الرياض – العرب اليوم
أبان إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن التحالف العسكري الإسلامي يؤكد موقف الدول الإسلامية الموحد في تجريم التطرف ومحاربته ومحاصرته وتجفيف منابعه ومصادره، مما يؤكد أن المتطرفين وعملياتهم المتطرفة لا علاقة لها بدين الإسلام، بل إن داعش وهي أم الإرهاب وأحدث صوره ليست دولة وليست إسلامية، بل هي مجموعة عصابات تجمعت من آفاق شتى يقف وراءها من يمولها ويسلحها ويدعمها.
وأشار خلال خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام إلى أن هذا التطرف وإن وجد فيه من ينتمي لأهل السنة فإنه ليس مقصورًا عليهم، بل هناك أكثر من ثلاثين منظمة متطرفة من المذاهب والطوائف الأخرى، كلها تقتل على الهوية، وتسهم في تشريد الشعوب، وتمزيق الدول وتشتت الأسر، وتخدم الفوضى الخلاقة، مشيرًا إلى أن هذا التحالف هو الذي سوف يحمي من شرور هذه الجماعات والمنظمات المتطرفة، أيا كان مذهبها وانتماؤها أو تسميتها، والتي تعيث في الأرض فسادا، وفي الأمة تمزيقا، وفي الإسلام تشويها كما يكشف هذا التحالف حقيقة من يدعمون التطرف ويساندونه ويغذونه فكريا وسياسيا وماليا.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن المملكة هي الدولة التي أثبتت النجاحات الباهرة في مكافحة التطرف ومحاربته منذ ما يقارب العقدين من الزمان، في استباق متميز للقضاء على كل تحرك متطرف في مهده، ومن هنا فإن دعوتها ومساعيها تلقى هذا التجاوب الكبير من زعماء العالم الإسلامي وقادته، لافتا الانتباه إلى أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عهد عواصف الحزم، ورايات الأمل، تأتي عاصفة حزم من نوع آخر، فبعد التحالف الأنموذج الناجح يأتي تحالف كبير مبارك، تحالف يجسد المبادرة الأولى من نوعها في التاريخ الحديث التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من الدول الإسلامية، تحالف إسلامي ينقل الدول الإسلامية من ردة الفعل إلى صناعة الفعل والمبادرة به.
وشدد إمام الحرم المكي أن التحالف الإسلامي الذي يتطلع إليه كل مسلم، ويعيش في وجدانه، وهو يرى أمته بقادتها وساستها وصارت أمة واحدة، وهدفها واحدا، رسمت جادتها، وثبتت خطاها به يظهر الوجه الصحيح القوي للإسلام وتظهر الأمة المسلمة التي تنشد العيش بسلام ووئام مع نفسها ومع الآخرين، تحالف مبارك يسير نحو الوحدة الإسلامية المنشودة مع احترام للاختلاف المذهبي السائغ، وعدم التدخل في شؤون الدول، والبعد عن إثارة الفتن والنعرات، تجمع نبيل غايته جمع الكلمة، والعيش الكريم، وبسط الأمن، ومحاصرة الإرهابيين والمتطرفين غلاة وجفاة، واحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية، في توحيد لصفوف الأمة أمام الخطر المحدق بها وبمصالحها.
أرسل تعليقك