دمشق - العرب اليوم
تجاهد الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للاتفاق على مسودة قرار يدعم مسعى دوليًا لإنهاء الحرب المندلعة في سورية منذ خمسة أعوام قبل بدء محادثات وزارية بشأن الأزمة تعقد في نيويورك الجمعة.
وأبلغت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور الصحافيين، أن الأعضاء الخمسة الذين يتمتعون بحق النقض "الفيتو" لم يتفقوا بعد على مسودة لطرحها الجمعة على المجلس الذي يضم 15 عضوًا.
وفي بادئ الأمر كانت القوى الغربية تأمل في أن يوافق المجلس على قرار يصدق على خارطة طريق مدتها عامين لإجراء محادثات تبدأ في كانون الثاني / يناير بين الحكومة السورية والمعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ثم إجراء انتخابات في نهاية المطاف.
وتوصلت القوى إلى خارطة طريق تتضمن وقفًا لإطلاق النار في كل البلاد لكنه لا يسري على تنظيم داعش وجبهة النصرة وبعض جماعات المعارضة المسلحة الأخرى خلال جولتين من المحادثات الوزارية في فيينا.
وألمح المندوب الروسي فيتالي تشوركين إلى وجود خلافات كبيرة بين الدول الخمس، وقال للصحافيين: "لست واثقًا من أن هذا الاتفاق سيحدث لأن هناك للأسف محاولات متعمدة أو غير متعمدة لاجتزاء وثائق فيينا ونحن لا نريد لهذا أن يحدث".
وأوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن هناك قدرًا من الحركة في محادثات سورية، موضحًا أن أحد أهداف اجتماعات نيويورك هو توضيح الجدول الزمني لمحادثات السلام بين الحكومة والمعارضة.
ويلتقي وزراء خارجية أكثر من 12 دولة منها روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران وقوى أخرى في الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط لإجراء محادثات لإنهاء الحرب السورية في فندق "بالاس هوتيل" في نيويورك الجمعة، ولا يتوقع دبلوماسيون تحقيق انفراجة خلال المحادثات.
وأفاد دبلوماسيون في وقت سابق من الأسبوع بأنه تحقق بعض التقدم بشأن أصعب نقطة في المحادثات وهي مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر الدبلوماسيون أن روسيا ألمحت إلى عدم معارضتها لخروج الأسد من السلطة في نهاية مرحلة انتقالية وإن كانت تحجم عن الإقرار بذلك علانية.
ورغم تقلص الخلافات إلا أنها ظلت عالقة وهو ما تجلى في صعوبة اتفاق الدول الخمس دائمة العضوية على قرار يصدق على خارطة طريق فيينا.
ويعد من بين القضايا التي ستناقش الجمعة آلية لمراقبة أي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار وتشكيل وفد المعارضة الذي سيتفاوض مع حكومة النظام السوري.
وصرّح مسؤولون غربيون بأن اجتماع المعارضة السورية الذي عقد في السعودية مؤخرًا حقق تقدمًا ملموسًا في تشكيل تكتل للمعارضة.
أرسل تعليقك