توجه الناخبون في كازاخستان الى مراكز الاقتراع اليوم الاحد في اقتراع مبكر تمت الدعوة اليه وسط صعوبات اقتصادية خطيرة ويبدو الرئيس المنتهية ولايته نور سلطان نزارباييف شبه متأكد من الفوز فيه لولاية خامسة على التوالي.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة 01,00 تغ على ان ينتهي التصويت في الساعة 14,00 تغ لهذه الانتخابات التي دعي حوالى 9,5 ملايين مقترع الى التصويت فيها.
وفي خطاب الى الامة تم بثه عشية الاقتراع، قال نزارباييف (74 عاما) الذي يحكم كازاخستان منذ 24 عاما "انني واثق ان الكازاخستانيين سيختارون سياسة الاستقرار والتنمية (...) والانسجام في بلدنا".
ودعا مواطنيه الى التصويت بكثافة في هذا الاقتراع الذي يجري تحت اشراف اكثر من الف مراقب دولي، ليثبتوا "بشكل مقنع وحدتهم" امام العالم.
وانتخب نزارباييف للمرة الاولى في 1991 عندما كان مرشحا وحيدا في الاقتراع. وقد اعيد انتخابه في 1999 و2005 و2011 بنسب مرتفعة جدا دائما تجاوزت الثمانين بالمئة من الاصوات. الا ان المراقبين الدوليين لم يعتبروا هذه الانتخابات يوما حرة وعادلة.
وقال المحلل دوسيم ساتباييف مدير المجموعة الكازاخية لتقييم المخاطر التي تتخذ من الماتي مقرا لها "هذه المرة ايضا لن يكون انتخابا بل اعادة انتخاب".
ولم تقدم المعارضة الحقيقية اي مرشح لهذا الاقتراع الخالي من اي عنصر مجهول ويواجه فيه نزارباييف مرشحين يعتبران الى حد كبير من انصاره.
ومن منافسي الرئيس المنتهية ولايته في الاقتراع الاحد مرشح الحزب الشيوعي تورغون سيزديكوف (68 عاما). وهذا الموظف السابق في احد الاقاليم تميز بتصريحاته ضد العولمة التي طالت هوليود والهمبرغر والعاب الفيديو.
اما المرشح الثالث فهو المستقل ابيغازي كوساينوف (63 عاما) الذي تتركز حملته الانتخابية خصوصا على المسائل المرتبطة بالبيئة. وبعدما شغل عدة مناصب وزارية، يتولى اليوم رئاسة الاتحاد الوطني للنقابات.
واكدت اللجنة الانتخابية المركزية لكازاخستان "في الاجمال، تم تأمين وصول عادل الى وسائل الاعلام من قبل كل المرشحين والناخبين تمكنوا من الحصول على معلومات كاملة وتتمتع بالمصداقية وموضوعية عن هؤلاء المرشحين".
من جهتها، دانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الافراط في نشر "الصور والاعلانات" الدعائية لنزارباييف الذي ليس "مرشحا" فحسب بل "رئيس الدولة" الذي يشجع بصفته هذه المناسبات الثقافية والرياضية في البلاد.
وفي الوقت نفسه اكدت المنظمة في تقرير نشر مع اقتراب هذه الانتخابات انها "لم تلاحظ"وجود اي "مواد لحملة انتخابية للمرشحين الآخرين" في الشوارع.
ودعا نزارباييف الى انتخابات رئاسية مبكرة في نهاية شباط/فبراير بسبب الصعوبات "الاقتصادية" بينما تواجه كازاخستان حليفة موسكو في منطقة التبادل الحر لصعوبات بسبب الازمة الاقتصادية في روسيا وتراجع اسعار النفط.
ويحمل نزارباييف منذ 2010 لقب قائد الامة الذي يمنحه صلاحيات البت في التوجهات السياسية لكازاخستان مدى الحياة. الا انه انتظر اسبوعين ليعلن قراره قبول اقتراح حزبه نور الوطني (نور اوتان) ترشيحه لولاية رئاسية جديدة.
وكازاخستان بلد بعيد عن ان يكون نموذجا للديموقراطية، لكن نزارباييف يتمتع بشعبية استثنائية حقيقية في البلد الاكثر ازدهارا في آسيا الوسطى.
وكشف استطلاع للرأي نشره مركز ايبسوس موري الثلاثاء ان حوالى 91 بالمئة من الكازاخستانيين يؤيدون نشاطاته كرئيس دولة.
وقال ماروبجان كوربانوف الطالب البالغ من العمر 21 عاما الذي لم يعرف رئيسا آخر منذ ولادته "ساعطي صوتي لرئيسي". واضاف هذا الطالب ان "لديه برنامجا اقتصاديا واضحا والمرشحان الآخران لا يتحدثان سوى قليلا عن الاقتصاد".
من جهته، صرح فياتشيسلاف رجل الاعمال البالغ من العمر 35 عاما والمقيم في العاصمة استانا "سيكون امرا جيدا ان يتغير شىء ما في البلاد، لكنني لا اعرف المرشحين الآخرين". واضاف "لا احد يشك في فوز نزارباييف".
ا ف ب
أرسل تعليقك