واشنطن ـ العرب اليوم
قالت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية ، إنه مع اقتراب الموعد النهائي في 30 يونيو الجاري لإبرام الصفقة النووية الإيرانية ، وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما كل أوراقه على الطاولة - بإعلانه أنه لم يحافظ على أي من البطاقات في جعبته.
وأوردت الصحيفة في نسختها الإلكترونية الخميس ما جاء في مقابلة لأوباما مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي ، عندما أعلن أن "أفضل طريقة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي هو عقد اتفاق صعب ويمكن التحقق منه".
وأضاف :" أن الحل العسكري لن يصلح الأمر ، حتى لو شاركت الولايات المتحدة ، فإنه سيبطئ مؤقتا البرنامج النووي الإيراني ، إلا أنه لن يقضي عليه".
ونوهت الصحيفة إلى أن الأمر الذي يدعو للدهشة في ذلك هو أن أوباما يستبعد علنا أي إمكانية أمريكية لقصف المواقع النووية الإيرانية حتى لو إنهار الاتفاق النووي الذي استثمر فيه الكثير ، وأوضحت أنه رغم إعلان أوباما في واشنطن الأسبوع الماضي أن "إيران يجب ألا يسمح لها تحت أي ظرف من الظروف بالحصول على سلاح نووي"، فإن أوباما جعل من الواضح جدا أن إيران ستمتلك سلاحا نوويا ، ومع موافقته الضمنية.
ولفتت إلى أن أوباما استبعد إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران يتعارض مع إشارته بالفعل إلى أن اتفاقه النووي سيسمح لإيران بأن تصبح نووية عام 2028.
ورأت "نيويورك بوست" أن أوباما يستخف بجدوى شن ضربة عسكرية لأنه يقول أنها "ستبطيء مؤقتا" فقط الطموح الإيراني، ولكن ذلك أيضا ما سيحدث في الصفقة التي يحاول تمريرها.
وأضافت أنه بإفتراض أن إيران اتبعت كل ذرة من الاتفاق ، والتي يشير سلوكها حتى الآن إلى أنها لن تلتزم به ، فإن أوباما نفسه يتصور أن إيران يمكنها أن تصبح نووية بعد 13 عاما من الآن.
وقالت الصحيفة إنه إذا كان يوجد خياران فقط يتعلق كلاهما بأن تصبح إيران نووية ، فمن الواضح أن الخيار العسكري سيئ والحل الدبلوماسي أفضل ، ولكن أوباما قد قضى وقته كله في منصبه وهو يؤكد للشعب الأمريكي أن امتلاك إيران لسلاح النووي ليس خيارا على الإطلاق.
وأشارت إلى أن أوباما يقوم بتعديل هذه التعهدات قليلا ، فقد صرح الشهر الماضي بأن إيران لن تصبح نووية طالما أنه يتولى المسؤولية ، وبطبيعة الحال، تنتهي مسؤولية أوباما خلال 18 شهرا.
ورأت الصحيفة أنه مما لا شك فيه ، فإن أفضل خيار ممكن يتمثل في أن ترى إيران الخطأ والخطر من أساليبها وتتخلى عن برنامجها النووي من تلقاء نفسها.
وقالت إن أوباما يتصرف بنحو كما لو كان يمتلك الحافز الذي من شأنه أن يجعل الإيرانيين يتصرفون كما يشاء فيما ، ويتمثل هذا الحافز في رفع العقوبات والإفراج عن الحسابات المصرفية التي تصل قيمتها إلى 150 مليار دولار أمريكي ، لكن الصحيفة تساءلت عن فائدة الحافز دون عقاب، ففي صباح الاثنين الماضي ، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران النووي يتزايد على الرغم من أن اتفاق 2013 الذي بدأ المحادثات مع الولايات المتحدة يلزم إيران بتجميد الإنتاج، وأظهر التقرير الجديد للوكالة أن "إيران لم تعلق كل الأنشطة المتعلقة بالتخصيب".
وفي النهاية أكدت الصحيفة أن أوباما لن يقوم بتوجيه ضربات عسكرية لإيران، وأنه سيذهب لإبرام الاتفاق المزمع بأي ثمن.
أرسل تعليقك