أنقرة ـ جلال فواز
كشفت قيادات كردية، أنَّ المفاوضات المباشرة والعلنية بين الحكومة التركية وأوجلان تبدأ قريبًا. وهو ما أكده نائب رئيس الوزراء يالتش أكضوغان المتابع للملف الكردي ممثلاً للحكومة.
وجاءت هذه الخطوة، بعد استقالة رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان، والدور السياسي الذي ينتظره، لتكشف الدور المستقبلي الذي سيلعبه الرجل، الذي وصفه أردوغان بـ"كاتم الاسرار"، والمقرب من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، إذ أكدت الحكومة أنّ فيدان، الذي يشغل منصب مستشار لرئيس الوزراء تمهيدًا لدخوله الانتخابات في الصيف، سيستمر في متابعة الحوار الجاري مع زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان، والذي بدأه بلقاءات سرية في السجن، قبل أكثر من عام.
وأعلن القيادي في حزب "المجتمع الديمقراطي"، وعضو الوفد البرلماني الذي يزور أوجلان في سجنه من أجل تأمين التواصل بينه وبين الجناح العسكري في جبال قنديل شمال العراق، خطيب دجله "إننا نتوقع إعلانًا تاريخيًا مهمًا في عيد النوروز، الشهر المقبل، سنقوم بزيارة إلى جبال قنديل أولاً، ثم نجلس مع الحكومة، ومن بعدها نعود للحديث إلى أوجلان، وأتمنى أن نتمكن من التوصل إلى هذه الخطوة في الموعد المحدد".
وانعكس هذا التصريح في شكلين مختلفين لدى مقربين من الحكومة والمعارضة، فبينما تتحدث أوساط الحكومة أنها تتوقع إعلانًا نهائيًا لوقف إطلاق النار من طرف أوجلان ينهي عقودًا من القتال، تقرأ المعارضة هذا التصريح على أنه تمهيد لإطلاق سراح أوجلان في ذلك التاريخ، أو إصدار عفو عنه، وبدء مفاوضات رسمية بين الحكومة و"ممثل للأكراد في تركيا"، وهو ما حذر منه حزبا "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية".
وأكّد المتحدث باسم حزب "الشعب" هالوك كوتش، أنّ هذه المفاوضات المباشرة والرسمية إن بدأت فعلاً فسيكون تسجيلاً خطيرًا من الدولة التركية بأنّ هناك "طرفًا كرديًا يمثله أوجلان"، وهو ما ترفضه الدولة التركية منذ عقود، وتصر على حل القضية الكردية ضمن توسيع الحريات والديمقراطية، دون إعطاء وضع خاص للقومية الكردية.
كما سجل كوتش قلق حزبه من تأكيد الحكومة والقيادات الكردية معًا ضرورة التوصل إلى اتفاق قبل موعد الانتخابات في 7 حزيران/يونيو المقبل، محذرًا من "صفقات سياسية"، هدفها التأثير في آراء الناخبين وخداعهم.
أرسل تعليقك