الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها

النجم اللبناني عاصي الحلاني
بيروت ـ العرب اليوم

يختم عاصي الحلاني الموسم الثاني من برنامج «السيرة» مع وفاء الكيلاني بسرد يختار له عنوان «سيرة فارس لن يسقط عن صهوة جواده». في مكتب داخل مكتبة، حيث نوستالجيا الداكتيلو والغراموفون، يعود طفلاً في التذكُر والحكايا. تفتح محاورته كتابه، وتواجهه مع صفحات العمر. وقد كان شيّقاً، مكثّفاً بالتجارب. فردٌ في عائلة تتكوّن من 13 أخاً وأختاً، اسمه الحقيقي محمد، حلم بين سنابل القرية بنجومية ظنّ بلوغها مستحيلاً. تكلّف والده براتب شهر ليشتري عوداً له، هو المتأكد منذ الصغر بأنّ الأحوال ضيّقة لكن الأحلام بحجم الكون.
ضيفها لاعب ماهر مع الظروف، تحاول التسديد فيصدّها. سكن 15 فرداً في منزل من غرفتين، فتعلّم محمد القناعة خارج معزوفة التذمر والشكوى. باكراً تحمّل المسؤولية وراح يبحث عن مصدر دخل. بلمعان الأسئلة وذكاء التمهّل أمام المحطات، تنقّب الكيلاني في أعماق الحلاني. يردّ بابتسامة على أكثر فصول الحياة مرارة، كالخطف في الحرب الأهلية أو خسائر الأحبة في العائلة. كأنّ بعض أثقال الماضي تستعيد خفّتها لمجرد تحوّلها درساً في الصلابة وأمثولة في القوة.
تقلّب أمامه الصفحات، منها خفقان القلب وشعور الأبوّة وسُلّم الفن وقسوة الصعود حين تخذله الظروف. الكيلاني فنانة تفاصيل، تلاحق الصغيرة والكبيرة. لا تهدأ حتى تتسرّب وتتشرّب. ولا تغفل عن جانب في الضيف، أكان معتماً أم مضيئاً، متوافراً أم يتطلب التنقيب والحفر. بدا الحلاني كتاباً مفتوحاً أمامها. وتقريباً، سلّمها نفسه لاختراقها والتنزّه في صميمها. تحضّه على النطق حيث بعض الصمت، وعلى قصّ الحكايا للمرة الأولى. لم يطل عاصي الحلاني ليقدّم «سيرة» مثالية. فهو ابن اللحظات الفقيرة والعمل في سن مبكرة. يفتح كتابه ليفاخر بما خطّه بعرق جبينه منذ عمله مساعداً لحلواني ولم ترقه الحرفة، فاستبدلها بعد ثلاثة أشهر بعمله مساعداً لنجار في «منشرة» جعلته يحصل على راتب يؤكد إحساسه بالرجولة. لا تطرح محاورته سؤالاً لتنال جواباً. تطرحه لتطوي صفحة بعد المداواة بالبوح. وهذه هوايتها المفضلة أمام الكاميرا: أن تقتحم الطابق المستور، ثم ترتّب دواخل الضيف بعد محاولات تفكيك غالباً ما تنتهي بالإبهار والتفرُّد.
إن أعاد مشاهدة الحلقة («دي إم سي») سيقف مذهولاً أمام فصول حافلة بالوصول. علّمت على وجهه صفعة الأب الأولى حين شعر بأنّ الابن يتقاعس في الدراسة. وعوض مصارحته بحقيقة الرسوب، باغته بأكذوبة النجاح، فاكتشف الأمر وسدّد «الكف»، أو «القلم» باللهجة المصرية. أراده، كبراءة الآباء في مصادرة شغف الأبناء، أن يصبح مهندساً أو طبيباً. لم يخطر له أن يصبح «فارس الأغنية»، بالفولكلور الذي ميّزه في «استوديو الفن» والأغنية الشعبية اللبنانية وصدى المواويل في حقول السنابل: «كلما السنونو فارقت قرميدها بغيب من عمري سنة... وكلما العريشة بكيت عناقيدها بترحل دِني بتبقى دِني».
تحدّثه طويلاً في الحب والزواج والعائلة، وعلى طريقتها في «المكر» الإعلامي، تسأله لِمَ أبقى زواجه من ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس سراً لسنة؟ هل لأنها المراهقة التي يرغب في امتداد فصولها؟ أم لأنها «ضرورات» الشهرة لإرضاء خفقان المعجبات؟ يتجنّب افتعال أي جواب، وفي الحلاني كثير من العفوية. 25 سنة مرت على زواجه، ووفق الكيلاني: «قمر أنجبت ثلاثة أقمار»، اثنان ميّالان للفن وفسحاته وثالثة اختارت باريس لاحتراف الطبخ بدعم من الوالد المُدرك أنّ النصيحة تنفع والإرشاد ينفع، لكن إرغام الأبناء والاستبداد بخياراتهم سيؤول إلى الفشل.
ابن مِزْين الحلاني الذي رفض المجيء بضرّة لمريم المتـأخرة في إنجاب الذكور. تلك الأم التي باعت سلسلة ذهبية لتساند الابن الموهوب في تسجيل أغنية. يستوقف محاورته وجود اسمين في الرجل: «متى تكون محمداً ومتى تكون عاصياً؟ ولِمَ يغلب عاصي محمداً؟». يردّ بفرح على أسئلتها، وإن استنكر «تهماً» توجّهها إليه لتُخرج منه حقيقة صورته عن نفسه. يرفض أنه تخلّى عن محمد ونزعه منه، وإن احتل عاصي مساحة أوسع. محمد الذي عمل باكراً لتدبير أقساط المعهد، والذي سعى بجهد خلف الفرص الأولى، يعتزّ به ولم يُرد له اسما آخر. لكنها موضة تلك الأيام، تجلّي النجومية بأسماء أخرى، فاختار عاصي تيمّناً بعاصي الرحباني المتوفّي في اليوم نفسه لولادة محمد باسم عاصي الحلاني.
برغم بساطتها، اتخذت الأم قراراً صارماً بمنع شبابها الثلاثة من الالتحاق بميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية. جنّبتهم الاقتتال الطائفي وروائح الذبح على الهويات. ومع ذلك، لم يسلم محمد المراهق، فاختطفه مسلّحون مع رفيق له كانا يصطادان في الجبال، وأرغموهما مع تكبيل الأيدي على الإجهار بالانتماء لحزبهم. «إنه أصعب أيام الحياة»، يقول ابن الحلانية في مدينة بعلبك البقاعية. وينعت الطائفية بالجرثومة. هي اليوم، كالأمس، علّة الوجود اللبناني وخرابه.
وسرد الذكريات الطريفة كمشاغبات الطفولة وسرقة البطيخ في الليالي. وماذا أيضاً؟ «الذرة» ونسمّيها في لبنان «العرانيس» والحمّص الأخضر ونسمّيه «أم قليبانة». ابنه الوليد على خطاه في مغامرات الليل على الحقول المجاورة. وفي الغناء والموهبة، ابن أبيه.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عاصي الحلاني يكشف عن مهنته قبل الفن والسبب وراء ضرب والده له

عاصي الحلاني يعلق على تكريمه فى مهرجان نجم العرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab