حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) من "نوايا خبيثة ومبيتة" للحكومة الإسرائيلية تقف خلف ما تجريه من مشاورات لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية.
واعتبرت الوزارة في بيان صحفي أن هذه المشاورات الإسرائيلية "شكل من أشكال استغفال المجتمع الدولي واستمرار لحملات الكذب والتحريض والتضليل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه وإنجازاته".
وقالت بهذا الصدد "من جهة تقوم الحكومة الإسرائيلية بتدمير وإضعاف وتقويض وسحب صلاحيات السلطة الفلسطينية وفرض عقوبات جماعية ضد الشعب الفلسطيني، فيما تذرف دموع التماسيح وتدعي الحرص على بقاء السلطة".
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التدهور الحاصل في الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها انسداد الأفق السياسي "الناتج عن إفشالها جميع فرص المفاوضات والسلام".
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن "الاحتلال والاستيطان وجرائمه وانتهاكاته هي السبب الحقيقي لأي تصعيد في الأوضاع الأمنية" في الأراضي الفلسطينية.
وقالت إن "مسرحية الحكومة الإسرائيلية الهزلية لن تنطلي على أحد في العالم، وأن ما تدعيه من خطوات تجميلية للاحتلال وتسهيلات مزعومة ليست هي الحل".
وأضافت أن "المطلوب من الحكومة الإسرائيلية الاعتراف الصريح والواضح بحقوق شعبنا الوطنية وفي مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطين وأن تمتلك الشجاعة الكافية لإنهاء احتلالها واستيطانها لأرض فلسطين".
ونبهت الوزارة إلى تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن السلطة هي "مشروع وطني وإنجاز تاريخي لشعبنا وتضحياته، وهي باقية وحتما ستمارس دولة فلسطين سيادتها على أرض وطنها".
وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أوردت اليوم، بأن المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية كرس خلال الأيام العشرة الأخيرة اجتماعين لبحث احتمال انهيار السلطة الفلسطينية.
وعزت الصحيفة، وفق ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة، طرح هذا الاحتمال إلى "الجمود السياسي والتصاعد الأمني والأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية والأزمة السياسية في القيادة الفلسطينية".
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر أول أمس الأحد، أن على إسرائيل إعداد العدة لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أكد وجوب منع هذا السيناريو (انهيار السلطة) قدر الإمكان، إلا أنه يجب الاستعداد له.
وتتواصل موجة توتر بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ مطلع أكتوبر الماضي وأدت إلى مقتل 145 فلسطينيا من بينهم 27 طفلا وطفلة و7 سيدات بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وزادت التطورات الأمنية تعقيد العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ ما قبل منتصف عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون اتفاق.
أرسل تعليقك