واصل السكان الذين خرجوا من بلداتهم المحاصرة فى سوريا الجمعة طريقهم نحو وجهتهم المقررة بعد انتظار دام نحو 488 ساعة قضوها فى حافلاتهم على نقطتى عبور بعد أن توقفت العملية اثر تفجير دامٍ قبل عدة أيام، وظهور تباين فى الدقائق الآخيرة.
ولدى اتمام عملية إجلاء هذه الدفعة من سكان المدن الأربعة، تنهى المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة لاخراج نحو 11 الف شخص من مكان اقامتهم.
وانتظر نحو 3300 شخص ممن غادروا منازلهم طويلا على متن نحو 60 حافلة فى منطقتى عبور منفصلتين على اطراف مدينة حلب (شمال). وتوقفت، منذ مساء الاربعاء، نحو 45 حافلة تقل مدنيين ومسلحين من بلدتى الفوعة وكفريا (ريف ادلب) المواليتين للنظام فى منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة المعارضة.
كما انتظرت نحو 11 حافلة تقل المدنيين والمسلحين من مناطق سيطرة المعارضة (الزبدانى وسرغايا والجبل الشرقي) فى منطقة الراموسة التى تسيطر عليها قوات النظام جنوب مدينة حلب.
وتوقفت العملية بعد المطالبة بالافراج عن 750 معتقلا لدى النظام. وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن الحافلات "استأنفت طريقها" نحو وجهتها النهائية المقررة.
الا أنه لم يكن بمقدوره التاكد فيما اذا تم اطلاق سراح المعتقلين ام لا. وأشار إلى أن "11 حافلة غادرت منطقة الراموسة نحو ريف ادلب" التى تسيطر عليها فصائل المعارضة فى شمال غرب البلاد.
وبالتزامن "غادرت 10 حافلات منطقة الراشدين باتجاه مدينة حلب"، ثانى أكبر المدن السورية، والتى سيطرت عليها القوات الحكومية منذ شهر ديسمبر بشكل كامل، بحسب مدير المرصد. وأكدت وكالة الانباء الرسمية (سانا) "وصول 10 حافلات إلى مدينة حلب تقل على متنها العشرات من أهالى كفريا والفوعة تمهيدا لنقلهم إلى مركز جبرين للاقامة المؤقتة".
وبدأت عمليات الإجلاء الأسبوع الماضى إلا أنها تأخرت اثر تفجير انتحارى السبت أدى إلى مقتل 126 شخصا، 68 منهم اطفال، على نقطة عبور فى الراشدين. واتهم النظام الفصائل المقاتلة بتنفيذ الهجوم لكن المعارضة نفت الامر، ولم تتبن أى جهة هذا التفجير الدامي.
وأكد الموفد الاممى إلى سوريا ستافان دى ميستورا الخميس أن منفذى الاعتداء ادعوا انهم موظفو اغاثة، وقال أن "احدهم تظاهر بأنه يوزع مساعدات وأحدث هذا الانفجار الرهيب بعدما اجتذب اطفالا". وافاد شهود عيان أن سيارة كانت توزع اكياس البطاطا المقرمشة للاطفال انفجرت بالقرب من الحافلات التى تقل السكان.
وتجنبا لاى تفجير اخر، تمت العمليات تحت مراقبة مشددة من قبل العشرات من مسلحى المعارضة الذين قاموا بحراسة الحافلات المركونة فى منطقة الراشدين.وتعد هذه العملية آخر عملية اجلاء للبلدات المحاصرة، وبخاصة تلك التى تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، فى هذا البلد الذى ينهشه النزاع منذ اكثر من ست سنوات.
ووجدت الفصائل المقاتلة، التى خسرت عددا من معاقلها على يد النظام المدعوم من روسيا، نفسها مضطرة إلى التوقيع على اتفاقات اخلاء لعدد من معاقلها. من جهتها، اعتبرت المعارضة "ان عمليات الاجلاء القسرى بمثابة جريمة بحق الانسانية".
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق بعد شهرين، فى حزيران/يونيو، وتتضمن اجلاء نحو 8 الاف شخص من الفوعة وكفريا والالاف من المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة فى ريف العاصمة دمشق.
واكد يان ايغلاند الذى يرأس مجموعة عمل اممية لبحث المساعدات الانسانية فى سوريا "ستجرى عمليات اجلاء كثيرة فى اطار اتفاقات متشعبة لم تشارك فيها الامم المتحدة" مضيفا أن تلك الاتفاقات "منبثقة من منطق عسكرى لا انساني".
أرسل تعليقك