فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

فشل الأطباء في تشخيص حالتها خلال سنوات طفولتها

فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل

بريتي كوماري
نيودلهي ـ علي صيام

تواجه الفتاة الهندية بريتي كوماري راي، البالغة من العمر 17 عامًا، خطر الإصابة بالشلل أو الموت أثناء إجراء جراحة لتصحيح عمودها الفقري الملتوي، إذ أصيبت بالتواء فيه وتشوهه في سن الثامنة، وأخبرها أكثر من عشرة أطباء من مختلف المستشفيات في نيودلهي أنه لا يمكنهم فعل أي شئ من أجلها إلا أنها وجدت جراحًا يمكنه محاولة إصلاح هذا الانحناء، وربما لا تستطيع الحركة مُجددا، وعلى الرغم من المخاطرة قررت بريتي إجراء الجراحة للحصول على حياة طبيعية.

وأضافت بريتي "أنا متحمسة جدا لإجراء الجراحة ولست قلقة على الإطلاق، أريد فقط فرصة للحصول على حياة أفضل، وأخبرت العديد من الأطباء أننى على استعداد لتحمل المخاطر وأوافق على خطر الإصابة بالشلل، لم أكن خائفة ولكني لم أجد طبيبًا يجري لي العملية وأخيرا وجدت أحدهم".

وعاشت بريتي من "فريداباد" خارج نيودلهي، في شمال الهند طفولة سعيدة ولكن في الثامنة من عمرها بدأ الانحناء في ظهرها والتوى عمودها الفقري، وذكرت "لم يكن لدينا أي فكرة عن الإصابة وأصبحت الحياة أكثر صعوبة عما كانت، وأصبحت لا أستطيع الجلوس بشكل مستقيم، ثم شكّل كتفي كتلة كبيرة".

وفقد والد بريتي، ديليب راي، "45 عامًا"، ووالدتها مينا ديفي، 40 عامًا، أربعة أبناء من قبل ولذلك يشعرون بالدمار عندما بدأت علامات المرض تظهر على ابنتهم، ويعمل والدها كعامل لحام ويكسب 10 آلاف روبية شهريا، وبيّن والدها "لاحظنا وجود كتل على ظهر بريتي عندما كانت في الثامنة من عمرها، ثم لاحظنا شكل مشيتها يزداد سوءًا فأخذناها إلى الطبيب".

وشخّص العديد من الأطباء بريتي بشكل غير صحيح ناصحين الأسرة بالعودة إلى منزلهم وأنهم لا يمكنهم فعل شئ من أجلها، وأبرزت والدتها السيدة ديفي "زرنا العديد من الأطباء، كنا نعتقد أنهم سيقدمون نوعا من الأمل أو أي علاج لكنهم كانوا جميعا على يقين بأنهم لا يمكنهم فعل شيئًا حتى لو كان لدينا مال العالم كله فليس هناك علاج، وشعرنا حينها بخيبة أمل كبيرة، ونحن نحب بريتي كثيرا وهي مصممة على الحصول على المساعدة، وكانت على يقين بأنه يوجد علاج لحالتها ولذلك قمنا بدعمها وواصلنا البحث".

وأبرزت "لدي ذكريات عديدة عندما كنت طبيعية، أذكر عندما كنت أجري وأجلس بشكل طبيعي، أريد أن أكون هكذا مرة أخرى وسأفعل أي شئ لتحقيق ذلك".

وتقوم بريتي التي حلمت أن تكون سياسية بعد دراسة العلوم السياسية في جامعتي دلهي وولاية كارناتاكا بإعداد نفسها حاليا لإجراء العملية الجراحية في غضون الأيام المقبلة، وأوضحت "أنا أكافح عند التعرف على أشخاص جدد لأنه عادة لا يتحدثون معي

فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل

ويشعرون بعدم الارتياح عندما يرون حالتي، ولا أريد أن تستمر حياتي بهذا الشكل، وغالبا ما أشرح وضعي للناس حتى إن لم يسألوا، ولا أريد أن يشعر الناس بعدم الارتياح عندما يرونني، وإذا كان هناك فرصة ضئيلة لتصحيح وضعي فسأخوضها وأحاول".

وأصرت بريتي التي تعمل بدوام جزئي في مجال التسويق للإنفاق على دراستها أنها لا ترغب في الزواج حتى لا تحظى بأطفال في مثل حالتها، لكنها تريد أن تثبت للناس أنه يمكنها الحصول على وظيفة محترمة وأن تعتني بنفسها، مضيفة "أخبرتني والدي أن يوم حصولي على وظيفة حكومية هو  يوم الاحتفال بزواجي، ولا يهمنى الزواج مثل الفتيات في الثقافة الهندية ولكن يهمني الحصول على وظيفة جيدة حتى أدعم نفسي".

والتقت بريتي مع الدكتور رداها جلوبال كريشنان في العام 2012 في مستشفيات أبولو في نيودلهي وأكد لها قدرته على مساعدتها وتحسين حياتها، وبيّن "رأيت بريتي في المستشفي عندما كنت في زيارة إلى هناك كأستاذ زائر، وكان تشخيصها تم بشكل خاطئ ولذلك طلبت منها أن تزورنى في المستشفي الخاص بى، رأيت العديد من الأطفال الذين يعانون من إلتواء العمود الفقري ولكن لم أشاهد أحدًا في مثل حالة بريتي، وأخبرتنى بريتي أنه تم إهمالها من قبل العديد من المؤسسات الرائدة، وفي حال كانت أجرت العملية في سن مبكرة كان يمكن تحسن حالتها إلا أن الأطباء لم يفحصوها أو يشخصوا حالتها بشكل صحيح ".

ويعتقد الدكتور كريشنان أن سبب التواء العمود الفقري لبريتي هو عيب خلقي في الحبل الشوكي مع تشوهات أخرى في العمود الفقري، ويظن أن النمو بشكل غير متكافئ لعمودها الفقري أدى إلى هذا التشوه الشديد، وتابع "لا يمكنني إصلاح عمودها الفقري بشكل كامل ولكن يمكنني على الأقل تصحيح هذا التشوه، إنها عملية كبيرة في الظهر مع استئصال العمود الفقري لإصلاحه وهناك الكثير من المخاطر، لكن بريتي قررت المخاطرة رغم أنها ربما تموت أو تصاب بالشلل النصفي، لكنها تريد أن تتحسن حالتها".

وتشعر والدتها بالخوف على ابنتها لكنها تدعمها في قرارها بإجراء العملية الجراحية على الأقل، وأضافت والدتها "نحن نعرف حجم المخاطرة ولكني أؤيد رغبة ابنتي، وأعرف أنها تريد المحاولة ونحن جميعا إلى جانبها ونؤيد إجراء الجراحة".

فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل فتاة تتمرّد على إصابتها وتواجه خطر الموت من أجل حياة أفضل



GMT 12:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab