أعرب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو" عن قلقهما من تدهور الأوضاع الإنسانية للنازحين العراقيين في كردستان. جاء ذلك في بيان مشترك ورد لـ"العرب اليوم"نسخة منه.
وقال البيان، إن "الوضع الإنساني للنازحين العراقيين في إقليم كردستان العراق يزداد سوءًا بسبب محدودية سبل الحصول على الوظائف والفرص الاقتصادية وفقًا لتقييم أجراه برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومبادرة "ريتش" التي تكافح الجوع ونقص التغذية بين الأطفال".
وأضاف، أن "التقييم السريع الذي تم إجراؤه في الأشهر الأخيرة، شمل النازحين العراقيين المقيمين داخل وخارج المخيمات وكذلك المجتمعات المحلية"، لافتًا إلى أن " التقييم وجد أن معدلات البطالة المرتفعة دفعت الأسر النازحة إلى الاعتماد بشكل متزايد على آليات المواجهة السلبية مثل تقليل عدد وجبات الطعام، وتناول كميات أقل، وإنفاق مدخراتهم من أجل تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية".
وتابع: "مع استمرار الأزمة العراقية لعامها الثاني، نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك حوالي مليون شخص داخل إقليم كردستان والمناطق المجاورة له في محافظتي نينوى وديالى".
ونقل البيان عن جين بيرس، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في العراق، القول: "اضطرت معظم الأسر النازحة إلى التنقل عدة مرات بالفعل داخل كردستان وتؤدي الزيادة في عدد السكان إلى الضغط على الموارد المحدودة أصلًا في كردستان والمجتمعات المضيفة." وأشارت إلى أنه "نزح هؤلاء الناس عدة مرات بسبب النزاع وهم الآن يواجهون صعوبة في العثور على عمل لإطعام أنفسهم وأسرهم."
وأردف البيان، في شهر أبريل/نيسان، وجد التقييم أن غالبية الأسر النازحة -وكذلك بعض المجتمعات المضيفة - كانوا قادرين على توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية فقط عن طريق اللجوء إلى استراتيجيات سلبية للتأقلم مثل خفض كميات وجبات الطعام وإنفاق المدخرات. في الوقت نفسه، كانت معدلات البطالة مرتفعة بين العائلات النازحة كما استنفد العديد منها، من سكان المخيمات على وجه الخصوص، مدخراتهم بالفعل. وحذر التقييم من أن أية صدمات إضافية يمكن أن تؤثر على قدرة هذه الأسر على توفير ما يكفيها من الغذاء.
ومنذ ذلك الحين، ووسط تزايد النزوح والنقص الحاد في التمويل، اضطر برنامج الأغذية العالمي لتقليص الحصص الغذائية بنسبة تصل إلى 50 في المائة. فالأسر التي كانت تحصل في السابق على قدر كاف من الغذاء تتعرض الآن لخطر انعدام الأمن الغذائي وهي تتخذ المزيد من التدابير القاسية لمواجهة الموقف.
وقال الدكتور فاضل الزوبي، ممثل منظمة فاو في العراق: "أينما كان المزارعون يعانون من تدمير معداتهم ومحاصيلهم، ينخفض الإنتاج الزراعي وتنهار الأسواق. وأدى تقلب الأسعار، وانخفاض إمدادات المياه، وانعدام الأمن إلى تراجع شديد في إنتاج الغذاء الكلي في جميع أنحاء البلاد، ووضع المزيد من الضغوط على 2.4 مليون عراقي يعانون انعدام الأمن الغذائي."
استمرار الصراع، وتخفيض المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج واضطراب نظام التوزيع العام الذي يوفر الطعام لجميع العراقيين وتديره الحكومة ضمن شبكة الحماية الاجتماعية، قد يدفع المزيد من الناس إلى اللجوء إلى بيع ممتلكاتهم، وتقليل عدد الوجبات، وتناول طعام ذو قيمة غذائية أقل، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة تراجع مستويات التغذية مع حلول فصل الشتاء.
يُذكر أن برنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع. يعتمد البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ ويعمل مع المجتمعات لتحسين التغذية وبناء قدرتها على الصمود. كل عام، ويساعد البرنامج حوالي 80 مليون شخص في نحو 80 بلدًا.
منظمة الأغذية والزراعة (فاو) هي المنظمة الرائدة في قطاع الأمن الغذائي والزراعة، تقوم بتقديم تحليل المعلومات بشأن الأمن الغذائي والتغذية، ونصائح بخصوص السياسات المتعلقة بالأمن الغذائي ودعم بناء القدرة على الصمود للبلدان والمجتمعات والمزارعين المتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم.
ومبادرة ريتش (REACH) هي مبادرة مشتركة بين اثنين من المنظمات غير الحكومية الدولية هما منظمة أكتد (ACTED) وIMPACT -وبرنامج تطبيقات الأقمار الصناعية التشغيلية التابع للأمم المتحدة (UNOSAT). تم تأسيس مبادرة ريتش في عام 2010 لتسهيل تطوير الأدوات والمنتجات المتعلقة بتوفير المعلومات لتعزيز قدرات العاملين في مجال الإغاثة ومساعدتهم في اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة في سياقات الطوارئ والإنعاش والتنمية.
أرسل تعليقك