روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية

روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية

روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية

 العرب اليوم -

روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية

علي الأمين

كشف عنوان "الحرب على الارهاب" ، كم أن هذا العنوان بات مركز تقاطع المصالح بين مختلف الدول الاقليمية والدولية في سورية والعراق ولبنان. وشكل التدخل الروسي الاخير في سورية من خلال تعزيز نفوذه العسكري فيها، الدلالة التي تظهر أن الحرب على "الارهاب السني" خطى خطوات في بناء مساحة تنسيق وتعاون مباشر وغير مباشر بين من يفترض انهم اعداء.

المملكة العربية السعودية لم تصدر ايّ موقف من الخطوة الروسية، بخلاف الموقف الشهير لوزير خارجيتها السابق سعود الفيصل في نيسان الماضي، حين هاجم الرئيس الروسي بوتين والسياسة الروسية بسبب دعمها نظام الاسد. وايران التي رفضت التسليم بوجود تحالف روسي- ايراني في سورية كما قال الرئيس حسن روحاني امس، رحب مسؤولوها بتعزيز دور الروس في سورية. كذلك أيّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تفعيل هذا الدور العسكري وتعزيزه في سورية، لأنه يصب في خدمة "محور المقاومة".

لكن اسرائيل ليست مستاءة من التدخل الروسي، لسبب بسيط، ان رمز "محور الممانعة" اي روسيا، هو طرف مؤهل بل مثالي وقادر على تمرير الحضور الاسرائيلي وتبريره في الحرب على الارهاب وبسلاسة مع ايران وحلفائها في سورية والعراق. من هنا كان استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، دلالة مهمة من خلال تثبيت التنسيق الذي اتخذ شكلاً أوّلياً عنوانه امني لتفادي الصدام او اي "سوء فهم" (الصدام المقصود في سورية بين روسيا واسرائيل هو الذي يندرج تحت عنوان الخطأغير المقصود) وقد تشكل في سبيل ذلك لجنة امنية اسرائيلية-روسية فتحت باباً على الدخول الاسرائيلي "المشروع" على الملف السوري.

اسرائيل كما هو معروف ليست هدفاً من اهداف الحرب على الارهاب، التي يتسابق جميع من تسميهم اعداءها على انجاحها، هذا يفسر عدم بروز اي اعتراض من قبل النظام السوري ولا ايران على التنسيق الروسي – الاسرائيلي، ولو المحدود في سورية. ربما كان تأكيد الرئيس روحاني "عدم وجود تحالف ايراني-روسي" غايته تفادي انخراطه في تنسيق رسمي وعلني مع اسرائيل. لكن ذلك لا يمكن ان يقلل من شان التنسيق الروسي الايراني المستمر منذ بدء الثورة السورية عبر دعمهما نظام الاسد.

التنسيق الذي دعا اليه الكونغرس الاميركي على صعيد الطلعات الجوية الروسية لتوجيه الضربات الى الجماعات الارهابية في سورية، يعكس نوعا من الترحيب الاميركي بالدور الروسي، وهو ترحيب يشبه الترحيب الاميركي بتدخل ايران وحزب الله في سورية منذ سنوات، ذلك ان الادارة الاميركية التي وجهت صواريخ طائراتها الى مواقع تنظيم داعش، لم تخطىء يوماً في استهداف مراكز تابعة لايران او حزب الله او الجيش السوري على امتداد الاراضي السورية والعراقية.

من هنا تكشف وقائع الحرب على الارهاب انها تمثل مرحلة انتقالية، يتم من خلالها خلق اصطفاف اقليمي ودولي في مواجهة "الارهاب السني". موقف السعودية ينطلق من ادراك لحساسية التورط الكامل في هذه الحرب ومقتضياتها السياسية المستجدة، ففي تعريفات محور الحرب على الارهاب اميركياً، فان ايران ونظام الاسد من أعمدة هذه الحرب، سواء بالنسخة الروسية او النسخة الاميركية بعد الاتفاق النووي مع ايران. لذا فان السعودية ليست في موقع قادرعلى تجاوز تناقضاتها مع ايران، لاسباب تتصل بامنها القومي أولاً وبدورها المحوري في الفضاء الاسلامي السني ثانياً.

الصراع في سورية قارب على اكمال عامه الخامس، وسواء بقي الأسد او لم يبق (وهو لن يبقى) في اي تسوية مقبلة، فان الصراع في سورية استدرج كل القوى التي كان تشكل تهديدا محتملاً لاسرائيل، ووفر شعار الحرب على الارهاب، شروط الآمان لاسرائيل في المدى المتوسط، كما وفّر دوراً لايران تحت المظلة الدولية، وذلك كله دفع روسيا كي تقتنص مايمكن ان يخفف عنها العقوبات الاقتصادية التي ارهقتها، وحفّزت بوتين على لعب دور تكاملي مع أوباما في سورية، ليس صداميا كما يظن البعض.. فالرئيس الروسي سيقدم خطته بعد أيام في الأمم المتحدة التي لم يزرها منذ العام 2005. خطة اذا نجحت لن تزعج الاميركيين، واذا فشلت فهنيئا لبوتين الغرق في الرمال السورية.

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab