نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية
آخر تحديث GMT18:13:56
 العرب اليوم -

عملية تهريبها تبدو معقدة وأن إدارة السجون ما زالت عاجزة عن كشفها

نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية

ليدا الريماوي  34 عاما زوجة الاسير عبد الكريم الريماوي

ليدا الريماوي  34 عاما زوجة الاسير عبد الكريم الريماوي رام الله ـ نهاد الطويل "لم أكن أتوقع أنني أستطيع أن أحمل جنينا من زوجي المعتقل، والتي تمنعني قوات الاحتلال من زيارته منذ 6 أعوام، أنا الآن حامل في شهرين وأخبرني الطبيب أن كل شيء على ما يرام"،  تقول السيدة الفلسطينية سلام نزال زوجة علي نزال المعتقل في سجون الاحتلال ويواجه حكما قدره 20 عاما .
نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية
حال السيدة سلام نزال لا يختلف عن حال الآلاف من نساء فلسطين اللواتي يعانين من بعد أزواجهن عنهن في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليحرمن بذلك من نعمة الأمومة وتكوين أسرة  كباقي نساء الأرض.
هذه المعاناة والحرمان دفعت بالأزواج الفلسطينيين للتفكير في طرق إنسانية إبداعية، وذلك للحصول على أطفال، حيث كان لا بد من تهريب "نطف" من داخل السجون الإسرائيلية، من السجناء الفلسطينيين المحكومين بأعوام طويلة، ليتم زراعتها لاحقا في أرحام نسائهم، في مراكز مختصة بـزراعة أطفال الأنابيب، ليعلن بعد 9 أشهر عن حدوث الحمل من أزواجهن الأسرى من خلال تلك النطف المهربة. وسط ظروف يتم التكتم عليها لدواع أمنية.
نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية
وتؤكد رماح السيلاوي زوجة أحد الأسرى الحوامل عند سؤالها عن آليات وتقنيات التهريب "لا أعتقد أن موضوع كيفية حصولنا على النطف هو المهم، فالمهم أننا حوامل من أزواجنا عبر التلقيح الصناعي، وهذا ما جئنا اليوم لنقوله للجميع وللعالم أجمع".
ويقضي أسامة السيلاوي زوج رماح حكما بالسجن أربعة مؤبدات و55 عاما، حيث اعتقل عام  1993ولديه ثلاث بنات.
نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية
وأفاد مدير مركز"رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب" الدكتور سالم أبو خيزران في تصريحات صحافية لـ"العرب اليوم" عن نجاح أربع حالات تلقيح صناعي عبر نطف مهربة، حيث كانت المرة الأولى عام 2012حين أعلن المركز في مثل هذا الشهر عن ولادة أول طفل أنابيب للأسير عامر الزبن، وشكل الإعلان حينها مفاجأة وبارقة فرح للشارع الفلسطيني وبخاصة وأن فكرة تهريب كمية من النطف "السائل المنوي" يتطلب ظروفا صحية وتقنية خاصة جدا، ناهيك عن إجراءات الاحتلال في السجون وتفتيشه للعائلات الفلسطينية خلال زياراتها لأبنائها المعتقلين.
نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية
وعن آليات تعامل المركز في مثل هذه الحالات الإنسانية يؤكد أبوخيزران: أنهم يعمدون وعبر آلية معينة إلى تجميد السائل المنوي للأسرى، وبخاصة إذا لم يزد نقلها عن الوقت المطلوب وهو بضع ساعات".
ويصف أبوخيزران دور المركز بالإنساني، خدمة لأسرى يواجهون أحكاما بمدد طويلة بالسجن، خوفا من تأخر سن الإنجاب لدى زوجاتهم عقب الإفراج.
وكان مركز "رزان" الذي يقع في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أعلن الأربعاء الماضي عن ولادة ناجحة للسيدة "ليدا الريماوي"34 عاما بطفل اسمته مجد ويتمتع بصحة جيدة بعد تمكنها من تهريب الحيوانات المنوية لزوجها لأسير عبد الكريم الريماوي من داخل السجن والمحكوم بالسجن 25 عاما.
وعن الأسباب التي دفعتها للجوء إلى النطف المهربة أكدت الريماوي أن الاحتلال اعتقل زوجها منذ 12 عاما، فيما لم تنجب منه سوى طفلة.
