واشنطن - العرب اليوم
أكدت وكالة "أسوشيتد برس" أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني كان على مدى سنين ضمن قائمتي الأهداف المحتملة الخاصتين بالولايات المتحدة وإسرائيل، وأشارت الوكالة في تقرير نشرته اليوم السبت إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تتابع سليماني منذ سنوات، دون أن تقدم على استهدافه حتى فجر الجمعة، عندما اغتيل الجنرال الإيراني البارز بغارة أمريكية في العراق، وكانت لدى الولايات المتحدة فرصة جيدة على الأقل لاغتيال سليماني، عندما رصدت القوات الأمريكية في عام 2007 قافلة كانت تقل قائد فيلق القدس إلى شمال العراق.
غير أن القيادة العسكرية الأمريكية امتنعت حينئذ عن اغتيال سليماني، وقال الجنرال المتقاعد ستانلي ماكريستال في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" العام الماضي إنه قرر متابعة القافلة بدلا عن استهدافها لتفادي وقوع اشتباك وعواقب سياسية وخيمة قد يجلبها.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مسؤولين في إدارتي الرئيسين السابقين الجمهوري جورج بوش الإبن والديمقراطي باراك أوباما أن كلاهما امتنعتا عن استهداف سليماني، خوفا من أن الجنرال الإيراني البارز "ميتا وشهيدا" سيظل يشكل خطرا لا يقل عما يمثله على قيد الحياة من خلال مخططاته الموجهة ضد الأمريكيين.
وقالت النائبة الديمقراطية والمحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية CIA إليسا سلوتكين، إن إدارتي بوش وأوباما قررتا عدم استهداف سليماني لقناعتهما بأن اغتياله لا يستحق ضربة إيرانية مضادة وخطر اندلاع نزاع طويل الأمد مع الجمهورية الإسلامية.
وأشار المسؤولون في إدارة أوباما للوكالة إلى أن المشاورات بشأن إمكانية اغتيال سليماني لم تدخل المرحلة العملياتية، لاسيما بسبب عدم اقتناع الجانب الأمريكي بأن هذه الخطوة سيكون لها أي تأثير ملموس على سياسات طهران الإقليمية، فضلا عن مخاوف واشنطن من عواقب محتملة كانت ستجلبها هذه العملية إلى المفاوضات النووية مع إيران.
وأما بخصوص إسرائيل فأكد يوئيل غوجانسكي، الخبير في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن الدولة العبرية كانت تتابع سليماني أيضا منذ سنين، وكان بإمكانها استهداف الجنرال الإيراني، غير أن حكومة تل أبيب امتنعت أيضا عن المضي قدما في تطبيق هذه المخططات خوفا من الانتقام الإيراني المحتمل.
أرسل تعليقك