دولة الاحتلال تبحث عن مخرج من وحل الحرب في غزّة
آخر تحديث GMT18:39:44
 العرب اليوم -

دولة الاحتلال تبحث عن مخرج من "وحل" الحرب في غزّة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دولة الاحتلال تبحث عن مخرج من "وحل" الحرب في غزّة

جنود الاحتلال الإسرائيلي
القدس المحتلة - وليد أبوسرحان

بدأت عمليات قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي في غزة، على يد رجال المقاومة الفلسطينية، تشكّل ضغوطًا على مجلس وزراء دولة الاحتلال المصغر (الكابينت)، للبحث عن مخرج من وحل القطاع، الذي يغرق فيه، عقب كل يوم يستمر فيه القتال.
ومع تصاعد عمليات القتل في صفوف قوات الاحتلال في غزّة، بدأت معنويات المحاربين الإسرائيليين، والمواطنين في إسرائيل، بالتراجع، الأمر الذي يزيد من الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو، للبحث عن "خطة للهروب"، بغية الحفاظ على ماء الوجه الإسرائيلي من وحل غزة، الذي مرغت فيه أنوف جنود الاحتلال على يد رجال المقاومة.
وحاول الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، المعروف في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، الأحد، الإجابة على ذلك في مقال حمل عنوان "كيف نخرج من هذا؟".
وكتب أنَّ "في إسرائيل يبحثون عن خطة لإنهاء العملية العسكرية على غزة"، مشيراً إلى أنَّ "هذا الموضوع يتركز في مباحثات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابنيت)، الذي أدرك أنه لا يمكن تدمير الأنفاق وهو الهدف المعلن للعدوان البري الإسرائيلي على قطاع غزة".
وأكّد أنَّه "هناك حالة من الخوف من كارثة تضيف أسماء جديدة إلى قائمة القتلى الإسرائيليين، تتسبب في إضعاف جنود الجيش والمدنيين في إسرائيل".
وأشار الكاتب الإسرائيلي، المقرب من المنظومة الأمنية، إلى أنَّ "كيري صاغ تهدئة تجمع ما بين المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والاقتراح القطري واقترح هدنة موقتة، تناقش في أثنائها مطالب حماس، وتضطر إسرائيل إلى التفاوض فيها تحت إشراف كيري والأوروبيين، وهذه حبة دواء مُرة لإسرائيل، وما زال مشعل لم يُجب عن ذلك بالموافقة"، على حد تعبير الكاتب.
وكشف برنياع أنَّ "قيادات في الجيش الإسرائيلي، وفي المستوى السياسي، ضاقوا ذرعًا من الانجرار وراء حماس، وهم يسعون إلى أنهاء العملية بقرار إسرائيلي من طرف واحد، يقضي بخروج القوات البرية من غزة، لكن إذا لم يتوقف إطلاق النار من غزة فسيستمر إطلاق نار سلاح الجو وسلاح البحرية والمدافع".
وأضاف الكاتب أنَّ "مثل هذه القرارات من طرف واحد أفضت في الماضي إلى تهدئة، مثل ما حصل في نهاية عملية (السور الواقي) في الضفة، ونهاية عملية (الرصاص المصبوب) في غزة، وغيرها".
وأردف "الردع هو العامل الحاسم أيضأ حينما يوجد اتفاق، فقد انتهت حرب لبنان الثانية إلى القرار 1701 عن مجلس الأمن بموافقة لبنان وإسرائيل، ونكث حزب الله مواد نزع السلاح في القرار من اليوم الأول، لكنه لم يطلق قذائف صاروخية على إسرائيل، لا بسبب الاتفاق بل بسبب الخوف"، على حد زعمه.
وتابع "تطلب إسرائيل نزع سلاح حماس هذه المرة، ولكن قد يكون هذا المطلب جيد للدعاية، وقد يكون كذلك أيضأ لمساومة الأميركيين، لكن لا أحد في الجيش الإسرائيلي يؤمن بأن تحول حماس سيوفها إلى محاريث".
وتساءل الكاتب "هل علم الكابنيت حين وافق على الهدنة المصرية في منتصف الأسبوع الماضي أنّ غزة مليئة بالأنفاق يصل عشرات منها إلى داخل إسرائيل؟ والجواب نعم، فبجهد متواصل رسمت (أمان) خريطة العالم تحت الأرض في غزة، ولم تكن كل الأنفاق معروفة، ولا كانت كل الفوهات والمسارات مُعلمة، لكن مقدار التهديد كان معلومًا، وليس هو موجودًا فقط في المادة السوداء التي تصل إلى رئيس الوزراء، بل في اليوتيوب أيضأ، فقد شمل رئيس (أمان) افيف كوخافي أمر الأنفاق في محاضرة له في معهد بحوث السياسة في تل أبيب (تل الربيع المحتلّة)".
واستطرد "كانت القوات التي دخلت إلى غزة مزودة بعناوين، فلم تحتج إلى رادار، بل اتجهت إلى تلك الأماكن التي ظُن أنها فوهات أنفاق، حسب المعلومات التي جمعها (أمان)".
