تكتب فلوريد العاملة في قطاع الصحة العامة حروفا على شاشة هاتفها وترسلها.. بهذه الخطوات البسيطة سجلت احدى الحوامل في منطقة نائية من رواندا ببرنامج متابعة صحي يستمر حتى بلوغ الطفل عامه الثاني.
وتحمل هذه الخدمة الصحية اسم "رابيد اس ام اس"، وقد اطلقتها في العام 2009 وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة يونيسف، واتسع نطاقها في العام 2012 ليشمل المناطق النائية في هذا البلد، بفضل 45 الف موظف ومتطوع في مجال الصحة العامة يختارهم السكان المحليون وتتكفل السلطات بتدريبهم.
ومن الرموز التي ترسل عبر الهاتف لادخال السيدات الى بيانات وزارة الصحة العامة او تعديل هذه البيانات "بي ار اي" التي تعني ان مركزا صحيا تثبت من حمل السيدة المعنية، اما رسالة "ان بي" فهي تعني الا مشكلة، بحسب ما تشرح فلوريد لمراسل وكالة فرانس برس في صالة منزل السيدة الحامل مرسلين التي تزورها لمتابعتها في قرية نياروكومبي.
وتقول "انا ارسل ايضا معلومات اساسية، مثل رقم الهوية، وما ان كان هذا أول حمل لها، والمشاكل التي تعاني منها".
ما ان تسجلت مرسلين في هذه الخدمة، حتى باتت مواعيد زياراتها الطبية ترسل تلقائيا الى هاتف فلوريد المسؤولة عن متابعتها.
حتى الان، تسير الامور مع مرسلين على ما يرام، لكن في حال طرأ عليها طارئ فإن ارسال عبارة "انذار احمر" من هاتف فلوريد يكفي لكي يهرع فريق طبي الى المكان.
يقول فرنسوا هاكيزيمانا المسؤول في مركز موارمبي الصحي قرب نياروكومبي "بفضل خدمة رابيد اس ام اس، يمكننا ان نحدد بسهولة اسماء النساء اللواتي قد يتعرضن للخطر او المتاعب بسبب الحمل، بناء على معلومات عنهن مثل حالات الاجهاض السابقة او العمليات الجراحية".
وبسهولة بالغة، يمكن لفرنسوا ان يستعرض على شاشة الكومبيوتر اسماء الحوامل في القرى المجاورة.
يؤكد المسؤولون عن برنامج "رابيد اس ام اس" انه اتاح انقاذ ارواح كثيرة منذ اطلاقه، لكنهم لا يقدمون ارقاما دقيقة بهذا الخصوص.
فمن الصعب اجراء قياس دقيق للنتيجة التي حققها هذا النظام. لكن تقارير البنك الدولي تتحدث عن انحسار نسبة وفيات الاطفال دون العام الواحد في رواندا من 47 في الالف عام 2009، الى 31 في الالف.
وفي هذه المدة نفسها، انحسرت وفيات الامهات بسبب الولادة من 411 امرأة بين كل مئة الف ولادة الى 290.
- انذار احمر -
تعتني فلوريد بمرسلين وطفلها عن كثب حتى اليوم الثامن والعشرين بعد الولادة.
بعد ذلك يخلفها في مهمتها متخصص بمتابعة الاطفال حديثي الولادة.
وينتشر هؤلاء المتطوعون والموظفون في قرى البلاد، بواقع شخصين في كل قرية، رجل وامرأة، وتتواصل الزيارات والمتابعة الى حين بلوغ الطفل عامه الثاني، وتقدم التقارير عن الحالة الصحية للطفل وامه لتغذي قاعدة المعلومات في وزارة الصحة.
يقول جوزيف نكينزينغابو الذي ينسق عمل 1422 متطوعا وعاملا موزعين على 14 مركزا صحيا "المخاطر الاساسية التي تواجه النساء هي الالتهابات وسوء التغذية والاسهال والامراض التنفسية".
اثناء وجود جوزيف في مورامبي تلقى "انذارا احمر" عن سيدة على وشك ان تضع حملها.
وسرعان ما اتصل بالمسؤول عن متابعتها وسأله بقلق "أين انت؟"...ثم اقفل هاتفه مطمئنا، فلا حاجة لارسال سيارة اسعاف اذ ان السيدة وصلت الى المستشفى.
أرسل تعليقك