الرياض ـ العرب اليوم
قال رئيس المحكمة العامة بالرياض الشيخ إبراهيم الحسني انه اطلع على ما نشر عن بعض معتنقين للفكر الضال ومغررين بالشباب للذهاب لمناطق الصراع والفتن وأيضا على ما يفعله بعض الغلاة من قطع الرؤوس والذبح كالشياه للناس وغيرها مؤكدا أن لديه عدة وقفات منها: أن هذه البلاد هي بلاد الإسلام والإيمان، (فالإيمان يأرز إلى مكة والمدينة كما تأرز الحية إلى جحرها) كما ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحكامها وعلماؤها وشعبها أهل الإسلام، بل وحماته وإن لم يكونوا هم أهل الإسلام وحماته فمن إذاً؟.
وفي أهل الإسلام في سائر البلدان خير عظيم، ويجب أن ترسخ هذه القاعدة أن هذا الوطن هو وطن الإسلام وأن حكامه هم حكام الإسلام وأن حبه والحالة هذه من الواجبات الشرعية.
وبين الحسني أن الوقفة الثانية هي: أن من القواعد المقررة التي يجب غرسها في نفوس الجميع عامة والنشء خاصة في المدارس والمعاهد والجامعات والملتقيات أن السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية مجمع على وجوبه عند أهل السنة والجماعة وهو أصل من أصولهم التي باينوا بها أهل البدع والأهواء.
وان أهل السنة شددوا في ترك الجماعة ومفارقتها وقد ورد الوعيد الشديد على مفارقة الجماعة وعدم السمع والطاعة، من ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أن من خرج على الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ..)) الحديث، ومن ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية)) ومن ذلك ((أن من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولاحجة له)) ومن ذلك أن المفارق للجماعة لا يسأل عنه كناية عن عظيم هلكته في الدنيا والآخرة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصياً ) الحديث ومن ذلك أن المفارق للجماعة وولي الأمر تركبه الشياطين وتدفعه للهاوية لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمرهم جميع فاقتلوه كائناً من كان فإن يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة))
وأوضح الحسني أن الوقفة الثالثة هي التثبيط على ولي الأمر والإثارة عليه لهما صور عديدة سواء منها بالقتال أو بالكلام أو بالكتابة سواء بالصحافة أو الإنترنت وهذه الإثارة محرمة يقول صاحب الأزهار ((ويؤدب من يثبط عنه أو ينفى؛ ومن عاداه فبقلبه مخطئ وبلسانه فاسق وبيده محارب)) لأن المثير والمشاغب على ولي الأمر وإن تسمى بإصلاحي أو جهادي أو تنويري أو معارض أو غير ذلك من الأسماء الرنانة هو كفأرة السد إن تركت أغرقت العباد والبلاد وأشاعت الفساد فيجب ألا تغرنا أسماؤهم الرنانة لأنهم أهل خيانة فتعين على الناس عموماً التكاتف لدفع المثير الساعي إلى الفتنة وعزله كما تعزل الجرباء عن الصحاح.
اما الوقفة الرابعة أبان الحسني انه يجب تكثيف الوعي لدى الناس عموماً والشباب خصوصاً بخطورة الأفكار الضالة المتشددة التي تدعو إلى تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم والتحذير من هذا المنزلق الخطير لقوله صلى الله عليه وسلم ((من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه)) فورطة عظيمة تكفير مسلم ليس بأهل للكفر وبالمقابل تحذير الشباب من الأفكار الجافية لشرع الله أو الداعية للتفلت من أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويجب أن تستغل المهرجانات الصيفية لبث هذا الوعي وألا يغلب عليها الترفيه فقط.
كما شدد رئيس المحكمة العامة بالرياض انه يجب على العلماء الربانيين والدعاة الصالحين النزول إلى مجامع الشباب في مدارسهم وملتقياتهم ودخول منتدياتهم ومحاورتهم ورد شبههم لأنه إذا لم ينبرِ العلماء لذلك اتخذ الشباب رؤساء جهالاً أفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا كحال هؤلاء المغررين.
وأوضح انه ظهر من خلال ما نشر عدم تثبت الشباب وعدم تبينهم لما يقال ويكتب ولا سميا زمن الفتن التي يكثر فيها القيل والقال فنجد هذا الشاب يتعامل مع أسماء مغمورة أو مجهولة في شبكة عنكبوتيه فيها ملايين المجاهيل يأخذ من هذا المجهول ومن ذاك النكرة بل إن بعضهم قد لا يكون مسلماً ويكتب باسم ومعرف إسلامي ينظّر للشباب في أمور كبار لإحداث فتنه في البلد بين الشباب والراعي ألم يسمعو قول ربنا ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً))
وشدد الحسني انه يجب تعويد الشباب التثبت وعدم الخوض في الفتن، وطرق كسب المعلومة الصحيحة، ومن هم العلماء الذين يوثق بهم؟ ويجب ربطهم بكبار علماء هذه البلاد.
أرسل تعليقك