القاهرة - أكرم علي
أكّد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي "بلغت حدَّ تأجيجِ الصراعات المذهبية والطائفية، ودعم فئة واحدة في الشعب ضدَّ بقية الشعب"، مشيرًا إلى "أنَّ التدخلات الإيرانية قد اتسعت للأسف، لتأخذَ صورًا مختلفةً لتدخلاتٍ سافرةٍ، في شؤون عددٍ من الدول العربية.
وأوضح المخلافي خلال كلمته في الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، الأحد، في القاهرة لبحث الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية في طهران، أن التدخلات الإيرانية قد بلغت حدَّ تأجيجِ الصراعات المذهبية والطائفية، ودعم فئة واحدة في الشعب ضدَّ بقية الشعب، بدلاً من حرصها على علاقات صحية ومستدامة مع دول الأمة وشعوبها".
وأشار وزير الخارجية ان هذه التدخلات تجلت في أسوأ صورها من خلال التدخلات الفجة في اليمن لزعزعة أمنه واستقراره، عبر دعمها لميليشيات الحوثي وصالح، التي انقلبت على الشرعية ودمرت الدولة، وهددت النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، وأدخلت اليمن في أتونِ حربٍ مدمرةٍ لازالت قائمة ولايزال الدور الإيراني فيها متواصل حتى الآن.
ونوَّه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أن اليمن كان قد حذر مراراً وتكراراً من تلك السلوكيات الإيرانية العدائية، التي تستهدف أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية الرئيس عبد ربه منصور هادي سبق ان حذر من تلك الممارسات العدائية التي تقوم بها إيران في اليمن.
وأوضح المخلافي إلى دعم إيران للإنقلابيين الحوثيين كان منذ سنوات طويلة، عبر التدريب والتأهيل والأموال والسلاح والتخطيط للانقلاب، بالتواطؤ مع علي عبد الله صالح.
وجدَّد المخلافي ادانة واستنكار حكومة اليمن بأشدِّ العبارات الحادث المشين تجاه سفارة وقنصلية المملكة في إيران، والذي يُعدُّ جريمةً وخرقاً للمواثيق والأعراف الدبلوماسية، ومنها معاهدة فينا 1961 والاتفاقيات الإقليمية والدولية.
وأشار وزير الخارجية إلى أنن هذا الاعتداء لا يشكل حادثاً معزولاً واستثنائياً في السياسة الإيرانية، وإنما استمراراً للسياسة الإيرانية المعادية تجاه الوطن العربي، والتي تَجلَّتْ في عددٍ من البلدان العربية، ومنها منطقة الخليج العربي، بما فيها البحرين واليمن.
وأعلن وزير الخارجية انه "من المؤسف أنَّ كل هذه التدخلات تأتي في إطار ما لم تُخفِهِ إيران على لسان مسؤوليها من سعي لتحقيق حُلمٍ إمبراطوري توسعي عدواني في الهيمنة على الدول العربية فرادى ومجتمعين".
وطالب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاجتماع الوزاري بالاتفاق والتوافق على مقاربةٍ عمليةٍ وغير مسبوقةٍ للحفاظ على الأمن القومي العربي من العبث، وتوجيه رسالةٍ موحدةٍ وقويةٍ لإيران لوقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول الأمة العربية، وأن تتخذ الدول العربية فرادى وجماعات بمختلف السبل والوسائل كل ما من شأنه إيصال صوت الأمة، ودفع إيران إلى مراجعة سياستها، وبدء مرحلة جديدة من حُسنِ الجوار والإخاء، وإيقاف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
واوضح المخلافي أنَّ حكومة الجمهورية اليمنية تدعو إلى تعزيز التضامن العربي، وإلى أن نرتفع إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة؛ لتبقى هذه الأمة بدولها عزيزة كريمة تجمعها مع جيرانها والعالم علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
واشاد بالموقف القومي المعبر عن التضامن العربي، في أفضل صوره، داعيًا جميع الاشقاء لاستمرار هذا الموقف الداعم لأمن واستقرار وسيادة ووحدة اليمن وسلامة أراضيه، والدعم للشرعية واستعادة الدولة، والوفاق الوطني بين كافة اليمنيين.
أرسل تعليقك