دمشق ـ العرب اليوم
دخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا حيز التنفيذ، منتصف الجمعة، في قطاعات واسعة من سورية التي مزقتها الحرب، بعدما وافقت فصائل متمردة رئيسية وحكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، وأكبر الميليشيات الكردية على الالتزام بـ«وقف الأعمال العدائية».
وقالت جماعة مراقبة إن الهدوء ساد في معظم الجبهات بعد فترة وجيزة من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقال رامي عبدالرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إنه بعد منتصف الليل لم يسجل المرصد أي قصف أو معارك في حماة وحمص واللاذقية وبعض المناطق في حلب وكذلك درعا.
وتابع «عبدالرحمن» أن الطائرات الحربية الروسية لم تقلع من مطار حميميم العسكري في محافظة اللاذقية الساحلية بعد منتصف الليل، وقال أحد النشطاء، ويدعى فادي، إنه كانت هناك اشتباكات عنيفة وقصف قبل منتصف الليل في منطقة داريا في ضواحي دمشق، ولكن بعد منتصف الليل ساد الهدوء ولم يتم تسجيل أي انتهاكات حتى الآن.
في غضون ذلك، قال الجيش السوري إنه سيستبعد داريا من وقف إطلاق النار، لأن هناك مقاتلين تابعين لجبهة النصرة في المنطقة، وهو اتهام ترفضه جماعات المعارضة في البلدة، ويستثني الاتفاق تنظيم داعش وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والجماعات الأخرى التي تصفها الأمم المتحدة بأنها إرهابية.
وقالت المعارضة إن 97 فصيلا من فصائل المعارضة انضمت إلى الاتفاق وستلتزم بالاتفاق لمدة تصل إلى أسبوعين، إلا أنها أعربت عن شكوكها في أن الحكومة سوف «تستغل» الاتفاق لتعزيز مواقعها.
من جانبه، رفض زعيم جبهة النصرة، أبومحمد الجولاني، الهدنة ودعا إلى شن هجمات جديدة ضد الحكومة، وكثفت روسيا، التي بدأت الغارات الجوية في سورية في سبتمبر لدعم حليفها الرئيس السوري الأسد، من ضرباتها الجوية في الساعات التي سبقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث قصفت مناطق المعارضة في شتى أنحاء البلاد.
بينما اعترفت الولايات المتحدة بوجود أسباب وجيهة للتشكك بشأن هذا الاتفاق، فهناك أمل في أنه يمكن على الأقل أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي مستورا، إن محادثات السلام السورية ستعقد في 7 مارس المقبل إن صمد وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل الجمعة بتوقيت دمشق.
وأضاف «دي مستورا»: «على افتراض.. أن وقف الأعمال العدائية سيصمد إلى حد كبير، إن شاء الله، واستمر وصول المساعدات الإنسانية دون انقطاع، نعتزم استئناف المحادثات السورية الاثنين الموافق 7 مارس»، متابعا أن السبت، وهو اليوم الأول من وقف إطلاق النار سيكون «حاسما»، ودعا الأطراف إلى إظهار ضبط النفس.
أرسل تعليقك