خليل أبو عبيد الغناء «النابي» في لبنان يدفن الفن الراقي
آخر تحديث GMT20:21:16
 العرب اليوم -

خليل أبو عبيد الغناء «النابي» في لبنان يدفن الفن الراقي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خليل أبو عبيد الغناء «النابي» في لبنان يدفن الفن الراقي

اللبناني خليل أبو عبيد
بيروت- العرب اليوم

فيديو كليب عاطفي، بكاميرا المخرج بيار خضرا، يعيد المؤلف الموسيقي والفنان اللبناني خليل أبو عبيد إلى الضوء. الأغنية بعنوان «حكايتي»، تشبه الجروح النائمة وهي تستفيق لتخدش وتعض. يأخذه الغياب، ثم يعيده مُحملاً بجمالية فنية. يعترف «الأغنية في بالي منذ ثلاث سنوات، أرجأ الظرف ولادتها»، ويروي ما حدث. تسيطر الأضواء الحمراء على المشهد لتأكيد النزيف. أغنية عن رحيل الأحبة، وما لا يعود إلى الأبد. هي شيءٌ من المرايا الداخلية، في لحظة انعكاس أليم على صفحات الماء الباكي. وهي صمتٌ مُتعب يتوق إلى البوح. «الكل عرفوا حكايتي»، يغني برتبة الحسرات المتصاعدة من الروح. يتأسف للمشهد الفني اللبناني وموجة «الأغنية النابية»: «يا للمستوى الهابط!». نحاوره في جديده، وعن ضريبة الفن الصادق. غضبه مُبرر.

بعد السلام، سؤال: ما سبب الغياب؟ لقد طال، وفي طوله احتمال أن ينسى الناس الغائب ويستغنوا عن حضوره. ألا يخاف خليل أبو عبيد من صفعات النسيان؟ كلمتان: «طبعاً أخاف». يُحمل الظرف المسؤولية: «كنتُ مجبوراً، أوضاع لبنان مُرهقة، إضافة إلى ظروفي الشخصية. آخذ وقتي في ولادة الأغنية، ولا أريدها أن تمر مروراً عابراً. غايتي وصولها إلى الناس، فإن وصلت عوضت الغياب».

أطلق قبل سنتين أغنية «قلبي إلك»، وتوارى. واليوم يعود بـ«حكايتي»، من كلمات نعمان الترس، ألحان أبو عبيد وتوزيعه. «كانت فكرة جاهزة منذ ثلاث سنوات»، يقول. إذن، لِمَ تأخرت؟ يُخبر «الشرق الأوسط» قصتها: «أردتُ تلحينها وتوزيعها، فيغنيها فنان آخر. الرجاء عدم السؤال: من هو؟ سأكتفي بالإجابة عن: ماذا جرى؟ بعدما أصبحت جاهزة، شعرتُ بأنها لي. واحدة من بناتي. لمستني. فاعتذرت من الفنان. ثمة أغنيات تتطلب طبيعة صوت، أكثر مما تتطلب قدرات صوتية. (حكايتي) صعبة، هي مزيج من الفن الإيقاعي والطربي. قد توقِع المغني إن لم تناسب خامة صوته. بينما أُعرب الأغنيات، بين التي لي والتي لغيري، حسمتُ أمري: أريدها».

يسخر ممن يصنفون أنفسهم دائماً «الرقم واحداً»، ويتساءل: «إن كانوا جميعاً الأول، فمن هو الثاني؟ الجمهور يقرر، لا الفنان». يرعبه ما يجري اليوم في لبنان: «هبوط حاد». يستعيد كلمة الفنان فارس كرم، ليُعبر عن سخطه: «قرفتونا». أي أن المشهدية الفنية اللبنانية مثيرة للغثيان. «خصوصاً في السنتين الأخيرتين». يُهاجم الكلام واللحن وطريقة المغنى: «معازية» (نسبة إلى الماعز). ويُكمل بلوعة: «كأن الفن يسير جنباً إلى جنب مع الاقتصاد اللبناني. كلاهما في القعر. تحت الصفر»، مع ترك هامش للاستثناء، «فهناك مَن لا يزال يُنظف الأذن ويخاطب الذوق».

خليل أبو عبيد من الغيارى على الأغنية اللبنانية، يُحضر دكتوراه في أحوالها ومصيرها. «يقتلون هويتها! على أي أغنيات يرقصون في (تيك توك)؟ هذا الهبوط يغطي على الفن الراقي ويدفنه!». ما تفسيرك للعلة؟ «تنتجها سيطرة الفراغ، وعدم محافظة البعض على مستواه. هناك من يتبع مصالحه على حساب النوع. هل المشكلة في تفكيري أم في تفكير الآخرين؟ لا أدري. ما أجزمه هو أن الفن اللبناني ليس بخير». آخ، على لبنان وفنه.

نناقش مسألة الفيديو كليب ودوره في إيصال الأغنية، فيجيب أبو عبيد على سؤال: هل لا يزال الصوت قادراً على الانتشار من دون صورة؟ بالقول: «الأمر يتعلق بمستوى الغناء. فالأغنية النابية تصل من دون كليب. جمهورها عريض. تبدأ القصة على هذا الشكل: هل استمعتَ إلى أغنية فلان؟ كم أنها تافهة وسخيفة! ثم تنتشر بفضل الدعاية وتُحطم الأرقام. الأكيد أن الأغنية المحترمة تحتاج إلى فيديو كليب يوسع انتشارها».

تفاجئه الملايين عبر «يوتيوب» لأغنيات تتغزل بالبط والوز. «ملايين على مقطع من 20 ثانية! يا خي كيف؟». مستوى الاستماع في الأسفل، ومعيار التقبل. تأتي أغنيته الجديدة مثل مطهر يعقم الحيز الموبوء. يمنحها المخرج بيار خضرا أنفاساً حقيقية. لا تعني خليل أبو عبيد الأسماء الكبيرة في الإخراج، لمجرد أنها أسماء كبيرة. تعنيه الفكرة، البساطة، محاكاة العاطفة. يأخذ الكليب الخيال إلى حيث يريد الغناء. ترحل الحبيبة ويبقى حضورها. في الصور والشوق والعذابات.

يهم أبو عبيد التأكيد: «أردتها أغنية قريبة من الشارع، بلغتها وموضوعها، لا أغنية شوارعية». يرى «الثمن غالياً»، عندما يقرر الفنان رفض الانزلاق وركوب الموجة. «خدمتُ فني باللحم الحي، وأفعل ما أستطيع عليه من أجل هوية الأغنية اللبنانية». ولمن يقول إن الوضع اللبناني المُنهك يجعل الجمهور لا يفكر سوى بلقمة المعيشة، يرد: «إذن، كيف تمتلئ المطاعم والملاهي الليلية اللبنانية بالراقصين على وَقْع الأغنية الهابطة؟ كيف لا يريدون غناءً راقياً، لكنهم يريدون غناءً نابياً؟ أي مفارقة وأي جنون؟».

«كترة ما صاحبت الوجع/ صاير أنا لـعم وجعو»، يغني في «حكايتي»، أمتألمٌ أنت؟ «الجمال يولد من الألم»، صحيح. يُحبطه الوضع اللبناني، ويتساءل: «أين الوطن لنغني له؟». جهز أغنيتين عن المقتلة اللبنانية ولم يُصدرهما. «ما كان إلى نفس». معذور، حتى الحماسة جثة في لبنان.

قد يهمك ايضًا:

الفنان المصري محمد رمضان يتصدر تريند "يوتيوب" بأغنية "ثابت"

 

المطرب عمرو دياب يتعاون مع أحمد إبراهيم في أغنية جديدة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خليل أبو عبيد الغناء «النابي» في لبنان يدفن الفن الراقي خليل أبو عبيد الغناء «النابي» في لبنان يدفن الفن الراقي



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:06 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق تنانير الكشاكش القصيرة لخريف وشتاء 2024
 العرب اليوم - تنسيق تنانير الكشاكش القصيرة لخريف وشتاء 2024

GMT 19:12 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لجعل غرفة المعيشة دافئة ومناسبة لفصل الشتاء
 العرب اليوم - نصائح لجعل غرفة المعيشة دافئة ومناسبة لفصل الشتاء

GMT 14:17 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش السوداني يحقق انتصاراً في جبل موية
 العرب اليوم - الجيش السوداني يحقق انتصاراً في جبل موية

GMT 18:45 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شمس الكويتية تغنّي حواراً بين فيروز وزياد الرحباني
 العرب اليوم - شمس الكويتية تغنّي حواراً بين فيروز وزياد الرحباني

GMT 00:20 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!

GMT 00:42 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 22:40 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية

GMT 23:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

غارات إضافية على الضاحية الجنوبية لبيروت

GMT 19:52 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في السودان

GMT 17:23 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلى يعترض مسار طائرة إيرانية فوق العراق

GMT 23:25 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما

GMT 02:58 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاحتلال يستهدف مناطق متفرقة في الجنوب ويقتل المدنيين

GMT 23:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتصدى لـ30 قذيفة أطلقت من لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab