دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ،السبت اعضاء مجلس النواب العراقي إلى مواصلة الحوار والشراكة في القضايا الرئيسية مع نظرائهم في جميع أنحاء البلاد وبخاصة في إقليم كردستان. مشيرا الى ان المنظمة الدولية تتطلع الى ان يكون الجيل القادم اكثر اشراقا للمستقبل.
ونقلت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي"في بيان ورد "العرب اليوم"نسخة منه"عن كي مون خلال كلمة له في البرلمان العراقي قوله:يشرفني أن أكون هنا مرة أخرى في العراق، مهد الحضارة، وهذه المرة مع الدكتور جيم يونغ كيم، رئيس البنك الدولي، والدكتور أحمد علي مدني، رئيس البنك الإسلامي للتنمية"، واضاف، "أود أن أبدأ بتقديم خالص التعازي لجميع العراقيين، وبخاصة أسر وأصدقاء الذين قتلوا في هجوم بقنبلة يوم أمس في ملعب لكرة القدم في قضاء الاسكندرية، جنوب بغداد".
وكشف مون، إن المتطرفين يهدفون إلى ضرب المدنيين في كل مكان وفي أي وقت، وقتل أكبر عدد ممكن. أمس كان في لعبة كرة القدم. قبل بضعة أسابيع كان العشرات من المدنيين ينتظرون عند نقطة تفتيش أمنية. واستهدفوا خدمات الجنازة ومراكز التسوق"مشيرا الى ان "المجتمع الدولي يقف مع العراقيين في الرعب والغضب".
ولفت ،هذه هي زيارتي الثامنة إلى العراق لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. في السنوات العشر الماضية، لقد رأيت العراقيين تحملوا الأوقات الصعبة جدا"، وقال :لقد عاش العراقيون الشباب تقريبا طوال حياتهم في ظل الصراع. هذا يشكل عبئا مفجع بالنسبة لهم. يجب علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا للتأكد من أن الجيل القادم يمكن أن يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا".
واشار الامين العام للامم المتحدة ،الى ان "ما يقرب من عشرين ألف مدني قتلوا من يناير 2014 إلى ديسمبر 2015 وحده. وشرد أكثر من ثلاثة ملايين عراقي من ديارهم، وعشرة ملايين بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة. جعلت المتطرفين العنيفين الذين قد ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحتى الإبادة الجماعية، والتقدم المقلق الى تعميق عدم الاستقرار وانعدام الأمن، مؤكّدًا إن الأمم المتحدة تقف مع العراقيين، في كل خطوة من رحلته نحو السلام والاستقرار والازدهار، ولافتًا الى ان الامم المتحدة ،تشهد الآن تقدما مشجعا على الأرض. وقد تم تحرير مساحات كبيرة من العراق، بما في ذلك الرمادي. معربا عن اعجابه بشجاعة قوات الأمن العراقية و البيشمركة و الحشد الشعبي والمقاتلين القبليين،مبينا ان "داعش تفقد جاذبيتها للمجتمعات المحلية في العراق".
وقال كي مون، ان "تنظيم داعش لن يهزم بالوسائل العسكرية وحدها. وانها اكتسبت قوة خلال استغلال الانقسامات والتظلمات وبمناشدة الناس الذين شعروا بالتهميش والمحرومين".
ودعا الامين العام للامم المتحدة القادة السياسيين في العراق الى مواصلة الجهود نحو واحدة رؤية موحدة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، مؤكّدًا ان "العراقيين يمكنهم الانتصار على داعش من خلال معالجة هذه القضايا من جذورها"، ومشددًا على ضرورة أن تستند هذه الرؤية على الوحدة والتوافق وتلبية طموحات جميع أبناء الشعب العراقي. وينبغي أن تشمل قادة النساء والشباب والأقليات، وممثلين عن جميع الطوائف. وسوف تشمل الإصلاحات التشريعية الرئيسية، بما في ذلك قانون المساءلة والعدالة وقانون العفو العام المقترح وإنشاء الحرس الوطني، داعيًا الى العمل معا بشكل وثيق لدعم رئيس الوزراء، كما يعمل على تطبيق الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمات المتعددة التي تواجهها.
وقال: أحثكم على قاعدة ردكم على داعش، وجميع العمليات الأمنية الأخرى، بقوة على القانون الدولي وحقوق الإنسان بشكل خاص، والقانون الإنساني. وهناك تقارير استمرار الاعتقالات التعسفية والقتل وتدمير الممتلكات في المناطق المحررة، ومحاولات لمنع النازحين، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية، من العودة إلى ديارهم.منوها الى ان "مما يشجعني أن رئيس الوزراء قد أعرب عن قلقه من هذه الاجراءات، مؤكدًا ان "المعركة ضد داعش اخذت الموارد بعيدا عن الخدمات بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية. أنها لم تعد قادرة على الانتظار. تلبية احتياجات التنمية البشرية أمر أساسي للسلام والأمن في العراق. الإصلاحات الاقتصادية وتدابير مكافحة الفساد وتنويع الاقتصاد سيساعد على توليد فرص العمل، والشروع في مشاريع الاستثمار وتقديم الخدمات التي تعتبر حيوية لاستقرار العراق".
وأوضح ان وجوده ووجود رئيس البنك الدولي في العراق يبين دعم المجتمع الدولي لهذه البرامج. وان الأمم المتحدة والبنك الدولي شركائكم في هذه الرحلة، مطالبًا "بتركيز الجهود على استعادة الدولة والسلطة المحلية، وسيادة القانون والحكم الرشيد وتقديم الخدمات إلى المناطق المحررة من داعش في أسرع وقت ممكن"، وأضاف : "الأمم المتحدة قدمت مساعدة لتحقيق الاستقرار في تكريت ، وتقدم الأمم المتحدة الدعم الإنساني لملايين العراقيين كل شهر، وعرضت تقديم الدعم التقني لإزالة الألغام وغيرها من المتفجرات. سنواصل كل هذا العمل، تحت قيادة الحكومة العراقية".
ودعا اعضاء البرلمان الى "مواصلة الحوار والشراكة على هذه القضايا الرئيسية مع نظرائهم في جميع أنحاء البلاد وبخاصة في إقليم كردستان. وسوف أؤكد هذا عندما أزور أربيل في وقت لاحق اليوم"، مشددا ان على حكومتي بغداد واربيل " متابعة الجهود الأمنية المشتركة الناجحة ضد داعش ومع الحوار حول التعاون الاقتصادى والطاقة وتقاسم العائدات".
واكد مون انه ،لا توجد دولة يمكن أن تواجه هذه التحديات الهائلة وحدها. أدعو الدول المجاورة للعراق والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي الأوسع لتقديم دعمها الكامل لمعركة العراق ضد داعش واعادة الاعمار واستقرارها"، وقال :إنني أحث جميع العراقيين للمشاركة في هذا البلد الرائع مع بعضهم البعض، لما فيه خير للجميع. أسأل كل عراقي - وبشكل خاص لكم، والممثلين المنتخبين للشعب العراقي - لأخذ المسؤولية عن مستقبل بلدكم، وإنهاء المحسوبية والفساد الذي يمكن أن يؤدي إلا إلى سنوات أخرى من البؤس".
وختم مون قائلا: أنا سأستمر في العمل من أجل السلام والاستقرار والازدهار في العراق حتى آخر يوم لي في منصبي في نهاية هذا العام".
أرسل تعليقك