واشنطن _ العرب اليوم
ضمن خططها الجديدة في ترتيب الأوراق وتوزيع القوى، تعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على وضع خطة متكاملة لتقديمها إلى الكونغرس قريباً، بشأن قواتها العسكرية حول العالم، وإعادة ترتيب تلك القوات وتوزيعها بالشكل الذي يخدم مصالحها. كما أن إعادة توزيع المتطلبات والمعدات العسكرية أيضاً، ستكون ضمن المهام التي تعمل عليها وزارة الدفاع (البنتاغون)، إذ صرّح الجنرال جيمس سليف رئيس قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية، بأن القوات الجوية والطائرات العسكرية هي ضمن الخطط التي تعمل عليها الوزارة لتحديد ما هي طبيعة تلك الطائرات التي سيتم استخدامها، وأين سيتم إرسالها. وقال سليف في ندوة مرئية مساء أول من أمس من تنظيم معهد ميتشل لدراسات الفضاء، إن الطائرات الجديدة
متعددة المهام، إذ يمكنها القيام بمهام استطلاعية وقصف قوات العدو في وقت واحد، معتبراً أنها هي مفتاح مستقبل القوات الخاصة الأميركية في أفريقيا، وهذا يعني أن الطائرة يمكنها جمع المعلومات الاستخبارية وضرب أهداف العدو على الأرض. ويرى الجنرال الأميركي أن مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة في أفريقيا التي تشكل تهديداً للولايات المتحدة، تحتاج إلى الاستمرار في العمل ومواصلة الضغط عليها في أجزاء محددة من أفريقيا، وليس فقط على نطاق واسع، رغم أنه في أي مكان يوجد فيه متطرف، ولكن على وجه التحديد يوجد أولئك الذين يشكلون تهديداً خارجياً. وأضاف: «تُعد الطائرات الجديدة، هي أحدث محاولة للقوات الجوية في مجال طائرات مكافحة التمرد، وتعد الأرخص في عالم الطيران من الطائرات المقاتلة عالية الأداء، لكن المشرعين في الكونغرس لم يسمحوا بمنح البنتاغون ميزانية كافية والتي كانت ستسمح للقوات الجوية بالبدء في
شراء الطائرات هذا العام». وتفاءل الجنرال جيمس سليف بأن القوات الجوية ستحصل على موافقة الكونغرس، بعد أن بدأت الإدارة الجديدة بالعمل في إعادة ترتيب خططها والعمل مع الكونغرس في تقديم المتطلبات والاحتياجات اللازمة للقوات العسكرية الأميركية، مضيفاً: «أعتقد أن قيادة العمليات الخاصة الأميركية ستكون قادرة على أن تثبت للكونغرس أن هذا برنامج قابل للتطبيق، وأنه مطلوب لبيئة التشغيل المستقبلية». وأوضح أن قيادة العمليات الخاصة الأميركية تخطط لإجراء عروض طيران لعدد من الطائرات في الأشهر المقبلة، وستحدد نتائج هذه التجارب المسار الذي سيتم اتخاذه، ومن المتوقع أن تحل الطائرة المسلحة الجديدة محل أسطول قديم من طائرات الاستطلاع، والمعروفة بـU - 28 غير المسلحة.
لسنوات، فكرت القوات الجوية في شراء أسطول من طائرات الهجوم الخفيف التي تعمل بالمروحة، لكنها لم تتجاوز مرحلة العرض كما قال سليف، «إن الجهد الأخير مختلف». وأشار إلى أن هذه الخطوة ليست إعادة صياغة لبرنامج الهجوم الخفيف لسلاح الجو، بل هي أكثر من منصة متعددة الأدوار يمكنها تقديم أداء مستوى متقدم في تسليم الذخائر الدقيقة.
وأفاد بأنه خلال الحربين في أفغانستان والعراق، كانت المقاتلات والقاذفات والطائرات الهجومية الإلكترونية وطائرات الاستخبارات وناقلات التزود بالوقود تطير فوق الهدف في «كومة» فوق بعضها البعض بين 10000 و25000 قدم، معتبراً أن ذلك كان خطيراً وغير فعال من حيث التكلفة، لمكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة.
يذكر أن الإدارة الأميركية السابقة، استكملت قبل خروجها من السلطة بيومين، سحب قواتها العسكرية من الصومال، والتي كانت تتراوح تقريباً بنحو 700 جندي أميركي. في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي، أكد الكولونيل كريستوفر كارنس المتحدث باسم «أفريكوم»، أن إعادة تنظيم القوات اكتمل قبل الموعد النهائي، لكنه لا يزال هناك وجود أميركي «محدود للغاية» في الصومال، مشددا على أن «تركيزنا يظل ثابتا ومركزا على حركة الشباب الصومالي الإرهابية... لن يكون من الحكمة لهم أن يختبرونا».
وكانت القوات الأميركية في الصومال تساعد الحكومة المحلية في السنوات الماضية وقوات الأمن الصومالية في الحرب على «حركة الشباب»، كما كانوا يقدمون تدريبات للقوات الصومالية الخاصة المعروفة بـ«دنب». وقال مسؤولون عسكريون أميركيون في وقت سابق، إن معظم الأفراد سيتم نقلهم إلى الدول المجاورة مثل كينيا، لكن كارنز لم يقدم تفصيلا للمكان الذي تم نقل القوات الأميركية إليه في أفريقيا «بسبب العمليات الجارية».
أرسل تعليقك