لندن -العرب اليوم
حازت المخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي على جائزة "المجموعة" في مسابقة "نظرة ما" للدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك عن فيلمها "الأم الرائعة"، الذي يتناول قصة الأم العربية نورا.
تضعنا حكاية الفيلم في قالب اجتماعي، وقصة تتكرر فصولها بين المهاجرين العرب، فنورا ذات الخمسين عاما تعيش في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا، تقودها الظروف للعمل متصرفة في إحدى المنزل.
وقدمت المخرجة الشابة "34" عاما، حكاية مفعمة بالإحساس العائلي، لسيدة من أصول عربية تكافح من أجل عائلتها، وهي تتنقل بين صعوبات الحياة اليومية في مدينة معقدة.
وكما تقول قصة الفيلم، فنورا ظلت تعاني لفترة طويلة من البطالة، لكنها لا تستلم أبدا رغم الصعاب، وتزداد حياتها تعقيدا بعدما ارتكب ابنها الأكبر جريمة سرقة لمحطة وقود، ليدخل السجن لعدة أشهر.
ويحيلنا عنوان الفيلم باللغة الفرنسية "بون مار" إلى اسم واحدة من أكبر الكنائس في مرسيليا، حيث تعيش نور وعائلتها.ويعتبر تتويج الفيلم بهذه الجائزة، نوعا من الاعتراف الجماعي لفريق الفيلم والممثلين الذين يخوضون في معظمهم تجربة أولى في التمثيل.
ودخلت الممثلة حليمة بن أحمد لأول مرة عالم التمثيل لتجسد دور نورا، وقد رافقها مجموعة من المثليين الهواة الذين شاركوا ببراعة في تجسيد دور الأطفال والأحفاد، مما جعل العمل ينساب بشكل واقعي جديد وأحيانا مباشر مركزا على حنان الأم وطيبتها.
ويضم الفيلم الابن إلياس الذي جسد دوره الممثل مراد طاهر بوسة، وموجود ابنة زوجها موريل الذي جسدت دورها جوستين جريجوري، وأمين، وابنها المراهق جاويد، وقد جسد دوره جاويد حناشي هرزي، والابن الثاني أمير (مالك بوشناف)، وصباح (صابرينا بنحمد) وكورالي (نويمي كاساري) وأنيسة (أنيسة بوبكر) ولوديفين (سافيرا).
ويعود الفضل في إنتاج هذا الفيلم، للمنتج الفرنسي التونسي سعيد بن سعيد الذي يشارك هذه السنة في مهرجان كان كمنتج مشترك في ثلاثة أعمال هامة دخلت مسابقات المهرجان المختلفة.
فبالإضافة إلى فليم "الأم الرائعة" فقد حضر اسم سعيد في فيلم "بندات" للمخرج الهولندي بول فيرهوفن، الذي افتتح دورة المهرجان، وفيلم "ترالالا" للأخوين أرنو وجان ماري لاريو.
وقد استلهمت المخرجة قصة الفيلم من حكاية عائلتها التونسية الكبيرة، وذكريات الطفولة، وقد اختارت أن تضع القصة في أجواء الأحياء الشعبية، التي نشأت فيها، حيث لا يزال القهر ينخر جسد العديد من الأسر في جنوب فرنسا، ليخرج الفيلم كنوع من الانتصار لقضايا تلك الطبقة الهشة من المجتمع.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك