بدا مرشح يسار الوسط دانييل سيولي المدعوم من الرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا كيرشنر الاوفر حظا في انتخابات الرئاسة الارجنتينية التي ستحسم في دورة ثانية حدد موعدها في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، الا ان المفاجأة كانت في النتيجة الجيدة التي حققها المرشح المحافظ ماوريسيو ماكري.
وكانت الاستطلاعات الاخيرة قبل اجراء الانتخابات تشير الى تأخر ماكري البالغ 56 عاما الذي يتولى رئاسة بلدية بوينوس ايرس منذ 2007، بحوالى 10 نقاط عن سيولي، فيما كان البعض يتوقع فوز سيولي من الدورة الاولى.
لكن بعد فرز 96% من الاصوات احرز سيولي 36,73% من الاصوات متقدما على ماكري الذي حصل على 34,45%.
وصرح عالم الاجتماع غبريال بوريسيلي "من المفاجئ جدا احراز المرشحين نتائج متقاربة. وما يضاعف من وقع المفاجأة ان الاستطلاعات لم تتوقعها. هذا يحدث غالبا عندما نشهد تبدل المرحلة".
بالفعل تنطلق مرحلة جديدة في الارجنتين بعد 12 عاما على سلطة نيستور كيرشنر (2003-2007) ثم زوجته كريستينا كيرشنر (2007-2015) التي تعذر عليها الترشح لولاية ثالثة.
واعتبر عالم الاجتماع الذي يعمل في مؤسسة مختبر السياسات العامة، ان الاداء السيئ للجبهة من اجل النصر (يسار) يعود الى "التاكل الطبيعي الناجم عن الفترة الطويلة التي امضاها في السلطة. انه عامل معمم لا علاقة له بالارجنتين وحدها. انها نهاية دورة".
واشارت النتائج الرسمية التي نشرت ليل الاحد الاثنين الى احراز النائب سيرخيو ماسا المنشق عن معسكر كيرشنر المرتبة الثالثة (21,33%)، امام التروتسكي نيكولاس دل كانيو (3,28%)، ومرشحة اليسار مرغريتا ستولبيزر (2,54%) والبيروني ادولفو رودريغيز سا (1,7%).
وبرز رئيس بلدية بوينوس ايرس والرئيس السابق لنادي بوكا جونيورز لكرة القدم مع تقدمه في مجمل مناطق البلاد على الجبهة من اجل النصر، الائتلاف اليساري الحاكم منذ 2003.
واحتفل ناشطو ائتلافه كامبييموس بالنتيجة المفاجئة.
وقال ماكري لانصاره وسط هتافات التاييد "ما حدث اليوم غير سياسة هذا البلد".
ولطالما وجه ماكري انتقادات الى السياسة الاقتصادية التي طبقها الزوجان كيرشنر. وكان دفع بنادي بوكا جونيورز الى احراز نجاحات كثيرة، ثم حقق انجازات هامة خلال تسلمه ادارة العاصمة الارجنتينية.
كما ان ماكري نجل رئيس شركة ثري ويحظى بدعم اوساط الاعمال.
من جهة اخرى شكر دانييل سيولي ناخبيه والقى خطابا وجه فيه نداء الى "المترددين والمستقلين".
كما دعا سيولي، حاكم مقاطعة بوينوس ايرس التي تضم 37% من ناخبي البلاد، مواطنيه الى اتخاذ "خطوة الى الامام، وليس القيام بقفزة في المجهول"، في تلميح الى المجازفة في حال تغيير نمط الحكم.
ويقدم المرشح البالغ 58 عاما نفسه على انه وسطي وتصالحي، فيما حكمت كريستينا كيرشنر في ولايتيها مفضلة تركيز السلطات باسلوب يثير الخلافات والانتقادات.
وصرح سيولي هذا الاسبوع "لا اقترح اي ثورة. سابقي ما يجب الحفاظ عليه وساغير ما يحتاج التغيير وساصحح ما يتطلب تقويما" مشيرا الى ان "الاكثر عوزا" سيكونون اولويته.
للمرة الاولى منذ 2003 لم يتقدم مرشح من عائلة كيرشنر الى الرئاسة، لكن نجل الزوجين الرئاسيين ماكسيمو كيرشنر البالغ 38 عاما يتوقع ان ينتخب نائبا عن الجبهة من اجل النصر.
وجدد الارجنتينيون في انتخابات الاحد نصف الكونغرس حيث يبدو ان اي قوة سياسية لن تحقق اكثرية في مجلس النواب، الذي ستتصدره الجبهة من اجل النصر التي ستحرز في المقابل اكثرية مطلقة في مجلس الشيوخ.
وفيما كان فريق عمل سيولي يعمل على توزيع الحقائب الوزارية متوقعا الفوز، بات عليه الان الدخول في تعبئة انتخابية جديدة. واوضح المحلل السياسي مارييل فورنوري "انها نهاية دورة، وهي ضربة قاسية للجبهة من اجل النصر، وان اراد سيولي الفوز فعليه التحرك".
في المقابل يشهد ماوريسيو ماكري ديناميكية تصاعدية، حيث "سيمنح عنصر المفاجأة دفعا كبيرا لماكري. اليوم يبدو هو الاوفر حظا" بحسب المحلل.
كما برز فوز مفاجئ اخر في ائتلاف كامبييموس، احرزته ماريا يوجينيا فيدال المقربة من ماكري، التي ستكون الحاكمة المقبلة لمقاطعة بوينوس ايرس.
وهذا الفوز لفيدال "يضاعف حظوظ فوز" ماكري بحسب بوريسيلي.
أرسل تعليقك