لندن - العرب اليوم
تسعى رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، اليوم الأحد، إلى إبرام اتفاق مع حزب صغير فى أيرلندا الشمالية، للبقاء فى السلطة، بعد أن فقد حزبها أغلبيته البرلمانية، فى مقامرة انتخابية قبل أيام من بدء مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبى.
وبعد الضعف الذى أعترى مكانة "ماى"، ظهرت تقارير تشير إلى أن تحركات تجرى داخل حزب المحافظين للإطاحة بها من زعامته فيما يصر زعيم حزب العمال المعارض، جيريمى كوربين، على أنه يمكن أن يحل محلها فى السلطة.
وأعلن مكتب ماى، فى داوننج ستريت، أمس السبت، الموافقة على "مبادئ اتفاق أولى" مع الحزب الديمقراطى الوحدوى، فى أيرلندا الشمالية، المؤيد للانسحاب من الاتحاد الأوروبى، لكن الحزب شكك فى ذلك بعدها بساعات.
وقال الحزب "المحادثات حتى الآن إيجابية، والمناقشات ستستمر الأسبوع المقبل للعمل على التفاصيل للتوصل لاتفاق بشأن ترتيبات للبرلمان الجديد". وكانت هذه إهانة أخرى لـ"ماى"، وإشارة إلى أن الحزب الذى يركز بقوة على تعقيدات المشهد السياسى فى أيرلندا الشمالية، لن يكون بالضرورة شريكا طيعا فى حكومة الأقلية التى تسعى لتشكيلها.
وتسبب بيان الحزب الديمقراطى الوحدوى، فى إحراج "داوننج ستريت"، مما دفعه لإصدار رد صيغ بعناية فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وقال البيان، إن "ماى، تحدثت مع الحزب الديمقراطى الوحدوى، لمناقشة إبرام اتفاق الأسبوع المقبل".
وأضاف المكتب، فى بيان، "سنرحب بالموافقة على مثل هذا الاتفاق، لأنه سيوفر الاستقرار، واليقين، وهو ما تحتاجه البلاد بأسرها فيما نبدأ الانسحاب من الاتحاد الأوروبى".
ومن جهته، قال كوربين، لصحيفة صنداى ميرور، إنه يرى إمكانية لتولى السلطة، رغم أنه لم يتضح كيف سيتمكن من كسب تأييد الأغلبية فى البرلمان، وقال "ما زال بإمكانى أن أكون رئيسا للوزراء، الأمر لا يزال ممكنا بكل تأكيد".
وكانت ماى، دعت إلى انتخابات مبكرة لتقوية موقفها فى محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبى، وهى واثقة من زيادة عدد مقاعد حزب المحافظين التى ورثتها عن سلفها ديفيد كاميرون، وفى بداية الحملة الانتخابية، تمتع حزبها بالصدارة بفارق وصل إلى 20 نقطة أو أكثر على حزب العمال، لكن النتيجة جاءت بتقليص أغلبيتها بعد حملة انتخابية ضعيفة وتحد قوى على غير المتوقع من العمال، مما تركها فى موقف لا يسمح بتشكيل حكومة دون دعم الحزب الديمقراطى الوحدوى.
وقال كوربين، إن انتخابات جديدة قد تجرى هذا العام أو بداية العام المقبل، بعدما لم تسفر انتخابات الخميس، عن نتيجة حاسمة. وقال كوربين، لهيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى)، "من الممكن جدا إجراء انتخابات هذا العام أو بداية العام المقبل، وربما هذا أمر جيد، لأنه لا يمكننا الاستمرار وسط قدر كبير من عدم الاستقرار".
أرسل تعليقك