بغداد - نجلاء الطائي
أعلن تحالف القوى العراقية "السنية"، الجمعة، رفضه إنشاء سور بغداد الأمني، مشيرا إلى أن هذا المشروع "يرمي إلى اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار وضمها إلى محافظتي بغداد وبابل"، ووصفه بـ"بداية لإعادة رسم خارطة العراق على أسس طائفية وعنصرية لخدمة أجندات خارجية"، مشددا على ضرورة توفير الحماية للمحافظات العراقية جميعها.
واعتمدت القوات الأمنية أسلوب وضع الحواجز الكونكريتية في بغداد والمدن الأخرى لمواجهة التردي الأمني في البلاد، لكن ذلك أصبح وبالا على حركة المواطنين وتنقلاتهم، قبل أن تباشر تلك القوات تدريجيا برفع تلك الحواجز بنحو يتناسب طرديا مع "تحسن" نسبي في الأوضاع الأمنية.
وأفاد تحالف القوى العراقية، في بيان صحافي أن "الهيئة السياسية للتحالف عقدت اجتماعها برئاسة أحمد المساري، وأعربت عن قلقها الشديد وتخوفها من الأهداف المشبوهة التي تقف وراء تنفيذ ما يسمى بـ"سور بغداد الأمني"، الذي يعد بداية لمخطط خطير يرمي إلى اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار وضمها إلى محافظتي بغداد أو بابل"، وأشار إلى أن "هذا المشروع مقدمة ﻹعادة رسم خارطة العراق وفق أسس طائفية وعنصرية، ويمهد الطريق لتقسيم البلد وتحويله إلى دويلات صغيرة خدمة ﻷجندات خارجية معروفة".
وتنتشر في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها أربع فرق عسكرية هي "11 و17 و9 و6"، وفرقتان لقوات الشرطة الاتحادية وأفواج طوارئ وأضيف لها بعد سقوط الموصل في يد تنظيم "داعش" وتقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد في حزيران/ يونيو العام 2014 ، وحدات من الحشد الشعبي، قبل أن يتم تطهير محيط بغداد وتأمينه نهاية العام 2014 وبداية العام 2015.
وتم الشروع في بناء السور منذ الأول من شباط/ فبراير الجاري من قبل خمس كتائب هندسية لقيادات فرق شملت الأولى والسادسة و9 و11 و17، وستكون المرحلة الأولى منه بطول 100 كيلو متر، وباشرت الهندسة العسكرية بالأعمال الترابية التي تضمنت حفر خندق بعرض 3 أمتار وعمق مترين وإجراء تسوية للطرق المحيطة بالخندق، وهذه العملية تعقبها نصب كتل كونكريتية بعد رفعها من بغداد ونصب أبراج لمسافات معينة، إضافة إلى نصب كاميرات مراقبة بين الأبراج، فضلا عن إجراء دوريات عسكرية متواصلة محاذية لهذا السور.
وأضاف التحالف أن "المبررات التي ساقتها الحكومة لإنشاء هذا السور تعبر عن عجز كامل للأجهزة الأمنية في فرض سلطتها لتحقيق الأمن والاستقرار وغياب كلي ﻷية رؤية أو خطة أمنية أو جهد استخباري للتصدي للإرهاب والعصابات الإجرامية التي تعيث في أرض العراق فسادا من دون رادع أو حساب"، مؤكدا "رفضه إقامة سور لتطويق العاصمة بغداد وعزلها عن بقية محافظات العراق تحت ذريعة حماية المدينة من الإرهاب".
وتابع التحالف، أن "الأمن لا يتحقق بحفر الخنادق وإقامة الأسوار وتحويل المدن إلى سجون كبيرة لزيادة معاناة المواطنين وإلحاق الضرر بمصالحهم، ولكن بتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية الحقيقية وسن القوانين التي تضمن لكل أبناء البلد العيش بأمن وسلام"، ولفت إلى أن "هناك حلولاً أخرى يمكن أن تلجأ إليها الحكومة لمعالجة عجزها الأمني فالحماية يجب أن تتوفر لكل المحافظات والمدن العراقية من أقصى العراق الى أقصاه وذلك لن يتحقق بحفر الخنادق وإعادة البلد الى عصر ما قبل الصناعة".
وأشاد رئيس أركان الجيش وكالة، الفريق الركن عثمان الغانمي، خلال تفقده قاطع عمليات غرب بغداد، الأحد،31 من كانون الثاني/ يناير 2016، بمشروع "سور بغداد" مؤكدا أنه يسهم في استقرار الوضع الأمني في العاصمة.
وتقلص وجود وحدات الجيش العراقي في أغلب مناطق العاصمة بشكل كبير خلال العام 2015 لصالح قوات وزارة الداخلية المتمثلة بالشرطة الاتحادية وأفواج الطوارئ والشرطة المحلية والنجدة، والذي شهد أيضا رفع حظر التجوال الليلي المفروض على العاصمة منذ العام 2006.
أرسل تعليقك