ولفت إلى أنَّ "نتنياهو وافق على هدنة، برغم أنه علم بالانفاق وبالتهديد الذي تنطوي عليه، وراوح قراره وقرار المجلس الوزاري الأمني المصغر في داخل المجال المشروع، واعتقد الوزير نفتالي بينيت، الذي صوّت معترضًا بسبب الأنفاق، اعتقادًا مختلفًا، لكنه وضع على طاولة المجلس الوزاري المصغر تقديرات أخرى أيضًا".
وأبرز أنّ "غير الشرعي هو الفرق بين الخطابة والواقع، ولم يكن نتنياهو أول من حذر من الأنفاق، ولم يرَ بصفته رئيس الوزراء أن الأنفاق تهديد يُسوغ عملاً عسكريًا قبل (عمود السحاب)، وفي خلالها، وقبل (الجرف الصامد) وفي خلالها، واختار أن يخاطر، وحينما قال في جواب عن سؤال أودي سيغال في القناة الثانية إنه (أمل أن تُحل مشكلة الأنفاق بطريقة سياسية) كان يعلم أن هذه الجملة ليس لها ما يؤيدها في الواقع".
واستكمل "فوجئ نتنياهو مثل آخرين في الحكومة بقدرة حماس الهجومية، وبروحها القتالية، وبعدد القتلى من الجنود، وهو فقط يستطيع أن يجيب عن سؤال أكان العلم بالثمن يمنعه من الوصول إلى العملية البرية؟، ولست على يقين من أنه أهل لأن يجيب على هذا السؤال حتى حينما يتحدث إلى نفسه".
و"يفترضون في الجيش الإسرائيلي أنه ستكون جولة قتال أخرى مع حماس، بعد فترة تهدئة، ولما كان الدمار كبيرًا جدًا هذه المرة، خسرت حماس 3500 قذيفة صاروخية، وأكثر الأنفاق التي تفضي إلى إسرائيل، وجزء من سلسلة القيادة وغرف عمليات ومخازن ذخيرة وغير ذلك، فإن الهدنة حتى الجولة التالية ستكون طويلة"، على حد قول الكاتب الإسرائيلي.
و"السؤال هو هل سكان غلاف غزة وسكان الجنوب كله مستعدون للاستمرار على العيش بين جولة قتال وأخرى، ويُخيل إلي أنهم يستحقون أكثر من ذلك".
ونصح الكاتب بقوله "لهذا يجب على الحكومة أن تسعى إلى تغيير أساسي للواقع في غزة، وربما في هذه الفرصة الاحتفالية إلى تغيير في واقع العلاقات مع الفلسطينيين جميعًا، وقد دلت تصريحات نتنياهو في خلال العملية على أنه بدأ يتحدث عن أبو مازن لا باعتباره مشكلة فقط بل باعتباره حلاً أيضًا".
وأكّد الكاتب أنَّ "محاولات إسرائيل لم تنجح للتفرقة بين الضفة وغزة، وأن تُفرق لتحكم، وأنه يُحتاج إلى رؤية وإلى أمل لا للإسرائيليين فقط بل للغزيين أيضًا، فكلما هربنا منهم طاردونا".
وبشأن تحليل تدهور المواجهة بين "حماس" و"إسرائيل" في غزة، أضاف الكاتب "التقديرات الاستخبارية قبيل العملية قالت إن حماس ضعيفة، فلا رواتب ولا تزويد باحتياجات السكان، والعالم العربي ما عدا قطر يقاطعها، والمصالحة مع فتح لا تغادر مكانها، وكانت هذه التقديرات صحيحة، وحينها جاء خطف المستوطنين الثلاثة وعملية (عودوا أيها الإخوة)، اعتقلت إسرائيل من أُفرج عنهم بصفقة شليط مرة أخرى، وانقضت على بنية حماس التحتية في الضفة، ولم تطلق حماس في غزة الناس، وبدأ إطلاق قذائف صاروخية، فرددنا على ذلك، وتم إحباط محاولتي تنفيذ عملية على جنود، وفي الإحباط الثالث قتل رجل من حماس".
و"كانت تلك المرحلة الأولى في مسار تطور الأمور، وحاولنا التهدئة وبدأوا يطلقون الصواريخ، وحينما بلغوا إلى 25 – 30 قذيفة صاروخية كل يوم شعرنا بالحاجة إلى الرد، فانتقلنا نحن وهم إلى المرحلة الثانية، ثم إلى الثالثة، وهي العملية البرية".
"هذا هو تاريخ عملية (الجرف الصامد)، فليست هي تدبيرًا خفيًا لحماس، ولا مؤامرة من إسرائيل، إنه تدهور من درجة إلى درجة مثل كرة فقدت السيطرة عليها بقوة الجاذبية"، حسبما قال الكاتب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة الاحتلال تبحث عن مخرج من وحل الحرب في غزّة دولة الاحتلال تبحث عن مخرج من وحل الحرب في غزّة



GMT 03:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة إلى 43712 شهيدًا

GMT 04:16 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تؤيد مشروع قرار لمجلس الأمن بوقف اطلاق النار في غزة

GMT 01:22 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة جندي أميركي بعد إصابته أثناء دعم الرصيف العائم في غزة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab