«آفاق العصر الأمريكى»
آخر تحديث GMT22:30:23
 العرب اليوم -

«آفاق العصر الأمريكى»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - «آفاق العصر الأمريكى»

عمار علي حسن

بعد سنوات قليلة من انفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم كقطب وحيد إثر انهيار الاتحاد السوفيتى عاد كثيرون يتساءلون عن «حدود قوة» واشنطن، وما إذا كان بوسعها أن تفعل ما تريد بلا قيود ولا سدود، أم أن هناك ما يغل إرادتها ويكبح جماحها؟ فأنتجت إجاباتهم تصورات تمتزج بين «التفكير بالتمنى»، أو تحليل معطيات واقع يتجدد بلا هوادة، أو الاتكاء على مؤشرات محددة فى قياس رحلة صعود وهبوط القوى العظمى، وراح باحثون يطرحون احتمالات السير بخطى سريعة إلى نظام «متعدد الأقطاب»، وأخذ آخرون يبحثون عن العوامل المادية والمعنوية التى تساهم فى تحلل وتفكك الإمبراطورية الأمريكية تدريجياً، وغيرهم يختبرون مسألة «السيادة» فى ركاب العولمة الجائحة، ومسألة النفوذ فى ظل التنافس الدولى فى المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية، من دون أن يقدم أحد إجابات حاسمة عن الأسئلة المطروحة. كل هذه القضايا مثلت الموضوع الأساسى لكتاب الأستاذ الدكتور جمال سند السويدى، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، والذى أعطاه عنوان «آفاق العصر الأمريكى.. السيادة والنفوذ فى النظام العالمى الجديد»، بادئاً إياه بعبارة دالة تقول: «الكون فى حالة حركة دائبة والعالم يمر بأطوار من التغيير قد تزداد وتيرة سرعتها أو تقل وفق الأحداث والتطورات الجارية، لذا فإن هناك دولاً وقوى ومؤسسات وهيئات وذهنيات وأفكاراً تتغير بالوتيرة ذاتها من التسارع أو تتغير بشكل أبطأ أو ربما تفضل الجمود والبقاء فى المكان، وهذا فى مجمله لا يؤثر فى حقيقة التغير الحاصل من حولنا، الذى هو دافعى الأساس إلى تقديم رؤيتى هذه بشأن حاضر النظام العالمى الجديد ومستقبله». يبدأ الكتاب بشكر مؤلفه لكل من عائلته وللمسئولين بدولة الإمارات والمحررين والمدققين وأخصائى المعلومات والمراجعين بمركز الإمارات الذين ساعدوه فى توفير المادة العلمية، ثم ينطلق فى تشريح بنية القوى فى النظام العالمى الجديد، والمفاهيم والسمات التى يحملها، والعوامل المؤثرة فى تكوينه، والمنعطفات التاريخية الفارقة فى مسيرته، والعناصر الاقتصادية المتحكمة فيه، لا سيما فى التجارة والطاقة، واتجاهات الجمهور حوله، والتغيرات البنيوية المتوقعة له وتأثيراتها، وأخيراً مستقبله فى العقود المقبلة. لا يجارى الكتاب ما هو سائد حول تراجع النفوذ الأمريكى فى العالم، بل ينتقد هذه الرؤى ويتعامل معها بوصفها اجتهادات ناقصة أو متسرعة أو مجتزأة أو قائمة على الدعاية السياسية البحتة أو التفكير بالتمنى، وهنا يقول الكاتب: «هناك أطروحات وأدبيات سياسية كثيرة فى السنوات الأخيرة تناولت ما عُرف بنهاية العصر الأمريكى، وبروز عالم ما بعد أمريكا، والحديث عن عالم بلا أقطاب وغير ذلك من أطروحات لها وجاهتها وأسانيدها العلمية والبحثية، ولكنى أحتفظ بمبررات الخلاف مع هذه الأطروحات.. فالمؤكد أن تفوق الولايات المتحدة فى المجالات العسكرية والتقنية والعلمية والثقافية والتعليمية ومجال النقل، فضلاً عن قدرتها على التجدد والتكيف، يشكك فى إمكانية بروز قوى موازية لها فى قيادة النظام العالمى الجديد خلال العقود الثلاثة المقبلة على أقل تقدير». وبناء على هذا يرمى الكاتب إلى دراسة النظام العالمى الجديد، بواقعية وتدقيق، عبر مناقشة أبعاده الزمنية الثلاثة، الفائتة والآنية والآتية، وتكوينه وتطوراته للتعرف على مدى تأثيره فى العلاقات بين الدول ودوره فى مواجهة الأخطار المحدقة بالبشرية مثل نضوب الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة والمياه، وتغير المناخ والاحتباس الحرارى، واتساع الهوة بين الدول المتقدمة والمتخلفة بفعل «فائض القيمة التاريخى» أو فجوة التقنية، ومشاكل الهجرة والعمالة والإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار أسلحة الدمار الشامل. لكن هناك رؤى مختلفة تبين أن العصر الأمريكى قد لا يمتد طويلاً، وأن قوة الولايات المتحدة غير مطلقة، وهو ما سأتناوله غداً إن شاء الله تعالى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«آفاق العصر الأمريكى» «آفاق العصر الأمريكى»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم
 العرب اليوم - إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم

GMT 08:19 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 العرب اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 18:05 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة اسرائيلية تستهدف "مبنى سكني" في ريف دمشق في سوريا
 العرب اليوم - غارة اسرائيلية تستهدف "مبنى سكني" في ريف دمشق في سوريا

GMT 04:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب إيران... وترامب أوكرانيا

GMT 04:04 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ــ ترمب... لماذا الآن؟

GMT 21:24 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج "شات جي بي تي" يعود للعمل بعد انقطاع قصير

GMT 18:10 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدوك يحذر من حرب أهلية في السودان 4

GMT 19:13 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثل الأمريكي توني تود بطل فيلم Candyman

GMT 21:19 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يعلن حصيلة جديدة لعدد ضحايا الغارات الإسرائيلية

GMT 10:22 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تعود للحفلات بمصر بعد غياب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab