بيروت - فادي سماحة
تحول اللقاء الاقتصادي والعمالي والنقابي في مجمع "البيال" في بيروت الخميس، إلى ما يشبه التنديد الأوسع من القطاعات التي تمثلت في هذا اللقاء بالسياسيين، مقروناً بصرخة التحذير من الانهيارات التي تتهدّد لبنان على كل المستويات، إذ أن اللقاء جمع الهيئات الاقتصادية والقطاع الخاص وقيادة الاتحاد العمالي العام وممثلي الاتحادات والنقابات باستثناء هيئة التنسيق النقابية التي قاطعته، وأصحاب المهن الحرة وقطاعات أهلية.
وعكست الكلمات التي ألقاها ممثلو الهيئات المشاركة في اللقاء مدى فداحة الواقع الاقتصادي والاجتماعي في ظل الأزمات السياسية وتداعياتها المتراكمة التي باتت تشكل واقعيا خطر "انتحار جماعي"، وتحت عنوان "نداء 25 حزيران" رفض المشاركون "الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام للتلاشي والموت البطيء"، داعين السياسيين إلى التغيير وانتخاب رئيس للجمهورية، وفي ما عد إنذارًا مباشراً للقوى السياسية، حذر النداء "من استسهال هذه الحال الاعتراضية لأنها كرة ثلج ستكبر فبدايتها نداء وقد تكون نهايتها انتفاضة".
أما على صعيد الأزمة الحكومية، نقلت صحيفة "النهار" الخميس من مصادر وزارية، أن رئيس الوزراء تمام سلام يعتزم تأجيل انعقاد مجلس الوزراء أسبوعًا آخر، فلا ينعقد الأسبوع المقبل كما كان متوقعا، وإنما في الأسبوع الذي يليه، وذلك في ضوء المشاورات التي يتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفهم أن رئيس الوزراء ليس في وارد الذهاب إلى جلسة قريبة تؤدي إلى تصعيد من دون نتيجة.
وردّد الرئيس بري الخميس أمام زواره أن لا جديد في الملف الحكومي حتى الآن "ولا يمكن أن أقول أن الحكومة لن تجتمع قبل نهاية شهر رمضان لأن الجهود مستمرة في هذا الصدد والموقف متروك للرئيس سلام وهو سيوجه دعوة لعقد مجلس الوزراء، لكنني لا أعرف موعدها لان هذا الأمر يدخل في صلاحياته وهو لن يتخلى عنها، وأنا لا أتدخل من جهتي في هذا الموضوع حتى لا يحصل أي سجال في هذا الشأن"
وأضاف بري "عند انعقاد الحكومة يحضر وزرائي ومتى اكتمل النصاب في مجلس النواب اترأس الجلسة، وفي الحالتين أنا جاهز".، في حين رجحت معلومات انعقاد لقاء قريب لبري وسلام للبحث في مخارج للأزمة الحكومية وقضايا أخرى.
واسترعى الانتباه في هذا السياق ما صرح به أمس عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت من أن الاتصالات التي أجراها الرئيس سلام لإعادة تفعيل الحكومة كانت متجهة إلى حل الأزمة "لكن تصعيد العماد ميشال عون وكلام وزير الخارجية جبران باسيل بعد لقائه الرئيس بري أحبط المساعي"، كما تحدث فتفت عن إبلاغ الوزير محمد فنيش أمس الرئيس سلام أن "حزب الله لا يريد التحدث في الموضوع الحكومي خلال شهر رمضان".
أرسل تعليقك