واشنطن - العرب اليوم
قال دبلوماسيون ونشطاء، من المتوقع أن تشير إن الولايات المتحدة غدا الثلاثاء، إلى أنها قد تنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما لم يتم الإعلان عن إصلاحات تشمل إنهاء ما تعتبره "انحيازا ضد إسرائيل".
وقالت نيكى هيلى سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، والتى تتولى منصبا بدرجة وزير فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى إن واشنطن ستقرر ما إذا كانت ستنسحب من المجلس بعد انتهاء دورته التى تستمر ثلاثة أسابيع فى جنيف هذا الشهر.
وفى عهد ترامب ابتعدت الولايات المتحدة عن سياسة خارجية تنتهجها منذ عقود بابتعادها عن التعددية. وأثار قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس المناخى الأسبوع الماضى انتقادات من حكومات فى مختلف أرجاء العالم.
وكان موقف المجلس من إسرائيل نقطة شائكة بالنسبة للولايات المتحدة. وقاطعت واشنطن المجلس لمدة ثلاث سنوات فى عهد الرئيس جورج بوش الابن وعادت للانضمام له فى عهد باراك أوباما فى عام 2009، ودعت هيلى فى مقال كتبته لصحيفة واشنطن بوست فى مطلع الأسبوع المجلس "لإنهاء ممارساته التى تختص إسرائيل بالنقد دون وجه حق"، وكان احتمال انسحاب الولايات المتحدة قد أثار قلق الحلفاء والنشطاء الغربيين، وكتبت ثمانى جماعات منها فريدوم هاوس ومعهد جاكوب بلوستاين لهيلى فى مايو أيار قائلة إن الانسحاب سيكون له أثر عكسى إذ أنه قد يدفع المجلس "لاستهداف إسرائيل بشكل غير عادل بدرجة أكبر".
وفى الخطاب الذى أطلعت رويترز عليه قالت الجماعات إنه خلال فترة مقاطعة الولايات المتحدة عانى أداء المجلس "فيما يتعلق بالتعامل مع أكبر المنتهكين فى العالم وفيما يتعلق بالانحياز ضد إسرائيل"، ولا يملك المجلس سلطة أكثر من توبيخ الحكومات التى يعتبرها تنتهك حقوق الإنسان وأن يأمر بالتحقيق لكنه يلعب دورا مهما فى الدبلوماسية الدولية.
وإسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة من الموضوعات الثابتة على جدول أعمال المجلس الذى يضم 47 دولة وتأسس فى عام 2006. وكثيرا ما تكون واشنطن حليفة إسرائيل الرئيسية صاحبة الصوت الوحيد المعارض لقرارات تتبناها دول عربية، وكتبت هيلى تقول "عندما يصدر المجلس أكثر من 70 قرارا ضد إسرائيل وهى دولة ذات سجل قوى فيما يتعلق بحقوق الإنسان وسبع قرارات فقط ضد إيران وهى دولة ذات سجل سيء للغاية لحقوق الإنسان تعلم أن شيئا يسير بشكل خاطئ."
ولم يبد على جون فيشر مدير منظمة هيومن رايتس ووتش فى جنيف أنه منزعج من انسحاب أمريكى فورى، وقال فيشر للصحفيين "فهمنا هو أنها رسالة للمشاركة والإصلاح"،غير أنه أضاف أن السجل الإسرائيلى لحقوق الإنسان يستحق تدقيق المجلس لكن التركيز عليه بشكل خاص "مبعث قلق منطقي"، وتابع "أمر غر طبيعى أن يكون هناك بند ثابت فى جدول الأعمال لا يوجد مثله لكوريا الشمالية أو سوريا أو أى مكان آخر".
وانتقدت هيلى كذلك عضوية كوبا وفنزويلا مشيرة إلى انتهاكات لحقوق الإنسان واقترحت "التصويت على منع أكبر منتهكى حقوق الإنسان من الحصول على مقعد". ولم تذكر مصر أو السعودية وهما حليفتان للولايات المتحدة انتخبتا لعضوية المجلس رغم أنهما تسحقان المعارضين.
أرسل تعليقك