أشكال التبجيل لمن يقتل في سبيل الله فقط", وتظهر الصور فيما يبدو أنَّها من محافظة الرقة لمقابر في منطقة زراعية هناك حيث يظهر المتشددون قد أوقفوا دراجاتهم النارية على أبواب المقبرة، وسحبوا شواهد القبور في حين يقف المتعاطفين معهم ملتقطين الصور".
أرسل تعليقك