واشنطن - رولا عيسى
اتجه عشرات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا هربًا من الحرب والفقر والاضطهاد، وحتى يتمكنوا من مواصلة الرحلة و السير على الأقدام واستقلال القوارب والحافلات وكذلك التخييم في أجواء من البرد القارس، تبيّنوا ضرورة ألا تكون الحقائب التي يحملونها ثقيلة الوزن، وقرر بعضهم التركيز على اصطحاب أدوية مسكنة للألم ومسحوق للقدم فضلاً عن الإسعافات الأولية ومستلزمات النظافة الشخصية.
ومن بين المتعلقات التي جرى العثور عليها داخل هذه الحقائب، صور العائلة والشهادات الجامعية ومسحوق القدم و هواتف ذكية. لكن البعض كان في حوزته عدد من الهواتف الذكية والبطاريات الإضافية، فضلاً عن شريحة اتصالات تابعة لكل بلد يمرون عليها، على أنهم لا يستخدمون نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية حتى يصعب على الشرطة العثور عليهم.
ويحمل الرجال عادة الخيام إلى جانب حقائب من أجل النوم، وتحمل النساء الأطفال. وعلى الرغم من أن بعضهم ترك المتعلقات الشخصية مع أقاربه أملاً في استرجاعها في وقت لاحق، إلا أن البعض منهم اصطحب هذه المتعلقات في رفقته خلال رحلته. إذ كانت وفاء بوكاي البالغة من العمر 25 عاماً والتي تأمل في عبور الحدود رفقة شقيقها، تحمل صورًا شخصية قدديمة لها ترتبط بماضيها في دمشق التي دمرت وأصبحت غير آمنة بحسب ما تقول. وأوضحت أنها تركت كل شئ تقريباً يخصها مع عائلتها ولكنها فضلت اصطحاب هذه الصور من أجل الحفاظ على إحياء الذكريات.
وبيّن مهاجر يدعى محمد آل عبد الله، يبلغ من العمر 36 عامًا، أنه لن يذهب إلى أي مكان من دون القرآن الكريم. وقضى المقيم في بغداد سابقاً مع ابنه بشار البالغ من العمر 17 عاماً، ثلاثة أسابيع حتى يتمكن من الوصول إلى حدود المجر عبر تركيا واليونان. أما مصمم رسومات الحاسب مقداد مرعي البالغ من العمر 25 عاماً وهو مواطن من دمشق، أمضى ثلاثة أسابيع في رحلته من مخيم اللاجئين في تركيـا حتى حدود المجر أملاً في الوصول إلى ألمانيا.
ويعتقد مقداد أن ألمانيا لا تعد فقط أقوى اقتصاد في العالم، لكن المصاعب الصحية التي يواجهها قد يجد لها الحل هناك. وفي حقيبته الصغيرة على غير العادة، يحمل تشكيلة من الأدوية والمسكنات وكذلك دعامة للعنق إذ يعاني من آلام مزمنة في الظهر بما في ذلك انزلاق غضروفي نتيجة الجلوس لساعات طويلة على المكتب أثناء الدراسة في مصر وزاد على ذلك الفترة التي كان يعمل خلالها في تركيـا في وظيفة لا تدر عليه المال الكافي للإنفاق على علاج مرضه.
ويأمل حسين الشملي الطالب الجامعي الذي درس الهندسة المدنية لثلاث سنوات والبالغ من العمر 20 عاماً وهو من مدينة إدلب، الواقعة شمال سورية، في أن يكون ما يحمله بمثابة مفتاح لمستقبله حينما يصل إلى ألمانيـا، حيث يوجد في حوزته الشهادات التي حصل عليها بما فيها شهادة المستوى الثاني في مادة العلوم.
أما الكردي بيهات ياسين الذي يبلغ من العمر 45 عاماً وعاش في سورية والعراق راعياً للأغنام أوضح أنه كان محظوظاً عندما تمكن من الهروب من تهديد "داعش" في الوقت الذي يرجح فيه بأن الكثير من معارفه قتلوا على يد التنظيم المتشدد. وعلى خلاف باقي المهاجرين احتفظ ياسين بالهاتف الذكي من أجل الاطمئنان دوماً على أسرته.
أرسل تعليقك