توجه المئات من متظاهري ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، الجمعة، سيرًا على الأقدام صوب المنطقة الخضراء وسط بغداد للاحتجاج على سوء الخدمات وللمطالبة بمحاسبة كبار الفاسدين، في حين فرض رجال الأمن حاجزًا في شارع السعدون لمنعهم من الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم أغلب المقار الحكومية ومنازل ومكاتب كبار المسؤولين.
واحتشد عددًا من المتظاهرين، عصر اليوم، في شارع السعدون وسط العاصمة بعد أن منعتهم القوات الأمنية من الوصول إلى المنطقة الخضراء، انسحبوا في إتجاه ساحة التحرير.
وأكد المتظاهرين عزمهم على الوصول إلى الخضراء الأسبوع المقبل في حال لم يتم إصدار قرارات إصلاحية "حقيقية" تمس الواقع الاجتماعي والاقتصادي والخدمي للمواطن ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.
ورفض متظاهرين آخرين الانسحاب إلى ساحة التحرير، ورددوا هتافات تطالب القوات الأمنية بفتح الطريق أمامهم، والسماح لهم بالتظاهر أمام مدخل المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق وسط بغداد.
وشهدت محافظات البصرة، وميسان، وذي قار، والمثنى، وواسط، والديوانية، وكربلاء، وبابل، وصلاح الدين، الجمعة، تظاهرات طالب المشاركون فيها بمزيد من الإصلاحات ومكافحة الفساد.
وفي البصرة جنوب العراق، شارك المئات في تظاهرة قرب ديوان المحافظة، الجمعة، للمطالبة بإجراء إصلاحات تشمل مكافحة الفساد الإداري والمالي، كما طالبوا بتحسين الخدمات الأساسية والنهوض بالوضع الاقتصادي للمحافظة.
وأكد أحد منظمي التظاهرة الناشط المدني حيدر سلمان، أنّ "المتظاهرين خرجوا للمطالبة بتنفيذ إصلاحات ينبغي أن تشمل محاسبة المسؤولين الفاسدين والفاشلين واستبدالهم بآخرين يتحلون بالكفاءة والنزاهة والمهنية"، مبينًا أنّ "المتظاهرين يطالبون أيضًا بإسناد وزارتي النفط والنقل إلى البصرة، ومنح المحافظة تمثيلًا دبلوماسيًا عادلًا من حيث عدد السفراء والقناصل".
ولفت سلمان إلى أنّ "المتظاهرين أكدوا أهمية صرف تخصيصات البترودولار للبصرة، إضافةً إلى إيرادات المنافذ الحدودية الواقعة في المحافظة"، مضيفًا أنّ "المطالب المتعلقة بالوضع الخدمي تشمل حل أزمة ملوحة المياه بشكل جذري، ومن ناحية أمنية نطالب بتوفير الحماية لعدد من الناشطين بعد تعرضهم إلى تهديدات".
بدوره، أوضح المتظاهر عبد الله علي، أنّ "بعض المتظاهرين حملوا الأعلام المقترحة لإقليم البصرة لاعتقادهم بأنّ تأسيس الإقليم هو الحل لكثير من أزمات ومشاكل المحافظة"، موضحَا أنّ "الحكومة لو حلت المشاكل المتراكمة التي يعاني منها البصريون لما طالبوا بجعل المحافظة إقليما".
وطالب متظاهرو السماوة، الجمعة، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أن يكون حازمًا في قراراته وصارمًا في تطبيقها، في ما طالبوا أيضًا بإلغاء العمل بسلم الرواتب الجديد، أكدوا ضرورة تعيين ذوي الشهادات العليا في دوائر الدولة والاستفادة من خبراتهم.
وأوضح الناشط حيدر كاظم أنّ "المئات من المتظاهرين انطلقوا، مساء اليوم، من كورنيش السماوة متوجهين إلى ساحة الاحتفالات مقابل مبنى الحكومة المحلية وسط السماوة للمطالبة بتطبيق الاصلاحات".
وأضاف كاظم أنّ "المتظاهرين طالبوا العبادي بأن يكون حازمًا في قراراته بعد تفويضه من قبل الشعب والمرجعية، وأن يكون صارمًا في تحقيق المطالب الجماهيرية"، مُبينًا أنّ "المتظاهرين طالبوا أيضًا بإلغاء سلم الرواتب الجديد، وتعيين أصحاب الشهادات العليا في دوائر الدولة من أجل أن تستفيد الدولة من خبراتهم".
وتظاهر العشرات من أهالي محافظة النجف، مساء اليوم، في ساحة ثورة العشرين وسط مركز المدينة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين الفاسدين.
وخلت التظاهرة من اللافتات والشعارات، فيما عزا بعض المتظاهرين قلة عدد المشاركين إلى تزامن التظاهرة مع هطول الأمطار.
وتظاهر المئات في محافظة بابل، الجمعة، مجددين مطالبهم بالإصلاح، وإقالة المحافظ صادق السلطاني، وفيما انتقدوا قرار مجلس الوزراء بسحب التفويض الممنوح لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أكدوا مواصلتهم التظاهر حتى تحقيق الإصلاحات تأسيًا بالإمام الحسين.
وأوضح الناشط المدني سلام حربه، أنّ "المئات من أهالي مدينة الحلة تظاهروا، في ساحة الحرية، مطالبين بإصلاح القضاء العراقي، وإقالة محافظ بابل، والكشف عن ملفات الفساد، وإحالة المفسدين إلى القضاء، ودفع رواتب الحشد الشعبي المتأخرة لأشهر وإيجاد فرص عمل كافية للخرجين وتأهيل قطاعي الزراعة والصناعة".
وأضاف حربة، أنّ "المتظاهرين دعوا الحكومة المحلية إلى تطبيق ورقة حسن النوايا التي قدمتها اللجنة التنظيمية لمجلس المحافظة وتعيين المدراء بعيدًا عن نظام المحاصصة السياسية المقيتة"، مبينًا أنّ "المتظاهرين انتقدوا قرار مجلس النواب بسحب التفويض الخاص بالإصلاحات التي اتخذها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي".
من جانبه أكد الناشط المدني كمال علي، أنّ "المتظاهرين قد خرجوا اليوم رغم سوء الأحوال الجوية والأمطار مجددين مطالبهم العادلة بالإصلاح"، موضحًا أنّ استمرار التظاهرات يعد "تأكيدًا على السير على طريق الإمام الحسين عليه السلام الذي خرج واستشهد من أجل الإصلاح".
أرسل تعليقك