دمشق - غيث حمّور
تحقق السينما السورية وجودًا مهمًا في الدورة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي، الذي انطلقت فعالياته، الإثنين 23 أيلول/ سبتمبر في الجزائر، ويستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري، حيث يشارك فيلم (مريم) في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، وهو من إخراج باسل الخطيب، وسيناريو مشترك بينه وبين أخيه تليد، وبطولة: سلاف فواخرجي، ديمة قندلفت، عابد فهد، أسعد فضة، لمى الحكيم، صباح الجزائري، نادين، ميسون أبو أسعد، وإنتاج "المؤسسة العامة للسينما" وشركة "جوى"، كما تم في حفل الافتتاح تكريم الفنان أسعد فضة، إلى جانب تكريم كل من المخرج الجزائري أحمد راشدي والفنانة ليلى طاهر.
ويضم المهرجان ثلاث مسابقات (الفيلم الطويل، الفيلم القصير، الفيلم الوثائقي) ، حيث يشارك في مسابقة الفيلم الطويل أربعة عشر فيلمًا من دول عدة (سورية، تونس، الإمارات، المغرب، الكويت، الأردن، الجزائر، مصر، السعودية، لبنان) ويرأس لجنة تحكيمها المخرج أحمد راشدي، أما مسابقة الفيلم القصير فيشارك فيها تسعة عشر فيلمًا، ويرأس لجنة تحكيمها المخرج التونسي رضا الباهي، بينما يشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي ستة أفلام ويرأس لجنة تحكيمها الناقد الجزائري نبيل حاجي، كما يقام على هامش المهرجان فعاليات عدة منها ورشات عمل وندوات، إضافة إلى تظاهرتي (بانوراما) (عين على رام الله) .
وسبق وأن فاز فيلم (مريم) بالجائزة الكبرى لمسابقة الأفلام العربية في المهرجان الدولي للسينما في مدينة الداخلة المغربية في دورته الرابعة، ويعتبر الفيلم ملحمة للحياة يتَبدَّى من خلالها نبل الوطن والاحتفاء بشموخ المرأة، مُصوِّرًا عبر مفاصل أحداثه متغيرات سياسية واجتماعية، هو لا يقدم قصة تاريخية بالمعنى المتعارف عليه وإنما يروي بشكل انتقائي، قصص ثلاث نساء، أسماؤهن مريم عاشت كل منهن في زمن مختلف عن الآخر، في محاولة لطرح فكرة أن التاريخ يعيد نفسه.
وعاشت مريم الأولى أواخر أيام الاحتلال العثماني للمنطقة العربية وهي فتاة يافعة في قرية صغيرة تحب شابًا ويتعلقان معًا بفرس تكاد تموت، فتحزن عليها وتقوم بحرق نفسها.
أما قصة مريم الثانية فتقفز بنا عبر الزمن ما يقارب الخمسين عامًا، لنصل إلى سيدة أربعينية مسيحية من الجولان، مات زوجها في الحرب وفقدت حماتها في حرب 1967 تحت القصف الإسرائيلي، وتصاب مع ابنتها ثم تموت وتترك ابنتها مع عسكري لا يلبث أن يجعلها في عهدة سيدة مسلمة في دمشق، ومريم الثالثة هي مغنية تعيش زمننا المعاصر، وتحمل في قلبها الكثير من معاني الحب والدفء للماضي.
أرسل تعليقك