موسكو - العرب اليوم
أكد الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن المحادثات التي أجراها اليوم مع نظيره الروسي سيرجي لافروف كانت جيدة وبناءة، وتأتي تجديداً للزيارات السابقة بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقة بين دولة قطر وروسيا الاتحادية تحظى بكثير من الاهتمام والاحترام في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، بما في ذلك التبادل التجاري والاستثماري والتعاون في مجال الطاقة والغاز، معربا عن تطلعه لتوسيعها إلى آفاق أرحب.
وقال سعادة وزير الخارجية خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده مع نظيره الروسي عقب اجتماعهما: "إننا نقف اليوم أمام مسؤوليات كبيرة تجاه شعوبنا خاصة في ظل التحديات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة وتزايد خطر الإرهاب والعنف والقتل، مما يستلزم التنسيق والتعاون مع الدول الصديقة لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وتكريس المصالح المشتركة وتطويرها على النحو الذي يرتقي لطموحات شعوبنا".
وأضاف: من هذا المنطلق، فقد تم خلال اجتماعنا اليوم تبادل وجهات النظر والآراء حول مجمل التطورات والأحداث الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن والسلم العالميين، وبلا شك، فإن التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط أخذت الحيز الأكبر في مباحثاتنا.وبين سعادة الدكتور العطية أن الملف السوري تصدر مباحثاتنا وذلك في محاولة لتقريب وجهات النظر، وقال :" أود في هذا الاطار أن أنوه بأن علينا ونحن بصدد بدء عملية سياسية أن نبني على ما تم التوصل إليه في جنيف وأن لا نبدأ من الصفر، و إلا دارت الأزمة في دائرة مفرغة".
وشدد على أن تفاقم الأزمة بلا حل ليس في مصلحة أي طرف، والجميع أصبح يدرك أن أي مماطلة مضرة للجميع وأولهم الشعب السوري، خاصة وأن جسور العلاقات الممتدة بين روسيا والشعب السوري - بجانبها الانساني- قديمة، مؤكدا ضرورة دعم عملية سياسية جادة من أجل إنهاء هذه المأساة المستمرة.
وأضاف :" أود أن أؤكد على موقف دولة قطر من ضرورة إنشاء هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، وضرورة تحقيق الأمن والاستقرار والهدوء من أجل تأمين تطبيق العملية الانتقالية، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بتحقيق العدالة الانتقالية.
وأوضح سعادة وزير الخارجية أن حل الوضع في سوريا سيلحقه حل الوضع في العراق، مشيرا إلى أنه يوجد اتفاق مع الجانب الروسي على كثير من الأمور من أهمها وحدة الأراضي السورية، ودعم إرادة الشعب السوري، كما يوجد اتفاق على ضرورة التوصل إلى توافق وطني في العراق، وضرورة إنجاز العملية السياسية في اليمن، إضافة إلى الالتزام بمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله. وقال سعادته " أن خطر الإرهاب الحقيقي يكمن في استمرار عنف الأنظمة الديكتاتورية، وإننا إذ ندين بشدة الأعمال المنافية للإنسانية التي ترتكب بحق الشعوب العربية، كإدانتنا للأفكار والأيدولوجيات المتطرفة الهدامة، فإننا نرى أنه من حق شعوب المنطقة أن ينعموا بالأمن والاستقرار. وأكد العطية على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة منذ 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أساس المبادرة العربية للسلام يعد أمراً جوهرياً في مواجهة انتشار التطرف، وضمان الأمن لجميع دول المنطقة.
وقال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية ردا على سؤال أن نقاط الاتفاق مع الجانب الروسي حول المسألة الروسية كثيرة ومن هذه النقاط الاتفاق على وحدة الأراضي السورية وأن تكون سوريا ديمقراطية مدنية وتحتوي كافة المكونات السورية، أما عن نقاط الخلاف فقال أنه يوجد نقطة خلاف جوهرية مع الأصدقاء في روسيا وهي مسألة شرعية بشار الأسد ونحن نعلم أن سياسة روسيا هي ضد استخدام القوة من أجل اسقاط الحكومات، وأن روسيا ملتزمة بعدم نقض العهود التي قطعتها، ولكن روسيا وعدت أن تكافح الارهاب بالمنطقة، وفي تقديرنا أن بشار الأسد ونظامه الوحشي يعد أكبر داعم للإرهاب وما يرتكبه بحق شعبه هو الإرهاب بعينه، إذ أنه قتل ثلاثمائة ألف من شعبه حتى الآن، ونحن في قطر نعتبر بشار الأسد فاقد للشرعية ولن يستطيع الشعب السوري أن يقبل حاكم قتل وشرد أكثر من خمسة ملايين من شعبه، وموقف قطر ثابت في هذا الشأن.وبين سعادة وزير الخارجية أن قطر ضد التصنيف المطلق للجماعات، مشيرا إلى أن من الأهم فهم المنطق الذي حملت من أجله هذه الجماعات السلاح وأهدافها ودافعها، فإذا اتضحت لنا هذه الرؤية سنستطيع الوصول إلى أرضية مشتركة وتصحيح المسار، فالمهم هو العمل على إزالة الخلافات ودعم عملية سياسية جادة من أجل إنهاء هذه المأساة المستمرة.وردا على سؤال حول مناقشة مسألة الطاقة وخاصة موضوع انخفاض أسعار الغاز والنفط في السوق العالمي،
قال سعادة وزير الخارجية أن قطر وروسيا يدعمان بعضهما البعض في مسألة الطاقة وهذا ما تم التأكيد عليه في المباحثات، ولدينا التزام أدبي مع روسا بتوفير طاقة آمنة لكثير من دول العالم.وقال العطية ردا على سؤال إن التحالف الإسلامي لا يتعارض مع "التحالف العسكري القائم"، مضيفا أن الحديث يدور عن مكافحة التطرف والتبادل الاستخباراتي، مؤكدا أن التحالف الإسلامي لم يناقش موضوع إنشاء قوة عسكرية.وفي رده على سؤال حول ما يمكن أن تقوم به قطر للتسريع في مسألة التسوية السورية خاصة وأن قطر لاعب إقليمي فاعل مهتم بمسألة التسوية في سوريا، قال سعادة وزير الخارجية "أننا نحث الجميع على الحوار السياسي ونعلم علم اليقين بأن أقصر طريق لحل الأزمة السورية هو طاولة المفاوضات".من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المؤتمر الصحفي أن روسيا مثل قطر معنية بأن يسود السلام في سوريا، وأن تكون سوريا دولة مستقلة تتمتع بسيادة، وضمان وحدة أراضيها، وأن تحمى فيها حقوق جميع المواطنين السوريين، ونتمسك بنفس المبادئ تجاه القضايا الاخرى في المنطقة مثل الحال في العراق واليمن والدول الأخرى في المنطقة.وبين وزير الخارجية الروسي أن هناك انتهاكات للسيادة السورية، فبالإضافة إلى الحرب الأهلية، هناك متطرفون وإرهابيون من مختلف دول العالم وحتى من روسيا، وهذا انتهاك للسيادة السورية.وأشار إلى أن الاختلاف الرئيسي بين روسيا وقطر وغيرها من الدول يتعلق بشرعية النظام السوري، وهذا الاختلاف يعرقل التقدم في مفاوضات جنيف.وأوضح لافروف انه من غير الواضح حتى الآن من هي الجهات التي ستمثل المعارضة في المفاوضات القادمة، ووفق قرار مجلس الأمن، فإن الشخص المكلف تشكيل وفد المعارضة السورية والتنسيق بهذا الشأن هو مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، استنادا إلى اجتماعات المعارضة في موسكو والقاهرة والرياض، والمدن والعواصم الأخرى، وروسيا وقطر مستعدتان للمساهمة في الجهود الرامية إلى تشكيل وفد المعارضة السورية للتفاوض مع دمشق.وردا على سؤال قال وزير الخارجية الروسي أن إمكانية مشاركة الأسد في الانتخابات السورية لا تخص الأمريكيين ولا غيرهم على الاطلاق، بل السوريين فقط.
أرسل تعليقك