وقالت ليديا للصحافيين عقب ولادتها "أعلم أن الزمن ليس في صالحي فيما يختص موضوع الإنجاب فعمري 35 عاما، وأحلم أسرة كبيرة تعوضني الحرمان من زوجي طيلة السنوات المتبقية لسجنه".
ويشهد المجتمع الفلسطيني إقبالا على زراعة أطفال الأنابيب بينما تكلف أجراءات التلقيح الإصطناعي مبالغ مالية كبيرة، تصل إلى 6000 دولار، لكن مركز"رزان" يقدمها مجانا لزوجات الأسرى شريطة أن يكون الأسير محكوما عليه بالسجن لأعوام طويلة، حتى لا تضيع على زوجته فرصة الحمل والإنجاب والتي تقل تدريجيا مع وصول المرأة للعقد الرابع.
وتواجه زوجات الأسرى تحديات كبيرة عند اتخاذ قرار الإنجاب بـ"التلقيح الاصطناعي" عدا عن مواجهة مجتمع تربطه عادات وتقاليد إلى جانب صعوبة تهريب السائل المنوي والحفاظ عليه من التلف.
وعمليا تقوم عائلة الأسير الراغبة في حدوث حمل لزوجة ابنهم وبالتعاون مع مركز" رزان" قبل أسابيع من زيارة ابنها في السجن، وأحيانا يفشلون في الحصول على تهريب الحيوانات المنوية.
ويخضع توثيق عينات السائل المنوي في مركز رزان إلى فحوصات عالية الجودة حيث يقوم اثنان من عائلة الأسرى بتسليم النطف المهربة إلى المركز بحضور أخصائيين من المختبر، ليقوم الجميع بالتأكد من كتابة اسم الأسير وموعد تسلم العينة، حتى أن المركز يحافظ على العبوات التي هُربت فيها العينات كنوع إضافي من التوثيق.
وتقول إحدى الزوجات "أمضيت عامين من التفكير في هذا الموضوع، فزوجي نقل رغبته لي  بالحمل عبر التلقيح الاصطناعي من خلال عائلته التي تزوره، وكنت خائفة من ردة فعل الناس كيف سيفسرون حمل زوجة أسير؟".
وتؤكد دلال الزبن أول زوجة أسير فلسطيني تحمل من نطفة مهربة "كانت هذه رغبة زوجي،  استغرقني الأمر ستة أعوام لأوافق، استشرت فيها رجال دين وعائلتي وعائلته والكثير من الأصدقاء، وأستطيع أن أقول أنني اليوم نادمة لأخد كل هذا الوقت في التفكير".
بدورهم أصدر عدد من العلماء الفلسطينيين فتاوى شرعية تجيز مثل هذا النوع من الحمل، وتبيح لزوجات الأسرى الحمل من نطف أزواجهن المهربة من السجون الإسرائيلية. إذا تم ضبط ذلك بضوابط شرعية اتفق عليها الإفتاء الفلسطيني الأعلى.
وأهم الضوابط وفق المفتي أحمد شوباش، "أن تكون الحيوانات المنوية من الأسير ذاته، وأن تكون العلاقة الزوجية قائمة، وأن يكون الأسير يقضي حكما عاليا يتعذر معه الإنجاب بغير هذه الوسيلة، وأن تكون الزوجة مدخول بها، إضافة لإشهار عملية الإنجاب".
وأكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير "مركز الأسرى للدراسات" في تصريحات صحافية السبت لـ"العرب اليوم" أن المركز وثق ست حالات حمل لزوجات الأسرى بواسطة نطف مهربة.
ولفت إلى أن عملية تهريب النطف معقدة، وأن إدارة السجون ما زالت عاجزة عن الكشف عنها.
وأضاف حمدونة أن علماء دين اعتبروا أن حق الإنجاب للأسير وزوجته حق طبيعي، ولكن حينما يتعلق الأمر بإجراء عملية تلقيح صناعي فإنه بحاجة للعديد من الإجراءات التي تضمن شرعية هذه الخطوة من خلال توفر شهود يؤكدون أن هذه النطف من الزوج، إضافة إلى توفر شهود من أهل الأسير وأهل زوجته لإثبات شرعية الطفل وقطع الطريق أمام الشائعات.
وتنظر ستة عشر من زوجات الأسرى حوامل بعد أن تم تلقيحهم بالحيوانات المنوية ضمن إجراءات وبخاصة فرضتها إدارة مركز رزان، من أصل 65 سيدة استطاعت بالفعل تهريب الحيوانات المنوية من السجون الإسرائيلية.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية نطف مهربة من سجون الاحتلال تؤشر لنوع جديد من المقاومة الفلسطينية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab