واشنطن ـ رولا عيسى
طوّر مخترع مصاب بمرض العصبية الحركية، في محاولة لمساعدة الأشخاص المصابين بالعصبية الحركية على حرية أكبر، كرسي متحرك والسيطرة عليه باستخدام عينيه فقط. حيث أن باتريك جويس (46 سنة) ابتكر تكنولوجيا (القيادة بالعين ـ أو Eyedrivomatic) وذلك بعدما بدا يفقد القدرة على استخدام عضلاته بسبب مرضه، ويستخدم هذا الجهاز تكنولوجيا تتبع حركة العين للسماح له بإصدار أوامر لكمبيوتر وذراع مطبوع (3D) والذي يتناسب مع عصا القيادة لكرسي إلكتروني متحرك.
ويسمح ذلك الجهاز للمعوقين الحركيين ممن فقدوا القدرة على تحريك أطرافهم بسبب الشلل العصبي، بالتحرك بأنفسهم دون الحاجة لشراء كراسي متحركة جديدة وغالية الثمن.
وكان الفريق الذي يضم ديفيد هوبكينز صانع الأفلام وستيف إيفانز صديق السيد جونز، مستحقًا للفوز بجائزة قدرها 196.000 جنيه (بما يعادل (128.000 دولار) من جوائز هاكادي.
وذكر الفنان السابق جونز، من سومريست بويلز، أن التكنولوجيا مزجت الأجهزة التي يستخدمها بالفعل من يعانون من مرض العصبية الحركية والتصلب الجانبي، حيث أنه استطاع إعادة كمية هائلة من الاستقلالية منذ بدأ في استخدام القيادة بالعين، قائلًا إنه يعاني من مرض العصبية الحركية مثل صديقه ستيف، موضحًا: "كلانا لديه كرسي متحرك، وبينما أستطيع أنا عمل بعض الحركات بأصابعي وأستطيع الحركة بمفردي، فإن ستيف ليس لديه سوى العينين، ويمكنه فقط القيادة باستخدام عينيه اليسرى فقط، لدرجة أنه اعتمد على مقدم رعاية للاعتناء به، وكان لدى كل منا جهاز تتبع بالعين والذي أصبح متاحًا بكثرة، وفي هذا الوقت لم يكن ممكنًا العمل جنبًا إلى جنب، حيث أن تكنولوجيا تتبع حركة العين مصممة فقط للعمل على الكمبيوتر وليس للكرسي المتحرك.
وأضاف: "وحيث أنني لم أكن أمتلك الكرسي المتحرك أو جهاز تتبع حركة العين، كانت فكرتي هي صناعة شيئ ما من شأنه التفاعل بين الكمبيوتر المحمول على الكرسي المستخدم وتحريك عصا التحكم جسديًا. وكان هذا يعني عدم إجراء أي تعديلات أو تغييرات على الأجهزة المستعارة، والتي يمكن أن تعمل على المزج بين الكرسي المتحرك وتكنولوجيا تتبع حركة العين".
ومنذ عام 2007 تم تشخيص جونز على أنه يعاني من هزال في العضلات وأنه لن يعيش أكثر من سنتين، ومع ذلك عمل منذ عامين مع إيفانز بعدما قررا تحسين كرسيهما المتحرك. ويتكون الجهاز من جزئين يتميز بمعامل "صندوق المخ"، والذراع الإلكتروني الذي يحرك الكرسي بعصا، ومثلما يتم استخدام القيادة بحركة العين للتحرك والتجول، فقد ألحقه جويس ببندقية نيرف، ليطلق منها الرغاوي على أطفاله الثلاثة.
وتغلب جويز وإيفانز وهوبكينز على 1.000 من المشتركين في جوائز هاكاديا بجهازهم، حيث حصلوا على الجائزة الأولى، ولم يتم منحهم الجائزة المالية أو أي رحلات بديلة أو بدلات.
وأوضح جويس أنهم كانوا من المحتمل أن يقبلوا المال أكثر من الذهاب للفضاء، وقال: "أنا سعيد لفوزنا بالجائزة، وأحب أن أذهب للفضاء، ولكن "جهاز تتبع حركة العين كان مجهود عمل مشترك وللأسف لن نتمكن جميعنا من الذهاب، حيث أنه لا يوجد سوى مكان واحد على سفينة الفضاء، لذا سنفضل أن نأخذ المبلغ المالي ولم يكن في الحسبان أن أعيش حتى أحصل عليه، ولم نخطط لنعيش حتى يصل أطفالنا لسن المراهقة، والآن وضع الفريق خططه لجهاز القيادة بتتبع حركة العين، الذي يحتوي على أجزاء مطبوعة (3D) على الإنترنت، بحيث يمكن تحميلها مجانًا.
أرسل تعليقك