رغم المرض الذي أوقفها عن الغناء منذ شهرين فإنها مصرة على العطاء، معتبرة صوتها سلاحها الوحيد ضد الاحتلال وإرهابه، لكن ما زال لديها الكثير من الأمور التي تستطيع تقديمه لخدمة شعبها وخدمة الثقافة الفلسطينية.
أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية المغنية ريم بنا شخصية فلسطين الثقافية للعام 2016، تقديرا لمسيرتها الطويلة في الغناء من أجل فلسطين وأطفالها.
وجاء الإعلان في حفل افتتاح فعاليات أيام الثقافة الوطنية الفلسطينية الذي يتزامن انطلاقها مع ذكرى ميلاد الشاعر محمود درويش يوم 13 مارس/آذار من كل عام.
وقال وزير الثقافة الفلسطينية إيهاب بسيسو إن الثقافة الفلسطينية أحد أهم سبل الصمود على الأرض وتثبيت الهوية والحق، موضحا أن احتفالية يوم الثقافة الوطنية -وإن تزامنت مع ميلاد الشاعر محمود درويش- تمتد لتشمل الوطن كله.
ومن المقرر أن تستمر احتفالية هذا العام حتى يوم 30 مارس/آذار الجاري حيث يصادف يوم الأرض الفلسطيني، كما توج يوم 16 من الشهر الجاري بيوم القراءة الوطني الذي بادر إلى تأسيسه شبان فلسطينيون على شكل سلاسل قراءة طويلة، ومنهم الشهيد بهاء عليان الذي قتل بعد تنفيذه عملية فدائية في حافلة للمستوطنين في القدس قبل خمسة أشهر.
وقال بسيسو إن اسم الفنانة الفلسطينية ريم بنا كان يطرح بقوة عند التفكير بشخصية العام الثقافية، وتم اختيارها لكل الصمود والعناد والعمل والأمل الذي مثلته، مضيفا أن "ريم بنا تختصر كل ما نريد قوله عن فلسطين ونضالها وعن المرأة الفلسطينية".
وقد سلم رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله درع الجائزة للفنانة ريم بنا في حفل ضخم بقصر رام الله الثقافي.
والفنانة بنا التي غنت قبل أعوام أغنيتها الشهيرة لجبال الكرمل الفلسطينية "أصرخ من قاع الروح يا كرمل الروح" تحدثت اليوم بصوت ضعيف، لكن بعزيمة قوية كما كانت دائما.
ريم بنا قالت إنها فقدت مصدر معيشتها لكنها مستمرة في العمل لأجل الثقافة الفلسطينية
وقالت إن المشكلة التي أوقفتها عن الغناء منذ شهرين هو شلل في أحد أوتارها الصوتية، مؤكدة أن ذلك لن يوقفها عن العطاء.
وأضافت "صوتي كان سلاحي الوحيد ضد الاحتلال وإرهابه، والآن لا أستطيع العودة إلى الغناء، لكن سلاحي لم يسقط وما زال لدي الكثير من الأمور التي أستطيع تقديمها لخدمة شعبي وخدمة الثقافة الفلسطينية".
واعتبرت بنا تكريمها كشخصية فلسطين الثقافية تكريما لفلسطين التاريخية ولأرواح الشهداء ولكل الأسرى واللاجئين الذين ننتظر عودتهم.
وأصيبت الفنانة بنا بالسرطان في السنوات الأخيرة، لكنها قبل شهرين تقريبا أعلنت إصابتها بشلل في الوتر الأيسر من حنجرتها بدون سبب طبي واضح، مما أوقف مسيرتها الغنائية.
وقالت بنا للجزيرة نت إنها بفقدان صوتها فقدت عملها الوحيد ومصدر رزقها أيضا، حيث كانت تعتاش مع عائلتها من حفلاتها في الداخل والدول العربية والأوروبية، ثم وجدت نفسها في وضع مادي صعب وتواجه مشكلة مادية حقيقية.
وفي الشهور الأخيرة تنشغل بنا بعد مرضها في أعمال التطريز وتصميم الحلي التراثية لتأمين مصروفها المعيشي.
وتأمل الفنانة الفلسطينية المعروفة عالميا أن يتجاوز تكريمها كشخصية العام الثقافية معناه المعنوي فقط، لتمنح الفرصة من أجل تقديم رؤية لتطوير الثقافة الفلسطينية ومد جسور بين الثقافة في الوطن مع ثقافة الفلسطينيين في الشتات أيضا.
الجدير بالذكر أن حنان بنا ولدت عام 1966 في مدينة الناصرة بالجليل شمالي فلسطين المحتلة عام 1948، وتلقت علومها الموسيقية في موسكو ودرست خلالها الغناء الحديث. ثم أصدرت بعد ذلك عدة ألبومات غنائية طغى عليها الطابع الوطني، مع اهتمام خاص بالغناء للأطفال من خلال ألبومها الأكثر شهرة "قمر أبو ليلة" الصادر عام 1995.
وأصدرت بنا 13 ألبوما من أبرزها "مرايا الروح" عام 2005 الذي كرس للغناء عن الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتميزت أغانيها بامتزاج أسلوب الغناء الشرقي والكلمات العربية مع الألحان الغربية.
وتلقت خلال مسيرتها الفنية في العقدين الأخيرين عدة جوائز أبرزها تكريمها كشخصية العام وسفيرة السلام في إيطاليا عام 1994، وشخصية العام من وزارة الثقافة التونسية عام 1997، كما فازت بجائزة فلسطين للغناء عام 2000 وبجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2013.
أرسل تعليقك