واشنطن - رولا عيسى
اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأن مجلس الأمن فشل في سورية؛ بسبب انقسام القوى الكبرى التي حالت من دون إنهاء الصراع الذي راح ضحيته مئات الآلاف من الأرواح، وتسبب في نزوح عدد كبير من اللاجئين، وأبرز في تصريحات صحافية، أنّه كان ينبغى على روسيا والصين النظر أبعد من مصلحتهما، والكف عن عرقلة عمل مجلس الأمن حول النزاع في سورية، فيما وصل تدفق اللاجئين نحو أوروبا إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد بان كي مون: "نحن في حاجة إلى بعض التضامن، ووحدة الهدف، لا سيما بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن؛ فعندما ينقسموا يصبح من الصعب على الأمم المتحدة أن تعمل، استمريت في حث أعضاء مجلس الأمن على النظر أبعد من مصلحتهم الوطنية والبحث عن المصلحة العالمية".
وأوضح، أنّه "عندما يكون أعضاء مجلس الأمن متحدون نشهد معالجة سريعة للقضايا تماما كما حدث في التحقيق الذي يخص الأسلحة الكيميائية في سورية".
وعلى الرغم من أنّ بان كي مون لم يسم روسيا والصين في حديثه؛ إلا أنّ البلدان حالا من دون اتخاذ قرارات تنتقد الحكومة السورية، وتهدد بفرض عقوبات أو الضغط عليها؛ من أجل التوصل إلى تسوية عن طريق المفاوضات، ففي العام الماضي، استخدمت موسكو والصين حق النقد "الفيتو" ضد خطوة يدعما الـ13 عضوًا الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن؛ لإحالة النزاع السوري إلى محكمة الجنايات الدولية لإجراء تحقيقات، في حين دعم هو إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية قائلًا: إن تحقيق العدالة هي حق أساسي للشعب السوري.
وأبرز، أنّه "العار والغضب" في المجتمع الدولي بسبب "العجز عن وقف الحرب" في سورية، وعلق أنّ مصداقية الأمم المتحدة باتت على المحك نتيجة لذلك، فيما تشير تقديرات إلى أنّ عدد القتلى في سورية وصل إلى 300.000 في حين أنّ نصف السكان الذين يبلغ تعدادهم 22 مليونًا؛ نازحون.
ووصف المفوض السامي للشئون اللاجئين في الأمم المتحدة، أزمة النازحين، بأنها تعتبر أكبر أزمة للاجئين في جيل واحد، حيث نزح حوالي أربعة ملايين شخص إلى البلدان المجاورة، نصفهم في تركيا فيما ذهب عشرات الآلاف عبر رحلات صعبة وخطيرة إلى أوروبا، بينما بيّنت المفوضية، أنّ ما يقرب 350 ألف سوري طلبوا حق اللجوء السياسي في أوروبا منذ بداية الحرب.
وفي آب/اغسطس، صرح الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه متأكد أنّ روسيا ستواصل دعم حكومته، وذكر في مقابلة لقناة "المنار" التابعة لحزب الله: "لدينا ثقة كبيرة في الروس؛ لأنهم أثبتوا خلال هذه الأزمة، ولأربعة أعوام، أنهم صادقون وشفافون في علاقتهم معنا"، ووصف روسيا "بالمبدئية"، في حين أنّ الولايات المتحدة "تخلت عن حلفائها وأصدقائها".
وكان الرئيس باراك أوباما، دعا الشهر الماضي، الروس والحليف الاقليمي لسورية، إيران، إلى الاعتراف بأن المستقبل ليس في صالح الأسد، وأقر خلال تصريحات صحافية، حول مستقبل الأمم المتحدة في ذكرها الـ70 التي تحل خريف هذا العام، أنّ المطالب تعالت لإجراء اصلاحات في مجلس الأمن، موضحًا أنّ هناك الكثير من الأفكار المثيرة للاهتمام تم اقتراحها من الدول الأعضاء، وهناك شعور متعاظم ووجهات نظر لدى الدول الأعضاء تأخذ في عين الاعتبار التغيرات الجذرية التي تحدث في المجال السياسي والأمني، علمًا أنّه يجب على إثرها أن يتغير مجلس الأمن في طريقة أكثر ديمقراطية وشفافة وقابلة للمساءلة.
في حين، أنّ العالم يشعر بالإحباط لعرقلة روسيا وبكين؛ إنهاء الحرب في سورية، وبالتالي إنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، والعديد من الانتقادات تعالت من استخدام حق النقد "الفيتو" لمصلحة سياسية ضيقة، مثل استخدام الولايات المتحدة الأميركية "الفيتو" مرات عدة للحيلولة من دون محاسبة "اسرائيل".
أرسل تعليقك